لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام تدرس التطورات في فلسطين وسورية
عقدت لجنة المتابعة في المؤتمر العربي العام التي تضم امناء وممثلين للمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الاسلامي، والمؤتمر العام للاحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية، اجتماعها الاسبوعي برئاسة المحامي خالد السفياني، وتابع المجتمعون التّطورات المتعلّقة بالوضع الفلسطيني والسوري، وأكّدوا على الآتي:
في الوضع الفلسطيني
1. يدين المجتمعون مواصلة الاحتلال الانقلاب على اتّفاق وقف إطلاق النّار، ورفضه البدء بالمرحلة الثانية، الأمر الذي يكشف نواياه في التهرب والمماطلة. ويشيدون بالتزام المقاومة الكامل بتنفيذ ما تم الاتّفاق عليه، واستعدادها من موقع القوة والاقتدار الشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية، ويدعو المجتمعون الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق، ويؤكّدون رفضهم محاولات الضغط على المقاومة، في حين يُترك الاحتلال دون مساءلة رغم تنصله من التزاماته.
2. يدين المجتمعون قرار حكومة الإرهابي نتنياهو، بفرض العقاب الجماعي على شعبنا، وتعميق الكارثة الإنسانية التي صنعتها في قطاع غزة، والتي تعتبر جريمة حرب موصوفة، على أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، من خلال التجويع والحرمان من وسائل الحياة الأساسية. ويُحمّل مجرم الحرب نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تداعيات جريمة الحصار والإغلاق الوحشية. كما يطالب الوسطاء والدول العربية والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع والحصار الإجرامية التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، ومحاسبة مجرمي الحرب الفاشيين على جرائمهم المستمرة ضد الإنسانية.
3. يرحّب المجتمعون بانعقاد القمة العربية غير العادية في القاهرة، التي بحثت المخاطر التي تواجه قضيتنا الفلسطينية، في ظل العدوان الصهيوني المستمر ومخططات الإبادة والتهجير التي يواجهها شعبنا في غزة والضفة والقدس. ويعتبرون أنّ عقد القمة العربية اليوم هو خطوة بالاتجاه الصحيح على طريق الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية العادلة. ويثمّن الموقف العربي الرافض لمحاولات تهجير شعبنا أو طمس قضيته الوطنية، تحت أي ذريعة أو غطاء، ويعدّه موقفاً يؤكّد أن النكبة الفلسطينية لن تتكرر. كما يرحّب المجتمعون بخطة إعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها القمة العربية في بيانها الختامي، ويدعون إلى توفير جميع مقومات نجاحها، كما يثمنون جهود مصر في التحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة. ويعتبرون أنّ دعوة القمة لتنفيذ اتفاق وقف النار في غزة، كما تم التوقيع عليه، تمثّل إسناداً سياسياً للشعب الفلسطيني ومقاومته، وضغطاً على الكيان لمنعه من تغيير الاتفاق أو إفشاله. ويؤكّد المجتمعون على ضرورة إلزام العدو المجرم باحترام تعهداته ضمن اتّفاق وقف إطلاق النار، ويدعون إلى اتخاذ خطوات عربية موحدة وعملية تجبره على تنفيذ بنود الاتفاق، والضغط لإدخال المساعدات والإغاثة والإيواء، والشروع في مفاوضات المرحلة الثانية والمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق.
4. في ظل تصاعد الحملة الصهيونية لاستهداف المسجد الأقصى وتهويده، وتصاعد اقتحامات المستوطنين وأداء طقوسهم التلمودية في باحاته، يدعو المجتمعون أبناء الأمّة والقادة العرب وقادة الدول الإسلامية إلى اتخاذ مواقف حاسمة بالتصدي لانتهاكات الاحتلال والتأكيدعلى أنّ المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى خط أحمر، وأنّ المساس به يغضب كل مسلمي العالم.
5. رأى المجتمعون أن الحوار الذي جرى بين حركة حماس والإدارة الاميركية، هو انتصار سياسي لحركة المقاومة ولصمودها الأسطوري في مواجهة العدوان، والذي جاء كنتيجة لصمود وثبات المقاومة والشعب الفلسطيني، واعترافاً أميركيّاً عمليّاً بحماس وبالمقاومة كفاعل أساس في المعادلة الفلسطينية وعلى مستوى المنطقة، آملين أن يُفضي هذا الحوار إلى نتائج عملية تصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتُسرّع في تنفيذ الاتّفاق وفق شروط المقاومة، محذّرين من ألاعيب تستخدمها أوساط صهيونية وأمريكية متطرفة داخل الإدارة الأمريكية للالتفاف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
في التّطورات في سورية
– تابع المجتمعون بقلق وحزن شديدين التّطورات الجارية في الشّقيقة سورية، لجهة الأحداث المؤسفة التي حصلت مؤخّراً فيها وأدّت إلى سفك دماء بريئة وعزّزت من إثارة الأحقاد والفتن داخل المجتمع السوري الذي كان مشهوداً له بوحدته وعروبته والعيش المشترك بين أبنائه، خصوصاً أن إراقة الدماء هذه قد جاءت مترافقة مع الاحتلالات والاعتداءات المتزايدة للعدو الصهيوني على الأراضي السوريّة.
ورأوا ما يلي:
– يؤكّد المجتمعون على موقفهم المبدئي التاريخي الثابت على إدانة المجازر، أيّاً كان مرتكبوها، وأياُ كان ضحاياها، وأياً كانت مبرراتها، ومشدّدين على ضرورة الإسراع في تفعيل عمل لجنة التّحقيق العليا لتشمل بكل شفافية كل الانتهاكات، وللوقوف على حقيقة ما جرى ومحاسبة مرتكبي الجرائم اللاإنسانية والمخلّين بالأمن.
– ضرورة المحافظة على وحدة سورية، ودعوة كل مكوّنات الشّعب السّوري الشّقيق إلى التيقّظ للمشاريع التي تهدف إلى تقسيم وتفتيت سورية، ومواجهتها بموقف وطني موحّد.
– التحذير من مخطّطات العدو الصهيوني الذي يتوسّع تدريجيّاً في احتلاله للأراضي السوريّة ويمعن في اعتداءاته، وفي تغذية الفتنة والاقتتال الداخلي، والدعوة إلى مواجهة هذه المشاريع والمخطّطات بموقف وجهد وطني موحّد.
– دعوة السلطات السّوريّة إلى توسيع وتفعيل دائرة الحوار الوطني، ليشمل كل مكوّنات المجتمع السّوري الشقيق، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين هذه المكونات واستيعابها في إطار مشروع الدّولة الوطنية، تفويتاً لمحاولات الأعداء والخصوم في الاصطياد في الماء العكر.
التاريخ: 11/3/2025