مقدمة كتاب “Our Voice Is Our Advocate”
بقلم الشاعرة والمترجمة اللبنانية تغريد بو مرعي
“صوتنا محامينا” هو أنثولوجيا دولية قوية تجمع أصوات الشعراء من مختلف أنحاء العالم، حيث يشارك كل منهم وجهات نظره الفريدة، ومع ذلك يتحدون بمهمة مشتركة: قول الحقيقة والدعوة إلى السلام. جاءت الفكرة من تشارلز ليباندا ماهيغوي، وأخرجها إلى النور من خلال الجهود التحريرية والنشرية لسلفادور كاب بيك. تمثل هذه المجموعة تعاونًا رائعًا بين عقول وقلوب متنوعة. الشعراء الذين ساهموا في هذه الأنطولوجيا قد يأتون من أماكن مختلفة، وربما لم يلتقوا قط، ولكنهم جميعاً يشتركون في ارتباط عميق – وهو إيمان ثابت بقوة الكلمات في ردم الفجوات وتعزيز الفهم.
في عالم يبدو فيه السلام بعيد المنال، حيث تدمر الحروب الحياة، وحيث التقسيم أصبح القاعدة، تأتي صوتنا هو محامينا كمنارة للأمل. العنوان يعكس دور الشعراء كرواد للحقيقة الأبدية، حتى في أحلك الأوقات، عندما يضعف الجسد، يجب أن ترتفع الأصوات – للتحدث ضد العنف والقمع وتآكل الكرامة الإنسانية. من خلال العنوان الفرعي مهما كانت المسافة، لكن قلوبنا تفكر بنفس الطريقة، تبرز الأنطولوجيا القوة التوحيدية للشعر. فرغم الحواجز الجغرافية، يظل الشعراء مرتبطين بنبض مشترك من الإبداع والشجاعة والشوق العميق للسلام. في عالم يهيمن عليه التكنولوجيا، تثبت هذه الأنطولوجيا أن الأدوات الرقمية قد تجمعنا، لكن الشعر هو الذي يوحد أرواحنا فعلًا، مما يمنحنا لغة مشتركة من التعاطف والمقاومة.
تُعد الأنطولوجيات مثل هذه حيوية للعديد من الأسباب. فهي تعرض لنا فسيفساء من الأصوات، كل منها يساهم في لوحة أكبر من التجربة الإنسانية. إنها توفر للقراء فرصة لرؤية كيف يتجاوز الشعر الحدود، ويجلب الوضوح وسط فوضى العالم. في صوتنا هو محامينا، تتنوع الأشكال الشعرية من الفلسفية إلى السردية، مما يبرز التنوع الغني للفكر والتعبير الموجود داخل المجتمع الأدبي العالمي. كل قصيدة هي شهادة على مرونة الروح الإنسانية، مقدمة رؤى حول النضالات الشخصية والجماعية.
تلعب الترجمة دورًا أساسيًا في توسيع مدى تأثير هذه الأنطولوجيا. من خلال ترجمة هذه القصائد من الإنجليزية إلى لغات أخرى، مثل الإسبانية، تكتسب الأنطولوجيا حياة جديدة، مما يسمح لرسالتها عن السلام والوحدة بالوصول إلى جمهور أوسع. الترجمة تشجع الحوار بين الثقافات، وتعزز التفاهم المتبادل، وتثري المشهد الأدبي العالمي. إنها تضمن أن أصوات الشعراء من خلفيات لغوية مختلفة يمكن أن تلامس القراء في جميع أنحاء العالم، مسلطة الضوء على عالمية رسائلهم.
الشعر، في جوهره، هو وسيلة للتعبير العاطفي والفكري العميق. يتحدث عما يُترك غالباً دون قول، ويملأ الفراغ بكلمات تتحدى وتواسي وتلهم. في هذه الأنطولوجيا، يصبح الشعر وسيلة للدفاع، مانحًا صوتًا للمقموعين وأملًا للمتعبين. إنه يعبر عن تعقيدات العيش في عالم منقسم، مذكرًا إيانا أنه حتى في ظل الحروب والانقسامات، هناك إنسانية مشتركة تربطنا جميعًا.
صوتنا محامينا ليس مجرد مجموعة قصائد؛ إنه دعوة جماعية للعدالة والسلام والحقيقة. إنه تذكير بأنه بغض النظر عن المسافة، يمكن للشعراء – من خلال كلماتهم – أن يخلقوا عالماً ترتفع فيه الأصوات فوق العنف، وتنبض القلوب معًا من أجل غدٍ أفضل.
من خلال هذه الرحلة الأدبية، نقدم هذه القصائد المترجمة إلى اللغة العربية، لنقدم للقارئ الناطق باللغة العربية نافذةً على ثقافتنا، مؤكدين على أهمية الترجمة في مد الجسور بين الثقافات وتعميق الفهم المتبادل.
نأمل أن تسهم هذه الأشعار في تعزيز التبادل الثقافي والإثراء الأدبي، وأن يجد القارئ فيها ما يلهمه ويفتح له آفاقًا جديدة في عالم الأدب والشعر.
“صوتنا محامينا”، كتاب دولي كتبه شعراء مختلفون من بلدان متعددة. جمعوا أفكارهم معًا وخرجوا بهذه الكتابات الرائعة. جاءت الفكرة من تشارلز ليباندا ماهيغوي، وساعد سلفادور كاب بيك في تعزيزها وإحيائها. هو محرر وناشر هذا الكتاب.
تخيل أننا نعيش في عالم قد انتُزع منه السلام، في عالم لا يعرف أن الحرب لعنة على ضحاياها، وأصبح التقسيم جزءًا من حياتنا، بينما التكنولوجيا هي وسيلة تجمعنا. نحن، مؤلفو هذا الكتاب، لم نفكر كثيرًا في العنوان، أطلقنا عليه “صوتنا محامينا”، مما يعني أننا، كشعراء، سنظل دائمًا نتحدث بالحقيقة حتى في الأيام التي ينهار فيها أجسادنا. سنرفع أصواتنا في أوقات الحرب والسلام. أعطيناه عنوانًا فرعيًا “لا يهم البعد، قلوبنا تفكر بنفس الطريقة”، مما يعني أنه على الرغم من أننا من أماكن مختلفة وربما لم نلتقِ من قبل، إلا أن قلوب الشعراء تنبض بالشعر كما يفعل الآخر. التكنولوجيا وسيلة لتجمعنا، لكن عبر الشعر، نحن قلب ينبض في جسد واحد.
يتحدث هذا الكتاب عن الكثير من الأمور ويحتوي على أنواع مختلفة من القصائد مثل القصائد الفلسفية والسردية وغيرها الكثير.