الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

في الصحراء العربية وغاباتها السياسية

 

 

الدكتور كمال يونس

 

 

 

في الصحراء العربية وغاباتها السياسية،حيث غاب عن بال الاستعمار و القوى المتحالفة، الصانعة لهذا الكيان الإسرائيلي، لألف سبب الا سبب…وهو:

 

وجوب وضع اعتلامات العودة على الطريق…الذي أدخلوه منه وانطلقوا فيه، نزولا عند ارادة و رغبة و خطة السيطرة، مباشرة و مداورة، على المنطقة… فتاه هذا الكيان الصلف الغاصب الذي يمثّل الدولة العبرية منذ انشائها.

 

و هو اليوم، وغدا طبعا، سيعاني من التضخّم التدميري الارتدادي المتزايد و المتلاحق من قبل الذين احتلتهم، واخضعتهم، وهجرتهم وافقدتهم طعم الحياة وحقهم فيها. و فتكت بهم دولة و انسانا و كيانا.

 

فشرعت اسرائيل تكابر، و تستغل، و تستغنم المواقف الإقليمية و الدولية، و تقتنص فرص الاستمرار عبر العربدة العسكرية و التَمييز العنصري و اختلاس الأرض و اذلال انسانه.. والتغطية الاعلامية الموبوءة التي شتّتت روح الجمعية العامة للامم المتحدة، و حرفت مسار مجلس الأمن عن حقيقة دوره، و واقعية نهجه القانوني، واجتزاء تنفيذ قر اراته واهدافه عبر الهيمنة على مفاتيح اصحاب القرار فيه.

 

وغاب، فيما غاب عنها، منذ عقود مضت، التطور السكاني الهائل والمتسارع و المستفحل لدى طبيعة اصحاب الأرض… ناهيك عن الارتباط العضوي و الديني والتحالفات … مع دول الجوار وحركات التحرر و الانعتاق في بقاع الاقليم و سائر دول العالم.

 

و لكن، في الواقع المعيوش، فانّ قفزات اسرائيل التكنولوجية،العسكرية و الاقتصادية لن تنتصر على القفزات المعنوية و العددية و الدينية…لشعب فلسطين.

 

ولذا، يقتضي انهاء هذا المشوار او هذه النزهة التي دامت حوالى اقله ثماني عقود من السنين شهدت المنطقة حروب الفتك و التدمير و التخبط و العربدة و التهجير على انواعها.

 

وبالتالي، و ايضاحا لهذا الطبل والزمر والتشويش، فان داحس اسرائيل لن يكون افضل من غبراء العرب، وفي وقت تختار فيه اسرائيل قدرها الملزم، ينتقي الفلسطينيون وقائع خياراتهم المنسجمة مع حقوقهم الطبيعية.

 

اذن، لا بدّ من احقاق الحق و الجلوس الى طاولة مفاوضات العقلاء تجري بروح العقل و ليس بالآلة العسكرية العمياء.
والا، ستعيش المنطقة تحولا مستتبعا ومستجدا و واقعا متلوّنا من حرب مماثلة لحرب داحس و الغبراء… و عليه، فالنتيجة ستكون الغاءات متبادلة و متلاحقة و متنامية على صعد كثيرة كون الكرة الفكرية الإنسانية منقسمة انشطاريا كما الكرة الأرضية جغرافيّا و سياسيّا و اقتصاديّا.

 

وختاما، لا حلّ في الأفق طالما الذئب هو المعتدي و القاضي معا في امور المحاكمة، والحمل هو المجني عليه و المدعي من خلال الشكاوى و ضعف المرافعة،

 

و يستمر سير العدالة الصورية الى أن تّأتي غبراءُ عربية أو أعجميّة تشق غبار داحس اســرائيل أو يتدخّل الله فيقضي في أمر عجز عنه البشر منذ عقود من السنين.

 

البحّاثة في اللغات و الآداب و التاريخ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات