الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

من ايحاءات المنتخب الوطني ..

بوعسل شاكر أفاسي

 

 

أقر لي أحد الأصدقاء الاسبان عن اعجابه بأداء المنتخب المغربي في كأس العالم، وبالأجواء الاحتفالية التي عرفتها شوارع المدن المغربية وكثير من المدن في أوربا، أمريكا الشمالية ومجموعة من الدول العربية بما فيها فلسطين. هذه الأخيرة التي لفتت انتباهه كثيرا بحضور علمها بشكل بارز في كل الاحتفالات سواء داخل المدرجات، في أرضية الملعب أو في التجمعات التي عرفتها الشوارع. مما جعله يمطرني بوابل من الأسئلة:

لماذا العلم الفلسطيني؟ ما دخل العلم الفلسطيني في مباراة كرة القدم بين المنتخب المغربي ومنتخبات أخرى؟ فاضطررت لأجيبه بنوع من الدعابة الممزوجة بالجدية وبصيغة التوبيخ: أحقا لا تعرف الحدود المغربية الفلسطينية؟ أحقا لا تعرف أعلامنا؟

 

أمام ذهوله، أجبته أن الشعب المغربي من طنجة الى الكويرة ينتمي وجدانيا الى وطنين وله علمين ولا يفرق بينهما مهما كانت الظروف والأحوال، مهما كانت مواقف المؤسسات والحكومات. العلم الفلسطيني هو علمنا والقضية الفلسطينية هي قضيتنا الوطنية، حاضرة معنا في تظاهراتنا الاحتجاجية، في أنشطتنا الرياضية والثقافية، في احتفالاتنا، في أحزاننا ومسراتنا. فلسطين هي جزء من كبرياء مغربيتنا.

 

صديقي يستغل نشوتي وتجاوبي ليقودني كعادته الى نقاشاتنا السياسة والحقوقية ليشفي غليله في تحليلاته وقراءاته للأوضاع وشرح آخر المستجدات، ليفاجئني هذه المرة بأسئلة أحرجت تفكيري: لماذا هذا الالتفاف الشعبي الكبير هذه المرة حول هذا الفريق الوطني؟ لماذا هذه الثقة الكبيرة الموضوعة فيه؟ لماذا لا يتعاطى أغلبية الشعب المغربي بنفس هذه الانفعالات والتفاعلات الوجدانية وهذا التوافق اللامشروط في القضايا الأخرى المصيرية المتعلقة بأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية؟

 

أسئلة مشروعة استفزتني معرفيا للحظات لكنني وبدون مقدمات نظرية أجبت بأننا نحتاج الى مشروع جديد محفز للجميع والى طاقات جديدة وقيادات تبعث الثقة في نفوس المواطنين وتزرع فيهم الامل.

 

إن ما حققه الفريق الوطني لحد الآن من إنجازات وما ترجمه من مواقف وقيم له دور كبير في لفت أنظارنا، توجيهنا وتحسيسنا بأن تكثيف الجهود والايمان القوي بالمصير المشترك والإخلاص المطلق في العمل من أجل تحقيق الهدف كفيل بأن يحظى باحترام وتشجيع ودعم ومساندة الجميع.

 

لا أحد يستطيع أن ينكر العمل الذي قام به هؤلاء الشباب ’’ الدراري’’، نحن انتصرنا قبل ربح الكأس، لأننا استطعنا أن نؤمن بهذا الفريق الذي يمثلنا ولنا الثقة الكاملة بأنه يقدم الغالي والنفيس ويناضل ويتقاتل من أجل رفع رايتنا عالية، أنه لا يهاب الكبار لأن له العزيمة والإرادة القويتين لمواجهتهم.

 

نلمس فيهم تواضع الأبطال، نخوة الكرماء وأخلاق النبلاء. لقد لمسنا فيهم بعض القيم التي نحتاجها لنصحح جميعا مسارنا.

 

حقيقة لا تهمني نتيجة اليوم أو الغد، بقدر ما تهمني الإرادة التي يجب أن نتسلح بها لمواجهة مصيرنا المشترك، الفعل الدؤوب والعمل الصادق.

 

أنا مع كل الذين يشيدون بأن المنتخب المغربي تمكن من ادخال الفرحة الي قلوبنا جميعا، كبيرا وصغيرا. لكنه نجح بشكل فعال في تلقيننا درسا في التواضع وأن قوتنا تكمن في ارادتنا، في وحدتنا وصدق نوايانا.

 

’’ دير النية وسير’’ و ’’ لي جا باسم الله ’’

 

وعلاش ما نديروشي النية ونمشيو جميع؟

 

لقد نجحوا ’’ الدراري’’ في اقناعنا بأن الكبار يسقطون أمام عزيمة الصغار وأن الصعاب تهون بالإرادة والإصرار.

 

 

 

 

 

 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات