الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

وجهة نظر لتعزيز النقاش البناء حول ضرورة تعزيز صفوف التنظيمات التقدمية والديمقراطية ***

 

 

عبدالسلام المجلاوي – كندا.

 

من يتابع ما يقع على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية المغربية قد يفاجأ بالدينامية المتنامية لليسار المغربي عموما (أنشطة تضامنية مع القضية الفلسطينية والحقوقية، الارتباط العضوي مع الساكنة التي تخوض معارك حول الماء والسكن أمام تطاول بعض الجهات المتحكمة وبدعم من السلطات ). وعند حديثي عن اليسار المغربي أعني القوى التقدمية التي لازالت في خندق الطبقات الكادحة وممانعة للتوجه التطبيعي الرجعي بكل تلاوينه.

 

كما نلاحظ حيوية ونجاعة المجتمع المدني والدور الريادي الذي يقوم به في مجالات حماية البيئة وحقوق الطفل والدفاع عن المساواة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، والعمل التطوعي ومحاربة التفاهة في الإعلام الممخزن … الى درجة ان البعض يعتقد او يدعي ان المجتمع المدني لوحده قادر على تحقيق ما عجزت عنه الأحزاب والمنظمات السياسية والنقابية، وهذا طبعا خطأ استراتيجي وتكتيكي لان العمل السياسي له الدور الأكبر والمباشر خلال المعارك الانتخابية وذلك بحكم الدساتير المعمول بها وخصوصيات باقي مكونات المجتمع التي لها دور فعال على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي. لذلك يجب الانتباه إلى ضرورة العمل المشترك والمتكامل.

 

 فالأحزاب هي من تتخذ  القرارات وتسن القوانين والتشريعات (في إطار دولة ونظام ديمقراطي الشيء الذي نفتقده حاليا) لكن المجتمع المدني فهو يتعامل مع الجميع،  ومجال عمله يبقى إصلاحي ومطلبي.

 

ومما اثار الاعجاب في المدة الاخيرة هي الدينامية المتميزة لاحد مكونات اليسار الاساسية المتمثلة في “حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي” الذي نراه يرفع من وثيرة الأنشطة السياسية الإشعاعية والتنظيمية وابتكار أساليب عمل ومبادرات تدل على نضج متجدد ووعي كبير بالمسؤولية الملقاة على عاتق قوى التحرر والديمقراطية والتنمية المستدامة. فرغم تمثيليته في قبة البرلمان بممثلة واحدة وحيدة (الاستاذة فاطمة التامني) فان دورها متميزا في مساءلة الحكومة واحزابها الادارية، وفضح العديد من الملفات الاجتماعية والقيام بمعارضة فعالة رغم ضعف إمكانياتها وضيق الوقت المخصص لها. 

 

فبعد مرور سنتين على اندماج مكونات الفيدرالية، مما يعتبر إنجازا تاريخيا وفريدا في التجارب السياسية الحديثة (لأول مرة تندمج عدة أحزاب وتيارات يسارية في شكل تنظيمي وحدوي)  والخروج بقيادة مشتركة بتوافق كل الأطراف،  وبعد التوصل الى هيكلة بعض  القطاعات الحيوية (محليا ووطنيا) وهيكلة التنظيمات القاعدية الجهوية، ورغم ذلك لم نلاحظ أي تغيير كبير على الساحة من تعبئة او مبادرات ملموسة ومتميزة، بل لوحظ من طرف الرأي العام الداخلي والخارجي أن الحماس الذي نتج عن مؤتمرها الاندماجي أخذ يتراجع.

 

 إلا أننا نسجل في الفترة الاخيرة، ان هناك حركية وديناميكية  عمودية وافقية…فماذا حصل؟

 كيف تمكن هذا الحزب الجديد/القديم، ان يتحدى إحباطات الماضي والحاضر ويتمكن من خلق هذه الدينامية الايجابية ويتحول الى جاذبية متفائلة لم نلاحظها منذ عدة سنين؟ 

ورغم أن تحديات التواصل مع القواعد ومع المتعاطفين لازالت كبيرة، ورغم ما يلاحظ من نقص في استثمار الوسائط التكنولوجية، فكل المؤشرات وحسب عدة أوساط وملاحظين فإن مستقبل هذا الحزب محكوم بالتطور كما وكيفا وقد يلعب ادوارا ريادية في المستقبل القريب، خاصة إذا تمكن من الانفتاح على باقي مكونات اليسار من تنظيمات وكفاءات وكوادر لازالت في موقف المتفرج رغم تجاربها النضالية السابقة.

 

وهل ستظل بعض الفعاليات والكفاءات الفردية اليسارية والوطنية الديمقراطية تراقب من بعيد ام ستستغل فرصة  هذه اليقظة لتندمج وتساهم بأشكال متعددة تنظيميا وثقافيا وسياسيا والعمل على قلب موازين القوى لصالح الفئات والطبقات المتضررة من الوضع الحالي البئيس؟

 

نعرف جميعا ان الطريق طويل وصعب، ونعرف ان على الفيدرالية ان تطور نفسها اكثر، وتوحد صفوفها احسن، وتنمي علاقات رفاقية واجتماعية بديلة  لما هو سائد في مجتمع مليء بالتناقضات بين النظرية والتطبيق، وبين ما يبطنه وما يظهره البعض، لان الامل كبير على هذا الإطار الوحدوي الذي يجب ان يتسع لباقي التيارات والكوادر  التقدمية، لان تحدي التغيير لا يقبل الانتظارية والاتكالية ولا الانهزامية والاستسلام لقوى الرجعية والظلامية والمخزنية بكل تلاوينها.

 

واتمنى لرفاقي الفيدراليين وجميع التقدميين كل التوفيق في مشاريعهم السياسية والتنظيمية والاجتماعية  وتحقيق الديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية والحرية.

مونتريال، 3 ابريل 2025.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!