الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مغاربة الشتات ….المعذبون في الأرض .

 

الحسين فاتش/اسبانيا

 

لاأفهم كيف لاتتوقف شريحة عريضة من مغاربة العالم من التباكي والتعبير عن تذمرها من الغلاء الفاحش لاثمنة تذاكر السفر بواسطة الطائرة وفق ماتم الاعلان عنه من قبل شركة الطيران رويال اير ماروك ..

 

ليست هذه هي المناسبة الوحيدة التى نعيش، فيها ايقاعات عقلية الانفعال الظرفي بعيدا عن التنسيق والعمل الجماعي بين مكونات الجالية، إذ كلما كانت الحركة قوة فاعلة أكثر، سواء من ناحية صياغة المطالب والأرضيات العمل أو من ناحية تطوير الخطاب والمواقف السياسية أو من ناحية المجابهة والضغط الميداني الاحتجاجي.

 

الرفع المقصود من أثمنة تذاكر السفر بالطائرة يتزامن مع بداية مايسمى بعملية ’’مرحبا’’ ليست هي الضربة الموجعة الوحيدة التى توجهها الحكومة المغربية لمهجريها في الشتات ولن تكون الأخيرة في مسلسل ضربات الحكرة والتهميش والاقصاء الممنهج، مادامت الحكومات تتعامل مع قضايا مغاربة العالم بنفس العقلية الاستخفافية الموروثة عن حقبة الوداديات التى تتحكم فيها عقدة السلطوية المطلقة والتعالى والنرجسية التى تجعل من الحكومة مجرد شرطي ينفذ ولا يناقش، ومن الجالية مجرد حشد من الزماكريا، يستجيب ولا يعترض.. وكأننا نقف وجهاً لوجه أمام مختبر تجارب. للترويض. !

 

هكذا وفي ظل الاستئاس لمعاملة التعذيب المقنع على امتداد عقود ،،أصيبت الناس بمتلازمات المازوشية، أي ذلك الاضطراب النفسي الذى يتجسد في التلذذ بالألم الواقع على الشخص نفسه. مما أصبح يجيز لنا القول ان جاليتنا في الشتات تتلذذ بتلقى العذاب …

 

الحكومات المغربية مهما تغير لونها لن تتخلص من ذات النظرة الدونية التقليدية الموروثة عن حقبة إدريس البصري، التى ظلت وستبقى تتحكم في صياغة المحزن لعلاقاته مع مهجريه في الشتات، باعتباره ينظر إليهم ليس كقوة سياسية بل كمجرد حشد من ’’الحراقا والبوعارا’’ ناقلي الخوردة، يعاني معظمهم من النظر القصير من لهثه وراء القضايا القريبة من ناظريه، دون أن يكلف نفسه عناء رؤية ما وراء الأكمة، مما يجرده من القدرة على رؤية، ومن ثم فهم، ما هو أبعد من أطراف أصابعه. !

 

ازالة واقبار هذه الصورة النمطية هي التى يجب على مغاربة الخارج أن يركزوا عليها اهتمامهم، وليس على التبرم والتباكي والتذمر من قرارات جائرة مجحفة لن تتوقف ولن يرتدع صناعها.

 

معركة التحرر واعادة الاعتبار أولى الأولويات ..حان وقت ..بناء الذات والقرار المستقل خاصة وأن كفة ميزان التوازنات كلها تميل لصالح مغاربة الخارج. فهم النبع الذى يغذي خزائن منافسيه من أحزاب الريع !..

 

فقط كل ماينقص مغاربة الخارج هو إفساحهم المجال أمام الفعاليات التي تعرف كيف وأين ومتى تستثمر عناصر القوة !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

One Response

  1. أوافقك القراءة، إلا أن بناء الذات تتطلب التحرر من صفة “المهاجر” أو “المهجر” و امتطاء المواطنة الحقة بالضفتين، إنها معركة أخرى مع الذات، ليست مستحيلة و يمكن ربحها اذا توفرت الارادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات