الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

نعم لقد مُنِح السوريون نصرًا وهميًّا.

 

 

 

بقلم بشار ضاهر – سوريا

* باحث سياسي مستقل في الشؤون السياسية العربية والعلاقات الدولية

 

 

الفرق الوحيد بين النظام الساقط والنظام الجديد أن الأول كان مخترقًا إيرانيًّا إلى درجة يستحيل معها فكاكه من عباءتها، ومع ذلك كانت قابليته للتطبيع قائمة، بل إن انفتاحه على الخليج كان خير شاهد على ذلك.

 

أما اليوم، فالنظام الجديد منفتح منذ اليوم الأول على التطبيع، ومثل النظام السابق منسحق تمامًا أمام أي تجاوزات صهيونية. آخرها كان بناء قواعد عسكرية في القنيطرة، وحملة تهجير جديدة تطال القرى الحدودية، وتفجير خمسة عشر منزلًا ليلة البارحة، دون أن يصدر أي رد، أو حتى بيان شجب أو استنكار.

 

فعليًّا، انتقلنا من “حارس الحدود العلوي” إلى “الحارس السني”.

 

لم يكن كذبًا ولا عبثًا حديث السفير الأمريكي السابق توم فورد عن لقائه بأحمد الشرع، وتحويله من “جهادي” إلى “سياسي”، بل كان رسالة تطمين للغرب وللقادة العرب. نعم، صدق الرجل، ومصداق كلامه ما نراه اليوم. لم تكن الثورة في سوريا إلا ثورة إسلامية، انطلقت من المساجد منادية بالتكبير، حاملة مشروعًا إسلاميًّا حقيقيًّا لبناء دولة قوية، لا لتطبيق حدودٍ ظاهرية فحسب!

 

هذا هو تحديدًا ما دفع الأيادي الغربية والعربية الخبيثة إلى إنشاء تنظيماتٍ وظيفية، لتشويه صورة قيام دولة دينية لأمةٍ تعيش بلا دولة منذ قرن. فكان تنظيم “د11” الذي لا يزال يطلّ علينا حتى الساعة، من خلال جريدته الرسمية، وقنواته العديدة على تيليغرام، وعملياته الفردية، لإفساد أي حلم إسلامي حقيقي.

 

وبالعودة إلى أصل المسألة: الشرع نفسهُ تحوّل من رائد مشروع إسلامي إصلاحي لكل الأمة ، وهمّه الوصول إلى بيت المقدس وإيقاظ الأمة الإسلامية ، إلى رئيسٍ يرتدي بدلة جديدة وساعات باهظة الثمن ، يتنقل بين العواصم العربية ليجلب الاستثمارات الاقتصادية، متجاهلًا العدالة الانتقالية، ومكررًا سيناريو الدولة العامرية حين قام محمد بن أبي عامر بإشعال العامة ضد فحولة الصقالبة، ثم استخدمهم لاحقًا شوكة لقمع الشعب، الأمر الذي تسبب في سلسلة انهيارات انتهت خلال مئة عام بانهيار الأندلس وخسارتها حتى اليوم.

 

الواقع السوري اليوم إذا نجى من أي تصادم مع الكيان او المكونات التي تطلب الإنفصال فإنه متجه ليكون مسخًا جديدًا كالإمارات بضع سنوات من الحرية ثم دخول الجميع في سلك العبودية للرأسمالية والبيروقراطية ودوامة العمل والمشاريع والركض وراء المال والعلاقات الدولية كلعنة الإمارات تمامًا ..

 

نعم، وبكل صراحة، يعيش المسلمون اليوم حالة انهزامٍ تام، ولا توجد دولة إسلامية قوية تحفظ كرامة الأمة، أو تصون عزة أبنائها، ولا حتى مجتمع واحد يمكن أن نعلّق عليه الآمال، الحال يُرثى لها ، حديثي ليس تشاؤمًا، بل هو صورة مقتطعة من الواقع المظلم الذي نحياه كل يوم ..

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!