الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

صمود المقاومة الفلسطينية أمام جرائم الكيان الإسرائيلي: انتصار يخلد في صفحات التاريخ.

 

 

 

 

ف ز فراتي – الفينيق ميديا

 

 

في قلب صراع مرير طويل الأمد، الذي استمر خلال العدوان الأخير لأكثثر من خمسة عشر شهر، تتجلى صورة صمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في مواجهة أفظع الجرائم التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي بحق شعب أعزل. تلك الهجمات الوحشية، التي دمرت البشر والشجر والحجر، حولت غزة إلى ساحة للدماء والدمار، لكنها لم تثن المقاومة ولا شعبها عن الاستمرار في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم.

 

منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، قررت إسرائيل اللجوء إلى سياسة القتل الجماعي والدمار المنهجي. ولكن ما كان مفاجئا للعالم بأسره هو أن هذه الهجمات لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولا عزيمة مقاتليه. المقاومة الفلسطينية، التي كانت تُتهم بالمحدودية في قدراتها، أظهرت قدرة فائقة على الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية الأكثر تطورا في المنطقة. ورغم ارتفاع أعداد الشهداء يوما بعد يوم، ورغم المعاناة الإنسانية التي فاقت كل تصور، استمرت غزة في مقاومة الاحتلال بكل شجاعة، معتمدة على سواعد المقاومين الذين لم يتراجعوا أمام القصف والدمار

 

فقد أدت جرائم الاحتلال إلى استشهاد الآلاف من المدنيين الغزاويين من بينهم أطفال ونساء و شيوخ، فضلا عن تدمير آلاف المنازل والمرافق العامة والبنى التحتية . لكن، ورغم فظاعة هذه الجرائم، واصلت المقاومة في مواجهة الحصار والهجوم بشتى انواع الاسلحة الحربية التي كانت تقصف القطاع بلا رحمة.

 

أشهر طويلة من الإبادة، بقيت فيها المقاومة صامدة ومتماسكة، حتى بدا أن الكيان الإسرائيلي قد فشل في إخضاعها، رغم استخدامه لكافة وسائل القمع والقتل. حيث برزت جماعات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كرمز للصمود والتحدي. حركة حماس، الجهاد الإسلامي، وبقية الفصائل التي شكلت القوة الفلسطينية الموحدة على هدف الدفاع عن الأرض والكرامة.  فرغم استمرار العمليات العسكرية للعدو و رغم القصف المكثف، ظلت البنية التنظيمية للمقاومة قادرة على الرد على العدوان الإسرائيلي بكل الأساليب الممكنة.

 

و رغم شجب المجتمع الدولي لجرائم الكيان المحتل في بداية العدوان، الذي لم يقابل بأفعال ملموسة تؤدي إلى وقف آلة الحرب الإسرائيلية، استمر اهل غزة في التحمل والصمود أمام كل ما ارتُكب في حقه من جرائم متبثا للعالم باسره انه شعب مقاوم لا يلين و لا ينهزم ، و أنه شعب يرفض الخضوع للمحتل مهما كانت التضحيات و مهما استمر العدوان. فقد  كانت فصائل المقاومة في كل مرة تكسر توقعات الاحتلال، وتثبت أن صمود الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُحطم مهما كانت قوتهم العسكرية.

 

صمود المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي لم يكن مجرد مقاومة سلاح، بل كان مقاومة قيم، مقاومة إصرار على الحق، ومقاومة لواقع مرير فرضه الاحتلال الذي لم يكتف بالمجازر بل يسعى إلى تدمير الهوية الفلسطينية من خلال أيديولوجيات التدمير والمحو.

لذلك قبول الاحتلال بوقف إطلاق النار جاء نتيجة فشله في تحقيق أي مكاسب أو أهداف استراتيجية، وعجزه عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني. بل على العكس، وجد نفسه في مواجهة ضغوط دولية وأزمة داخلية بعد أن عجز عن إنهاء التهديدات التي شكلتها المقاومة. هذا الاتفاق لا يمثل مجرد نهاية مؤقتة للصراع، بل يعدّ اعتراف ضمني بقدرة المقاومة على فرض قواعد اشتباك جديدة، ورفضها الاحتلال و لأساليب الاستسلام والهيمنة. لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الاحتلال ليس القوة التي لا تُقهر، وأن إرادة الشعوب تبقى أقوى من أي ترسانة عسكرية. فقد نجحت المقاومة في فرض معادلة جديدة قائمة على الردع والتحدي، مما يدفع الاحتلال إلى إعادة حساباته قبل التفكير في أي عدوان مستقبلي.

 

هذا الانتصار، الذي تحقق بدماء الشهداء وصمود الأبطال، يؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر على تغيير موازين الصراع، وأن المقاومة ستظل الخيار الأوّل في مواجهة الاحتلال حتى تحقيق الحرية والاستقلال الكامل.

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!