فرنسا الى أين؟؟
د.شرف الرفاعي/فرنسا
أسدل الستار عن نتائج الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها بحصول الجبهة الشعبية الجديدة بالمرتبة الأولى متبوعة بتحالف الاغلبية الرئاسية ، فيما احتلت الجبهة الوطنية وحلفاءها والذين يمثلون اليمين المتطرف والعنصري المرتبة الثالثة، دون الحصول لاي تحالف على الاغلبية المطلقة في البرلمان لتشكيل حكومة متجانسة.
ومع ذلك بدأت تتبلور تحالفات لحظية تمظهرت في انتخاب عضو من الأغلبية الرئاسية كرئيسة للبرلمان بعد حصولها على 220 صوتا وهو رقم يفوق عدد نوابها بستين صوتا مقابل 207 صوتا لمنافسها الوحيد المرشح باسم الجبهة الشعبية الجديدة بفارق ثلاثة عشر صوتا فقط و امتناع كل نواب الجبهة الوطنية، وحدث نفس الشيء في انتخاب اعضاء مجلس رئاسة البرلمان.
بعد تقديم رئيس الحكومة استقالته والتي قبلها رئيس الدولة، أصبحت هاته الحكومة حكومة تصريف الأعمال ليس الا إلى حين تعيين حكومة جديدة.
وقد اقترحت الجبهة الشعبية الجديدة على الرئيس ماكرون اسما لشغر منصب رئيس الحكومة المقبلة، الا أن رئيس الدولة لم يتفاعل مع هذا المقترح واكتفى بالقول بأنه سينظر في الأمر لاحقاً، بعد إنتهاء الألعاب الأولمبية المقامة حالياً بفرنسا. هاته الألعاب التي عرفت بعض التشويشات خصوصا المؤامرة التي حيكت ضد شركة السكك الحديدية والتي عطلت نقل المواطنين غبر القطار من والى باريس.
فرنسا في ورطة وتعيش تمزقا داخليا وبلقنة للمشهد السياسي، الحصول على أغلبية مريحة لتسيير الدولة أصبحت جد معقدة ان لم نقل مستحيلة نظرا لتباعد وتنافي البرامج لخلق تحالف حكومي قادر على تسيير البلاد.
بعض الأصوات من هنا وهناك تنادي بخلق تحالف مكون من الأغلبية الرئاسية واليمين التقليدي وجزء من الجبهة الشعبية الجديدة وبالخصوص الاشتراكييين والخضر وربما حتى الحزب الشيوعي، هذا سيكون هجينا وهشا ولا يجيب على آمال وتطلعات الشعب الفرنسي المتدمر من سياسة الرئيس ماكرون.
ليبقى تيار فرنسا الأبية هو المحور الأساس لأي تغيير حقيقي، لكن السؤال مع من؟؟؟؟!!!!