الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الذكاء الاصطناعي في المونديال بين العدالة الجديدة ونَشْوة المُتعة.

بقلم هادي أحمد العبدو. سوريا

 

 

بعد ثلاث دقائق فقط من المباراة الافتتاحية اعتقد إينير فالنسيا الإكوادوري أنّه سجّل أسرع هدف في تاريخ كأس العالم ضد منتخب قطر المُضيف. ولكن تم إلغاء هدفه لكونه تسلّلاً بعد مراجعة شبكة من الكاميرات والخوارزميات ، وجهاز استشعار الكرة نفسها (IMU) الذي بث بيانات في الوقت الفعلي حول موقعها الدقيق ، وعن طريق نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) بنسبة 100٪ تلقائيّاً بالكامل حيث أرسل إشارات في الوقت المباشر إلى غرفة التحكم في الاستاد ليُعيد الكمبيوتر إنشاء الموقف بنماذج ثلاثية الأبعاد ، ورسمْ خط التسلّل وتحديد ما إذا كان يجب منح الهدف أمْ لا ، وبعدها تم إرسال كل جزء من المعلومات إلى المسؤولين الجانبيين لإلغاء إمكانية حدوث الخطأ البشري.

 

ولعالمية المونديال كان للأسطورة كريستيانو رونالدو نصيب من عدالة الذكاء الاصطناعي (AI) من خلال الهدف الأول لمنتخب البرتغال فى شِباك الأوروغواي بنسب واحتساب الهدف الذي في البداية احتسب له لزميله اللاعب برونو فيرنانديز بعد العودة إلى مؤشرات الاستشعار الموجودة في الكرة (IMU) حيث “لم يمكن رصد أي قوة خارجية على الكرة كما اتضح عدم وجود أي نبضة” في تلك اللحظة ، وهو ما جعل الفيفا على ثقة من دِقّة التحليل واتِّخاذ القرارات.

 

وعلى المستوى التطبيقي من أبرز الطرق التي استخدمها الذكاء الاصطناعي (AI) في كأس العالم FIFA هي ؛ تتبع اللاعبين عن طريق تثبيت كاميرات خاصة حول الملاعب لتتبع تحركات كل لاعب على أرض الملعب في الوقت الفعلي.

 

ومن ثم بعد ذلك إدخال هذه البيانات في نظام الذكاء الاصطناعي(AI) الذي استخدمها لإنشاء تحليل مفصّل لأداء كل لاعب هذا من جهة. بالإضافة إلى سِترات مدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI) ارتداها اللاعبون أظهرت مؤشراتِهم الصحيّة على جهاز كمبيوتر موجود على مقاعد البدلاء ، وأظهرت ارتفاع معدّل ضربات قلب كل لاعب بشكل فظيع ، ومن خلالها قد يُقرّر المدرب من سيُبعده للحصول على قِسط من الراحة لأنه سيكون جزءًا مهمًا من الفريق في مباراته القادمة. كما تُظهر عدد لمسات الكرة ، والمسافات التي قطعها اللاعب داخل الملعب والقائمة تطول….

 

وما تجدر الإشارة إليه أن الجمهور اللاعب الثاني عشر في ملاحم المونديال كان له نصيب كبير في تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) حيث اعتمدت مراكز القيادة ، والسيطرة في قطر على أكثر من 15 ألف كاميرا لتتبّع تحركات الناس خلال المونديال عن طريق استخدام الخوارزميات لمحاولة منع التدافع في الاستاد وللمساعدة في التنبؤ بتحركات الحشود ، والتعامل بسرعة مع الازدحام من خلال مشاركة المعلومات مع مسؤولي الأمن ؛ والهدف هو تجنب حوادث مثل الفوضى وتلك العملية التقنيّة يُطلق عليها مفهوم “الاستاد المُتصل” الذي يُعتبر الأول من نوعه واستخدامًا خلال كأس العالم. وعليه بإمكان برنامج الذكاء الاصطناعي(AI) عدّ المشجعين في منطقة معينة من الملعب ومعرفة إن كان العدد أكبر من السعة المخطط لها.

 

ويمكنه أيضاً استخدام تقنية التعرف على الوجه لمراجعة آلاف الساعات من التسجيلات في أرشيفه. ومن جانب آخر مرتبط بالفائز وحامل اللقب الجديد بهذه النسخة يتوقّع أحدث تقرير استخدم خوارزميات مماثلة تستخدمها منصات البث للتوصية بالعروض للمستخدمين فوز البرازيل حيث أنشأ DataLab نظامًا للتعلم الآلي يتنبأ باحتمالية نتيجة كل مباراة بين بلدين على خوارزميّة من البيانات والاحتمالات الضخمة واعتمد هذا التوقع على تقنيات التعلم الآلي (ML) ، والتي مَنحت البرازيل فُرصة بنسبة 20.9٪ للفوز بكأس العالم FIFA.

 

بينما تقول التقارير أن الأرجنتين لديها ثاني أعلى احتمال للفوز بكأس العالم (14.3 في المائة). ومن وجهة نظر تاريخيّة ما يحدث اليوم في مونديال قطر من قيود للذكاء الاصطناعي(AI) ، أو عدالته من الجانب الآخر دفعنا بالعودة إلى هدف “يد الله” دييغو مارادونا ضد إنجلترا في مباراة ربع نهائي كأس العالم 1986 وهي واحدة من أكثر الأحداث إثارة للجدل في كرة القدم حتى يومنا هذا التي قضمت الأظافر في السنوات الـ 36 الماضية..

 

وأخيراً يمكن القول إن مهرجان كرة القدم العالمي لعام 2022 في قطر هو أكثر المهرجانات التي تُحرِّكها التكنولوجيا في تاريخ FIFA وستدفع الفرق واللاعبين إلى المزيد ؛والمزيد من الحرفية والإبداع الكروي…

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات