الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

زوايا ومعاني الإحتفاء باليوم العالمي لحقوق المرأة في المساواة

 

 

عبد السلام مجلاوي/مونتريال/كندا

 

احتفال المرأة بيوم 8 مارس في الصين وفيتنام ليس كمثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا.

والتطرق الى وضعية المرأة (دون أي احتفال) في إيران، السعودية أو أفغانستان له طعم بمرارة أكبر بعيدة كل البعد عن ما تناضل من أجله المجتمعات، وضمنها النساء في البلدان الديموقراطية.

 

لأن المساواة الكاملة في جميع الحقوق لا زال حلما لم يتحقق بعد في جل مناطق المعمور، حتى في الدول التي صادقت على كل المواثيق الدولية حول حقوق النوع، بل هناك تراجعا خطيرا كلما صعدت القوى الرجعية اليمينية المتطرفة الى الحكم مثل ما يقع في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوربية من تراجع في موضوع حق المرأة في الإجهاض وتصاعد العنف المبني على الجنس بل وجرائم (القتل ضد النساء Féminicides)

 

أما في البلدان المتخلفة والتي لازالت الأعراف الإجتماعية و الدينية المتطرفة هي الطاغية، المرأة  والطفلة لا زالت تكافح من أجل ولوج المدرسة (رأينا كيف تعامل المرأة في أفغانستان وفي مناطق نفوذ الجماعات الإرهابية التي تدعي الإسلام كعقيدة للحكم المبني على استغلال المرأة جنسيا وللإنجاب وخدمة الرجل المهيمن). ومع الأسف يجب التذكير بأن كل الأديان (  وخاصة monothéistes) لها نظرة دونية للمراة وتعطي دائما الأفضلية للرجل مع بعض الإختلافات هنا وهناك.

 

فلا زلنا نسجل مآسي تشويه الأعضاء التناسلية mutilations génétales وفرض زواج الأطفال، بالموازات مع كل أشكال العنف النفسي والجسدي والجنسي التي تعانيه آلاف النساء في إفريقيا وفي أغلب البلدان حتى المتقدمة اقتصاديا والتي يستغل فيها جسد المرأة أبشع استغلال.

 

وبقدر ما يمثله حدث 8 مارس من مناسبة لإدانة كل هذه الفظائع البشعة ومطالبة المسؤولين دوليا ووطنيا بخلق شروط معالجة هذه الأوضاع والعمل على التضامن الفعلي مع النساء في البلدان الرجعية والدكتاتورية لفرض المساواة في الحقوق بين الرجل والمراة، فإن الحدث يمثل كذلك مناسبة للتنويه بما تقوم به المرأة في ميادين العلوم والفن، الإختراع والمساهمة في الإنتاج الإقتصادي من عاملات وفلاحات ومقاولات ومثقفات ومناضلات يقدمن الغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة والتنمية المستدامة.

 

كما لا تفوتنا الفرصة للتنويه بالمعتقلات السياسات والنقابيات في كل مكان اللواتي يناضلن من أجل الديموقراطية والحرية للجميع .

 

و لعل ممن يستحقن الإحتفاء بهن في هذه المناسبة هن  زوجات وأمهات وأخوات ورفيقات معتقلي الرأي اللواتي يعانين الأمرين جراء الإعتقال والقمع والحرمان.

 

في الأخير، نختم بالتذكير بشعار الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة في المساواة لسنة 2023:

“من أجل عالم رقمي شامل: الإبتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين”

 

فما أفهمه من الشعار، مع الأخذ بعين الإعتبار حاجيات وأولويات كل بلد، فإن العلم والتربية والإجتهاد والإبتكار تبقى أدوات جوهرية لتحرير الشعوب وتحرير المرأة وخلق شروط الإندماج الإجتماعي والتنمية الشاملة والمستدامة.

 

عيد سعيد ومبارك لكل نساء العالم باستثاء من يساهمن في اسغلال البشر وقمع الحريات وانتهازيات الرأسمالية المتوحشة.

 

وعيدك سعيد حبيبة قلبي وحكيمتي

عيدكن مبارك حبيباتي بناتي العزيزات

 

 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات