الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

اليوم العالمي للمرأة:

محطة تأمل واستمرار في النضال

 

 

 

 

ف ز فراتي – الفينيق ميديا

 

 

 

 

اليوم العالمي للمرأة ليس مجرد ذكرى احتفالية، بل هو فرصة للتوقف والتفكير في المسار النضالي الطويل الذي قطعته الحركات النسائية من أجل تحقيق العدالة والمساواة. إنه لحظة للتأمل في المكتسبات التي تم تحقيقها، وفي نفس الوقت لمراجعة التحديات التي ما زالت تواجه المرأة في العديد من المجتمعات. فرغم التقدم الذي تحقق في بعض الدول، لا تزال المرأة تعاني من أشكال متعددة من التمييز، سواء على المستوى القانوني أو الاجتماعي أو الاقتصادي..

 

التحديات المستمرة في وجه المرأة

 

من الصعب الحديث عن تحسين وضع المرأة دون أن نذكر العوائق التي تعرقل تحقيق المساواة الحقيقية. فهناك العديد من القوانين التي لاتزال تميز ضد المرأة وتحتاج إلى تعديل، سواء كانت تتعلق بحقوقها في العمل، أو الإرث، أو حتى في مشاركتها السياسية. ومن ناحية أخرى، لا تزال العادات والتقاليد التي تمس مكانتها في بعض المجتمعات تساهم في تثبيت صورة نمطية عنها، مما يحد من طموحها ويقلل من فرصها في إثبات ذاتها.

 

فللأسف، العنف ضد النساء مازال يعتبر من أكبر المشاكل في العديد من الدول. حيث تتعرض ملايين النساء في كل أنحاء العالم لأنواع مختلفة من العنف، سواء كان جسديًا، نفسيًا، أو حتى اقتصاديًا. وعلى الرغم من الجهود المستمرة لمكافحة هذه الظاهرة، فإن استمرارها يظهر الحاجة الملحة لسياسات أقوى وتغيير جذري في العقليات.

 

من الواضح أن الحركة النسائية حققت العديد من الإنجازات المهمة. حيث أصبحت المرأة أكثر حضور في العديد من المجالات، وقد تمكنت من الحصول على حقوق كانت محرومة منها لفترة طويلة. كما أن قضايا المرأة أصبحت تحظى باهتمام أكبر على الصعيد الدولي، وهو ما ساعد في إصدار تشريعات جديدة لحماية حقوقها وتعزيز مكانتها في المجتمع.

 

لكن، ورغم هذه الإنجازات، لا يمكننا القول إن المعركة قد انتهت. بل على العكس، فإن التحدي لا يزال قائم، ويتطلب منا المزيد من الالتزام للنضال من أجل تحقيق المساواة الحقيقية، وليس مجرد المساواة الشكلية. مما يتطلب إصلاح حقيقي في القوانين ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية تمكين المرأة وتوفير بيئة تضمن لها فرص متساوية في جميع المجالات، دون أن يأتي ذلك على حساب الرجل أو بتجاهل الفروق الطبيعية بين الجنسين.

 

فالمساواة الحقيقية هي أن نحقق العدالة لكليهما، بحيث نتمكن من تمكين المرأة دون التقليل من دور الرجل، فمن وجهة نظري أن التقدم يجب أن يبنى على مبدأ التكامل بين الجنسين حيث يعزز كل منهما الآخر من أجل بناء مجتمع متوازن وعادل..

 

وتمكين المرأة لا يعود بالنفع على النساء فقط، بل هو أساس لتحقيق تنمية مستدامة لمجتمعات أكثر عدل وتقدم. لذلك، أصبح من الضروري أن يساهم المجتمع بكل أطيافه وأفراده في تحقيق هذا الهدف لضمان مستقبل أفضل تكون فيه المرأة شريك حقيقي في بناء المجتمع، مع احترام الأدوار المتكاملة بينها وبين الرجل من اجل تحقيق مجتمع مزدهر، متساو و متكافئ.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!