الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أين حكومة أخنوش ؟

 

 

البدالي صافي الدين/المغرب 

 

الشعب المغربي يبحث عن حكومة أخنوش التي تركت أبناءه تأكلهم حيتان البحر و تتلاشى جثثهم على شواطئ الأطلسي والمتوسط بعد أن تغرق بهم قوارب موت الهجرة السرية، أو يصطادهم قناصة الغدر للبحرية الجزائرية بالرصاص الحي وهم عزل، ذنبهم أنهم تاهوا في مياه الجزائر.

 

يظل الشعب يبحث عن حكومة تحميمهم من أباطرة احتكار المواد الغذائية المدعمة و في مقدمتها الدقيق الذي يباع في السوق السوداء لأصحاب المخابز تحايلا على المواطنين و المواطنات في الأثمان من أجل تحقيق أرباح غير شرعية، يبحث عن حكومة تحمي الفلاحين من الترامي على أراضيهم من طرف ذوي النفوذ تحت ذريعة الاستثمار الفلاحي و إجبارهم على الهجرة نحو المدن. يبحث الشعب عن الحكومة كي تحميهم من جبروت أباطرة المحروقات الذين أشعلوا النار في أسعارها وفي جيوب المواطنين و المواطنات و مجلس المنافسة عاجز عن اتخاذ قرارات.

 

يبحثون المواطنون و المواطنات عن الحكومة لتقيهم شر ناهبي المال العام والمفسدين و الذين عتوا في الأرض فسادا، يبحثون عن الحكومة لتحميهم من شطط رؤساء جماعات ترابية خانوا القسم واستغلوا مناصبهم لتوظيف أقاربهم وأهليهم و يتلاعبون في الصفقات رغم وجود مجلس المنافسة ومجلس الحسابات، يبحثون عن حكومة تخلت عن التعليم و تركته تتقاذفه التجارب الفاشلة و تؤطره مذكرات عقيمة لا طعم تربوي لها و لا بيداغوجي، يغادره الأطفال مكرهين إلى الشارع ليكونوا ضحية المتاجرين في لحوم البشر و للتهريب و الاستغلال بكل أشكاله.

 

يتساءل الشعب عن تهميش الحكومة للمدارس التعليمية العمومية في المدن وفي القرى، حتى أصبحت مخربة يغشاها البؤس و الشؤم و لم تعد مؤهلة فضاء للعلم و المعرفة و التربية على المواطنة و تخليق الحياة العامة. و أصبحت تشكل عقوبة للتلميذ و الأستاذ لأنها تفتقر إلى أبسط شروط الترفيه والتواصل الأدبي و الفني و الثقافي والانفتاح الإيجابي على المحيط و المجتمع. كما في السهول و الجبال، و رجال التعليم يعانون مصاعب العزلة و مصاعب ندرة الإمكانيات المادية و اللوجيستيكية المساعدة على الاستقرار و على استثمار الزمن المدرسي بشكل جيد و كامل، ويعانون من صعوبة تكييف البرامج الرسمية التي أعدت خارج السياق الاجتماعي و البيئي لبناء المفاهيم و إغناء المعارف والمكتسبات لدى الأطفال.

 

يبحثون عن الحكومة لترى من حالة المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات التي تحولت إلى خراب في المدن وفي البوادي و لم تعد تؤدي وظيفتها الإنسانية كما كانت عليه سابقا، وأصبحت سيارات الإسعاف هي الملاذ الوحيد لنقل كل مصاب أو مصابة نحو المصحات الخصوصية التي تزداد نشاطا في ظل غياب حكومة أصبحت شبحا أمام القضايا الاجتماعية.

 

يبحثون عن حكومة تحميمهم من سلطات و أعوانها باعوا ما تحت الأرض من رصيد المياه بتراخيص غير قانونية لحفر آبار أو  تعميقها، مما عرض مناطق عدة إلى استنزاف الفرشة المائية وإلى دمار ثروة هائلة من أشجار الزيتون في مناطق السراغنة و غيرها، و يبحثون عن حكومة تقوم بتحرير الملك العمومي من قبضة التجار وأرباب المقاهي والباعة الجائلين في المدن والقرى.

 

إن الشعب المغربي لا يزداد إلا فقرا و أن الطبقة المسيطرة لا تزداد إلا اغتناء غير مشروع و أن مظاهر الفساد لا تزداد إلا انتشارا و الحكومة لا يعنيها الأمر في شيء إلا ما هو مرتبط بمصالحها، لأن أعضاءها، كلهم أصحاب مصالح .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!