الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الكوبوي الأمريكي يعتدي على إيران ويهدد أمن الشرق الأوسط، المطلوب إدانة عالمية وتحرك فوري لمجلس الأمن.

 

 

 

محمد الغفري – الرباط

 

 

في عمل عدواني صارخ يُمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، شنت القوات الأمريكية مساء السبت 21 يونيو 2025 هجوماً استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، هي نطنز وأصفهان، وأهمها موقع فوردو. هذا الاعتداء ليس مجرد انتهاك لسيادة إيران، بل هو طعنة في خاصرة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها، وتهديد مباشر وغير مسبوق لسلامة ملايين المدنيين الأبرياء.

 

وقد كان من الممكن أن تمتد آثاره لتشمل مناطق أوسع حسب الظروف الجوية وطبيعة الضرر، لولا التدبير الرزين من الجانب الإيراني الذي نقل اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة، ما حال دون وقوع كارثة إنسانية عالمية. ومهما كانت المزاعم المرفقة بهذا الهجوم، فهو تهور وتصعيد خطير وغير مسؤول إلى أقصى الحدود.

 

هذا التهور من جانب الكوبوي الأمريكي يدمر الثقة الدولية مستقبلاً في التعامل مع الملفات النووية وحل النزاعات سلمياً، ويرسل رسالة مفادها أن استخدام القوة العسكرية المباشرة خيار مرجح بغض النظر عن العواقب.

 

الكوبوي الأمريكي عمد إلى تفجير بؤرة توتر تعيش على فوهة بركان، وهذا العدوان ليس سوى إلقاء الزيت على النار، مما يزيد من حدة الاستقطاب واحتمالات الانزلاق إلى مواجهات أوسع يصعب احتواؤها، تُهدد أمن وسلامة كل مواطن في الشرق الأوسط من الخليج إلى المتوسط. للأسف، الكوبوي الأمريكي يلعب بالنار في مستودع بارود.

 

في مواجهة هذا العدوان الصريح، تتجلى المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية لمجلس الأمن الدولي، الهيئة المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة (الفصل السابع).و لا يجوز للمجلس أن يقف متفرجاً أو يتذرع بالانقسامات السياسية بين أعضائه الدائمين.

 

على المجلس أن يصدر قراراً فورياً وإلزامياً يُدين هذا الاعتداء الأمريكي بشكل واضح وصريح، ويؤكد على عدم شرعيته وانتهاكه الصارخ لمبادئ السيادة الوطنية وعدم استخدام القوة في العلاقات الدولية المنصوص عليها في الميثاق. وإن لجأت الدولة المعتدية إلى استخدام حق النقض (الفيتو)، فسيزيد ذلك من إدانتها شعبياً ودولياً.

 

كما يجب على مجلس الأمن أن يطالب بتحقيق دولي مستقل ومحايد لتقييم كامل الضرر الناجم عن الهجوم، خاصة فيما يتعلق بالمنشآت النووية، وتحديد المخاطر الإشعاعية والبيئية المحتملة، وتحميل المسؤوليات القانونية.

 

علاوة على ذلك، على المجلس أن يتحمل مسؤوليته في منع أي تصعيد إضافي يُهدد بالسقوط في حرب إقليمية شاملة، وذلك بدعوة فورية لجميع الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس والانسحاب من حافة الهاوية.

 

يجب على المجلس أن يُذكر الولايات المتحدة بواجباتها القانونية بموجب القانون الدولي، وضرورة احترام سيادة الدول وعدم المساس بسلامة منشآتها الحيوية التي قد تترتب عليها عواقب إنسانية كارثية.

كما عليه أن يعيد التأكيد على أن الحل الوحيد المستدام لأي خلافات، بما فيها الملفات النووية، هو الطرق الدبلوماسية والحوار والتفاوض، وليس القصف والعدوان.

 

ختاماً، الاعتداء الأمريكي على إيران ومنشآتها النووية ليس حدثاً عابراً، بل نقطة تحول خطيرة تهدد بإشعال حريق إقليمي لا تُحمد عقباه، وتضع أرواح المدنيين في الشرق الأوسط على كف عفريت. استهداف منشآت قد تحتوي على مواد نووية هو لعبة خطيرة بمصائر الشعوب.

 

صمت مجلس الأمن أو تقاعسه عن اتخاذ موقف حازم وعادل وفقاً لميثاقه سيكون بمثابة مشاركة في الجريمة وفي المسؤولية عن أي كوارث تنتج عن هذا العدوان أو أي تصعيد لاحق. حان الوقت ليقوم المجلس بدوره كحارس للسلم والأمن الدوليين قبل فوات الأوان.

 

كل الإدانة وبقوة للجريمة الأمريكية في حق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم.

 

الرباط في 22 يونيو 2025
محمد الغفري

 

عضو سكرتارية التنسيقية الشعبية العربية لمقاومة التطبيع
منسق الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب
منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!