الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

المقاومة الفلسطينية و هروب الأنظمة العربية الى الأمام

 

 

البدالي صافي الدين/المغرب

 

 

كان يوم 7 أكتوبر الجاري في موعد مع التاريخ، تاريخ الحرب على إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973، و كان يوم تحت عنوان طوفان الأقصى، بلغ فيه الشباب الفلسطيني أشدهم بعد أن انتظروا توفير الشروط الحربية الشاملة التي تختلف عن المقاومة اليومية أمام صلابة وقوة الكيان الصهيوني الذي استغل الفراغ التضامني العربي و التطبيع مع مجموعة من الأنظمة العربية التي لم تعد مهتمة بالشعب الفلسطيني ومعاناته اليومية و بحاجاته اللوجيستيكية كي يصمد في مواجهة الاحتلال وحماية نفسه من قهره.

 

لم يستسلم الشباب الفلسطيني أمام ردة الأنظمة العربية التي أصبح حضورها في النادي الصهيوني / الامبريالي أكثر من حضورها في معترك المقاومة الفلسطينية. لقد ظنت مجموعة من الأنظمة العربية المتطبعة مع الكيان الصهيوني بأنها تخدم القضية الفلسطينية و ظنت بأن الكيان الصهيوني الذي تدعمه الامبريالية المتوحشة سيعيد للفلسطينيين أرضهم المغتصبة أو سيتوقف عن سياسة الاستيطان أو عن التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني.

 

لم يكن التطبيع مع الكيان الصهيوني مفيدا للشعوب العربية بقدر ما سيكون في خدمة الأجندة الإمبريالية، أي استعمار جديد. و بالمقابل يرى الشعب الفلسطيني بأن التطبيع مع هذا الكيان لن يفيده في شيء بل يفيد الأنظمة العربية المتخاذلة و المتصهينة و يسكت بندقية المقاومة و يحبط عزائم الشباب الفلسطيني الذي يعاني من غطرسة الاحتلال الصهيوني/ الاسرائيلي. و بالمقابل ظهر عدد كبير من النخب العربية تحولوا إلى منظرين للتطبيع و الى الحد من العمليات الفدائية ضد العدو لأنها تغضب المحتل فيقوم برد فعل ضد المدنيين.

 

في ملحمة طوفان الأقصى التي صنعها الشباب الفلسطيني المقاوم الذي خطط لها وقدر نتائجها وعواقبها في غفلة عن الأبواق المأجورة و المدمرة للعقل العربي محاصرته في حدود ما تريده الأنظمة العربية المتصهينة و ما تروج له أبواق الامبريالية بأن السلم و السلام يتجلى في إتفاقية الذل والخذلان مع إسرائيل.

 

لقد أدرك الفلسطينيون بكل فصائلهم التحررية بأن الأنظمة العربية لن تستطيع أن تكون درعا واقيا للمقاومة عمليا و ماديا و معنويا، و في تجربة الحرب على العراق لعبرة للجميع، لأن هذه الأنظمة تكتلت بجيوشها للحرب على العراق بأمر من أمريكا و حلفاءها و لم تتكتل من أجل نزع فتيل الخلاف بين الأشقاء حتى يبقى العراق بلدا عربيا قويا بدل أن يصبح عراقا آخر تتقاذفه أمواج الخلافات العرقية و الدينية و في ذلك تستفيد أمريكا و من معها . إن التاريخ هو الحاضر وهو الموجه للشباب الفلسطيني في هذه المعركة التاريخية، بل المعركة/ المعجزة .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات