حميد المهداوي وحرية الصحافة في المغرب:
استهداف ممنهج أم تطبيق للقانون؟
الفينيق ميديا-اسبانيا
في سياق متصاعد من التضييق على حرية الصحافة والتعبير في المغرب، يتعرض الصحافي حميد المهداوي لحملة استهداف ممنهجة، تعكس واقع مقلق يهدد مستقبل الصحافة المستقلة في البلاد. فبعد سنوات من المتابعة والمحاكمات التي دفع ثمنها من حريته، يواجه اليوم من جديد ضغوطاً متزايدة، سواء عبر شكايات قضائية أو قرارات إدارية تهدف إلى تكميم صوته وإبعاده عن المشهد الإعلامي.
إن ما يحدث اليوم مع المهداوي ليس استهداف لشخصه فقط، بل هو رسالة ترهيب موجهة لكل صحافي حر يرفض الاصطفاف مع الخطاب الرسمي، ويصرّ على ممارسة مهنته بضمير ومسؤولية. فبدلاً من حماية الصحافيين وتشجيعهم على القيام بدورهم الرقابي، نرى اليوم كيف يتم استغلال القوانين والمساطر الإدارية لخنق الأصوات الحرة، في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ مراحل التراجع الحقوقي.
كل التضامن مع الصحافي حميد المهداوي، فقضيته ليست قضية فردية، بل تمثل قضية رأي عام و تجسد الحق في إعلام نزيه ومستقل. الصحافة الحرة ليست جريمة، والحق في التعبير ليس امتيازاً يمنح أو يسحب، بل هو حق أصيل يجب أن يكون مكفولاً للجميع دون تمييز أو تهديد.