الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الشعوب الاصلية و القضية الفلسطينية

 

 

جميلة سعدون

 

 

بهذه السنة تكون قد مرت أكثر من 500 سنة على الغزو الأوربي لما وراء المحيط ،و ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الامريكية وبهده السنة أيضا نسجل مرور 75 سنة على الاحتلال الصهيوني وما يسمى بالنكبة .

على متن قرون من الزمن عمل الاستعمار الأوربي من خلال إبادة الشعوب الاصلية وتهجيرها على التعمير وإعادة الإسكان وهو ما استدعى هجرة الاوربيين المكثفة الى هذه الأراضي المستحوذ عليها .

بما أن الاستعمار له أخلاق رفيعة يستمدها من فكر الحداثة ،فقد كدس السكان الأصليين داخل مناطق أسماها بالمحميات حفاظا على التراث وجعل الأهالي تراثا للترويج السياحي .

هنالك 8 محميات على الأراضي الامريكية تعيش الفقر والتهميش والإهمال،يعاني سكانها الامراض القابلة للعلاج وسوء التغذية والبطالة ’’ 97 بالمائة’’ والاكتئاب والتعاطي للكحول والمخدرات وانعدام الماء و الكهرباء و مجاري الصرف الصحي .

خلال 80 و90 القرن الماضي ، هددت مشاريع تعدين اليورانيوم و التجارب النووية حياة السكان الأصليين . مما دفع إحدى النساء الى نصب خيمة على الموقع.

بهذه المقاومة والعزيمة تم التخلي عن المشروع . جزء من المقاومة يخوضها أصحاب الأرض الأصليين لمواجهة الاضطهاد الكولونيالي و الترحيل القسري والإبادة الممنهجة ، معاناة دامت اكثر من 5 قرون.

هذه الاليات الاستعمارية تفرض أوضاعا جديدة من المنفى القسري الى مخيمات اللجوء وهو نفس الوضع الذي يعيشه الفلسطيني من تطهير عرقي و طرد ممنهج .

إن نهج نفس اليات الاضطهاد والاستعمار تتطلب من المقاومة اتخاذ نفس المنحى وهذا ما يفسر الروابط بين المقاومة الفلسطينية ومقاومة الشعوب الاصلية المستمدة من سبعينيات القرن 20،فالتجارب المشتركة تعزز النضال ضد التهجير والإبادة الجماعية والمقاومة ضد الاستعمار.

إشارات واضحة مع زخم المقاومة وامتداد الاحتجاجات وحركات التضامن الداعمة للشعب الفلسطيني . لقد وجدت معظم شعوب العالم التواقة للتحرر نفسها في المقاومة الفلسطينية خطوة من خطوات حركات التحرر كما رأت الشعوب الأصلية في هذه المقاومة ضالتها المفقودة وهو ما يفسر تجاوز التضامن الحدود الجغرافية والثقافية ،العرقية والدينية…. لتبدو في الأفق وحدة الشعوب لدحر الاحتلال ومختلف أشكال الاستعمار

هذا الزخم الذي تعاطت معه الشعوب بخصوص القضية الفلسطينية ،جعل قضايا الاستعمار تطفو الى السطح والعودة لمختلف مراحل الاستعمار و إقامة روابط بين القضية الفلسطينية ونضالات السكان الأصليين.

إن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ونزع الملكية التاريخية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اليوم ، هو نفسه ما تعرضت له الشعوب الأصلية الأُخرى، لا سيما القبائل الأصلية بأميركا الشمالية وما تمت تسميته بالمحميات. فعناصر الاستعمار مكتملة ونقاط التشابه قائمة الذات من تهجير قسري، وإحلال المستوطنين مكان السكان الأصليين. وفقدان الأرض، وطمس الهوية، ومقاومة الاستعمار .

ليس العنف وحده معتمدا كمقاربة الاستعمار سواء بالنسبة للاحتلال الصهيوني أو التطهير الذي تعرضت له الشعوب الاصلية بل هنالك العنف الناعم ،فنزع الملكية في الحالة الفلسطينية اعتمد على غطاء ديني يعزز وجوده بمقولة شعب الله المختار و “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وفي الحالة الامريكية بمنطق أن البيض عُيّنوا “إلهياً” للاستيطان في قارة أميركا الشمالية.وهو نفس المنطق المرتكز على محو التاريخ القديم وكتابة الجديد بدماء الشعوب الاصلية

بالإضافة الى الاستحواذ على الأرض والتهجير القسري والأبادة الجماعية وإحلال المستوطنات وجلب المستوطنين هنالك استغلال الموارد الطبيعية و تدمير الطبيعة وإدخال أنماط العيش الجديدة والحد من الأنماط السابقة المعبرة عن الهوية والموروث الثقافي بالإضافة الى تعزيزالتسلسلات الهرمية.

إن تضامن شعوب العالم والروابط التي تعززت مع طوفان الأقصى ،جعلنا نسلط الضوء على خصائص هذا الشعب الجبار، فالشعوب الاصلية في عصرنا الحالي لا تسعى لإنشاء دول مستقلة بل تطالب بحكم ذاتي سياسي و حقها في الأرض والحفاظ على الثقافة والهوية و إجراء تغييرات دستورية تعترف بالتعددية الثقافية وما يميز الحالة الفلسطينية ليس فقط استرجاع الأرض المغتصبة بل الطموح للسيادة السياسية وتقرير المصير وتأسيس دولة فلسطين من أجل الاستقلال السياسي وإنهاء الاحتلال والتمييز.

 

لأكثر من 70 سنة والشعب الفلسطيني منخرط في النضال من أجل قضاياه العادلة ،من الكفاح المسلح الى المقاومة الشعبية،فالتهجير بعد النكبة ، لم يقف حاجزا أمام فلسطينيي الشتات للنضال وتعرية الواقع الصهيوني ومنح القضية الفلسطينية بعدا عالميا ولم تستطع هذه السنوات فك ارتباط هذا الشتات بأرض فلسطين وعليه تعتبر القضية الفلسطينية قضية سياسية لحركة تحرر وطني من الاستيطان،فالارتباط بالأرض لا ينفصل عن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات