قضايا المهجر: الممارسة السياسة و مغاربة الأصل بإسبانيا.

رضوان لأحمدي /كاتب من برشلونة 

آفاق أم تدليس لوهم الإدماج المتحكم به من بعد و بخبث وسائل الإقناع، قناعا؟
اليوم التاسع من يونيه، الأحد المقبل لنا موعد لندلو بأصواتنا فيما يخص الإنتخابات الأروبية، بعض الزملاء في تعقيباتهم المتواترة و المتناثرة نادوا بالمشاركة السياسية للمغاربة في بلاد التبني و بالأحقية أن يستغوروا الحقل الدلالي السياسي، قضية و للمصالح تشابك و صلة .

أقول لهم إشراكهم أين (فاش) ؟ ، مع العلم أن كل الأحزاب يستعملون المغاربة المنخرطين في قوائهم كمزهرية florero يرصفون فيها غرابة تصوراتهم للآخر, يبتلعونهم ضمن إستراتيجية سياسية تواصلية تنفي عنهم خصوصياتهم. يطعمون الخطاب بعناصر الغرابة exotismo، exotic ( يريدون قائمة منقحة تتكون من رجل اسود، فتاة محجبة، مثلي لاتيني،باكستاني أو هندي بعمامته السيخية مندمج بالطريقة التي تروق لهم، la naturalización forzada ) حتى يبدو الحزب منفتحا و ممثلا لأطراف المجتمع مروجا للتجانس، مسرحية المحاكاة الإغريقية كثقافة مُؤسسة لفعل الإمكان ضمن جدلية كما رصه Pierre bourdieux كمفهوم، اعادة الإنتاج، أي إعادة تدوير عجلة الهيمنة و الإستمرار في تداول العنف الرمزي تأكيدا للذات المتعالية في تنميط العلاقات الإجتماعية التي لها طابع إثني وفق سرديات تبجل الأنا العليا و للقطيع حديث و بقية.

بعض المغاربة المؤيدين للمشاركة السياسية يقولون أن من وقع عليهم الإختيار سيراكمون تجربة سياسية مهمة، أظن أن الأمر ليس بذلك، سيراكمون من الصناعة بالمفهوم المجازي ما يسد رمقهم، سيحصلون على تجربة معطوبة و خالية من الإبداع. لا ننسى ان الأحزاب الكبيرة هي أجهزة Aparato, تتوفر على أسرار بالغة الحساسية تبقى منحصرة عند قلة من المصطفين و أن التكوين داخل الحزب له مستويات، و أن النائب البرلماني من أصل غير اسباني ستبقى محجوبة عنه بعض المعلومات، لأن المعرفة سلطة، و السلطة لا تسلم أو تفوض بسهولة…

شخصيا أفضل الترويج لصحافي مغربي متمكن وموسوعي مثلا على برلماني. في فرنسا من له تأثير على المجتمع ليسوا السياسين بل من يمارسوا الفكاهة الساخرة كديودوني dieudonné, و من المفكرين، طاه رمضان ونظرا لنقده لبنية المجتمع انطلاقا من الكوجيطو الديكارتي قضى ثلاث سنوات في السجن الإحتياطي بتهمة الإغتصاب مع العلم أن المغني سعد المجرد وجهت له نفس التهمة و لم يقض أكثر من خمسة أشهر سجنا.

نحن لا نحتاج الى من يحلون محل مزهرية فاقعة اللون، الذوق السليم يناجي الحقيقة قبل الهندام. الفكر هو الذي يغير الواقع، نحن بحاجة الى أناس يفكرون، يزعجون و بالتالي عن طريق عملية المد و الجزر يؤثرون .

أولادي لا أريد ان يكون السياسي أو برلماني مرجعا لهم يحتذون به، بل أن يتشبثون بجمالية الإقناع لمفكر، لعالم، لفيلسوف أو لموسيقي له حساسية عالية و حامل هم المجتمع، كما أريدهم و لهم صلاحية الإختيار، أن يتتبعوا مسار مخرج سينمائي يستعمل الفكاهة ليضحكون على أحزانهم إن وجدت و يستمرون في كفاحهم و هم للأشياء متأملين، متعاطفين مع كل من إجتهد و ضخّ في الجمال معيارا و للفوارق الإجتماعية رافضون …

اقتراح:

ليكون هناك صوت مسموع و لمغاربة الأصل صيت الجدية، يجب أولا الحد من الكبرياء الزائف، كبرياء من نوع أن الله لم يهد سواهم، ثانيا العمل على ترسيخ ثقافة الإعتراف و وجوب إكتساب وعي جماعي بالظرفية التي نحن فيها و أن مصلحتنا تكمن في تكوين خط أمامي قادر على تحمل ضغط السياقات التي تشير إلينا و كأننا منفعلين سلبيين أو الفاعلون سلبيون Sujetos pasivos .

علينا كذلك بتأسيس معرفة دينامكية تناقش المفاهيم الجاهزة و تشير الى العطب تفاعلا و تفاوض الإيديواوجيات المتشابكة، و في بعض الأحيان تكون متنافرة الطرح، بحنكة قائد أوكسترا منتبهين الى توازن الإيقاعات .

نحن بحاجة الى قاعدة تواصلية تسهل مأمورية فهم الانحسار السياسي و ما هي البدائل لتدارك الأشياء اذا انحرفت عن مساقها، إكراها…و يقول ألان تورين Alain Touraine أن الديمقراطيّة لا يمكن أن تنهض على القوانين وحدها بل ينبغي تأسيسها، أيضاً، على تطوّر التربية السياسيّة التعدّدية وعلى قلقٍ ما حيال العنف، فضلاً عن مفهوم حديث للمساواة، لأن الديمقراطيّة هي نظام من التوسّط الدائم بين الدولة والعناصر الناشطة اجتماعيّ للإستئناس، يقول بيير بورديو أن علم الاجتماع: “هو ذلك العلم الذي يفسد على الناس حفلاتهم التنكرية، هو علم نقدي إنه علم يزعج.” و أضيف أن علم الإجتماع يحدث فوضى المعاني ليؤسس من جديد قواعد الفهم من دون وهم السوق، الكهف، و المسرح و لهذا فندعو أن يكون مسرحنا مسرح جميل الإقناع متقمص الأدوار الدرامية بصدق و بذاكرة منقحة تعطى للحوار الذاتي رونقا و مصداقية.