الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

 

في الذّكرىَ الواحدة والستّين لرحيل الزّعيم محمّد عبد الكريم الخطّابيّ

” برحيلكَ َتَهَاوَتْ صُرُوحُ المَجْدِ “

 

 

 

 

د. محمّد محمّد الخطّابي *

 

بمناسبة حلول الذكرى الواحدة والستّين لرحيل المشمول برحمة الله الزعيم  الطيّب الذّكرمحمّد عبد الكريم الخطابي الذي لبّى نداء ربّه  فى6  من شهر فبراير من عام 1963 بأرض الكنانة بقاهرة المُعزّ لدين الله، ،وإستبشاراً، وإستذكاراً ،وإستغواراً، وإستحضاراً لما قام أنجزه هذا البطل الشّهمُ  فريد زمانه في الكفاح والنضال إلى جانب المجاهدين الصّناديد، والشّهداء الأبرار الآخرين رحمهم الله تعالى جميعاً بواسع رحمته، الذين أعطوا النّفسَ والنّفيسَ، من أجل صَوْن كرامتهم،والذّوذ عن شرَفهم، ونخوتهم، وشهامتهم خلال حرب الرّيف التحرّريّة الماجدة التي خاضها أجدادُنا الميامين ببسالة، وشجاعة منقطعتيْ النّظير ضدّ المستعمِر الاسباني الغاشم ،والتي سَمَتْ بالمغرب، وبسائر المغاربة الأحرار قاطبةً من أقصى البلاد إلى أقصاها إلى أعلىَ قمم العزّة  والكرامة ، وأسمىَ منازل السّؤدد والمجد، وبوّأت هذا البلد الأمين مغربنا الحبيب أرقى مقامات الرفعة والخلود، فى مختلف أنحاء المعمور. ففى مثل هذا اليوم من أيّام الله المشهودة ،طُوِيتْ صفحةٌ رائعة من صفحات تاريخ النضال المرير،ولم تُطْوَ أصداؤُها ، ولم تُمْحَ مناقبُها ،و لم تُنْسَ أمجادُها ومآثرُها الى اليوم، والتي ما إنفكّت الأجيال،تلو الأجيال تتغنّى بمآثرها فى مختلف رُبوع هذا البلد الامين الذي لا يرضى الذلّ والخنوع والهوان ، وما برح يذكّرنا هذا الحدث التاريخي العتيد في كلّ حَوْلٍ بالمعارك الباسلة التي خاضها المجاهدُون الصّناديد ضدّ المستعمِر الإسباني والفرنسي، وفى طليعة هذه المعارك الكبرى التي تعتبر ذُرَّة البطولات ،وذِرْوة الإنتصارات ،وأمّ المعارك فى تاريخ المغرب الحديث وهي معركة  “أنوال” وبهذه المناسبة كذلك نتضرّع إلى المولىَ جلّ وَعَلاَ ليشملَ كافةَ مجاهدينا الأشاوسَ ،وشهداءَنا الميامينَ في أعالي شمال المغرب وأقاصي جنوبه وفى شرقه وغربه بواسع رحمته ، وأن يُسكنهم اللّهُ تعالى جميعاً فسيحَ فراديسه وجنانه، وأن يُمطر عليهم شآبيبَ رضوانه وغفرانه .

 

وبشهادة شقيق القائد البطل السّي مَحمد عبد الكريم الخطابي خلال لقاءاتي المتواصلة الحبّيّة به في القاهرة أواسط الستينيّات من القرن الفارط أذكر من بينهم فى هذا المقام  جدَّنا الأبرّ من والدنا المُنعّم تغمّدهما اللهُ تعالى بواسع رحمته  المجاهد الصنديد ” مُوحْ نَ سِّي أحمد الورياغلي الأجديري خطّابي” شهيد معركة أنوال الخالدة، إلى جانب العديد من الشّهداء الآخرين من الأبطال الأبرار والميامين الأخيار فى يوم الأربعاء 21 من شهر يوليو 1921.

 

وعلى الرّغم من بُعد المزار، والنأي عن فى الوطن الغالي والديار، تفتّقت القريحة ، وجاد العقلُ،وتدفّق القلبُ، وانتشتِ الرّوحُ، وتحرّك الوجدانُ، ونطق الِلسانُ ،وفاض الجَنانُ،وفار، وفاه القلَمُ بهذه الإفصاحات القلبية ، والإجهاشات التلقائية ،والمشاعرالإسترجاعية النبيلة ، وبهذا الدّفق أو التداعي العفوي العميق ، فأقول :

 

 

 

برحيلكَ تدَاعَتْ صُرُوحُ المَجْدِ

 

تَداعتْ صُرُوحُ المجدِ بالكوكبِ الدُرِّي/

وأنوارُ شُموسِ اللّه غابتْ مع الظهرِ/

تَداعىَ حِمَى الإيمانِ والعَدلِ والهُدَى/

وقوّاتُ بأسٍ دونها قوّة الذرِّ/

أبطالٌ الشّهادة  جاشت نفُوسُهم/

فأصبحُوا نورَ التُّرب والمِسْكَ للقبْر/

فتاهت عقولٌ كانت بالأمس رشدَها/

وزاغتْ عيونٌ دمعُها لجّةُ البّحرِ/

أشاوسُ تعالتْ بكم الشّهامةُ والندىَ /

ونضالُكم على كلِّ لسانٍ بها يَسْرىِ/

هبّ المجاهدُون عن بكرة أبيهمُ/

ونزلتْ على الأعداء قاصِمَةُ الظّهرِ/

وَكَالطّيرِ مِكلُومِ الجناحيْن فإرْتَمَىَ/

على الصّخرِ منهوكاً تحطّم بالكسْرِ/

كأنّ لدَى إستشهادكُمْ يا نخوةَ أَرْضِنَا/

جُسُومٌ بلا رأسٍ أيادٍ على البَّترِ/

أبناءُ الأماجدِ والأفاضلِ والحِجَى/

أحفادُ المَكَارِم والميامين والفخرِ/

كلُّ  العشائرِ والمداشرِ تحتفي /

بشهامتكم  من نَصْرٍ إلى نصرِ/

فخرَ المغاربة والصّناديد والنُّهَى/

مجدَ المعالي والنّدَى وغُرّة الدّهرِ/

أساسُ جِهادُكمْ فرقانٌ وشهادةٌ/

وذِكْرُكُمُ للّه فى السِرِّ وفى الجَّهْر/

شجاعتكمْ فى القلوب كانت تميمةٌ/

تجذلنا من  حيثُ ندْرِى وَلاَ ندْرِى/

طلائعُ  الرّيفِ ألقتْ إليكمْ بسَمْعِها/

وذِكْركمْ فى كلِّ رياضٍ به يَجري/

عَجَباً أنْ يُرَوَّعَ ” الرُّومِيُّ” ويَنْثني/***

تحت أَقْدَامِكُم وإِقْدَامِكُم سَاعَةَ الظّفْرِ/

تباشير النّور تهفُو إليكمْ بوَهْجِهَا  /

وذكرَاكُمُ فى النفوسِ عاطرةِ الذِّكْر/

حُشْدٌ على الحَقِّ صُنَّاعُ المَجْد والفِدَا/

مع بزُوغِ  شمسٍ أو قمَرٍ أو بَدْرِ/

أنوالُ يا مَرتعَ البطولاتِ بأسرها/

أدواحُكِ العَلياءُ  دائمةُ النّضرِ/

 

 

************************************************

 

*-كاتب وباحث ومترجم من المغرب ،عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوطا- (كولومبيا).

**- تحريراً فى 6 فبراير 2024 “حيّ المزمّة” (أجدير) – الحسيمة.

-*** الرُّوميّ أو ذَارُوميِ ، هو إسمٌ أو صّفةٌ أو نعتٌ كان يطلقه أهلُ الرّيف على الإسبان الدخلاء ،أوعلى الأجنبيّ بشكل عام، وواضحٌ أنّ هذا الإسم يعود لعهد الرّوم منذ وجود الإمبراطورية الرّومانية قبل الفتح الإسلامي بشمال إفريقيا، وجَمْعُ ذارومي هو ” إِيرُومِييّن“.

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات