الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الدعاء يدفع القضاء ولو كان مبرما…

 (حديث شريف)

بقلم : عبدالنبي التليدي
“ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح له أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ” حديث شريف عن أبي هريرة رضي الله عنه .
إن الله تعالى خلق الناس شعوبا وقبائل من اجل  الزيادة في النسل  ومن اجل عبادته  والتعارف بين عباده وتبادل  المنافع والمصالح بينهم ، وشرع لهم في الدين ما عجزت عن وضعه أقدم وأرقى التشريعات نظرا لما أبان في ذلك سبحانه  من صدق  وصلاح عند العمل به.
إلا أن كثيرا من الناس مع الأسف وان كانوا  مسلمين كما يعتقدون في قرارة انفسهم ، فإنهم غير مؤمنين ، ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) ولأن( الدين المعاملات ) ، بحقيقة الإسلام وبمقاصده  ولا مدركين لاهمية الدين في حياتهم أو هم يترجمونه على أرض الواقع الترجمة الصادقة قولا وفعلا   ويعتبرونه ضرورة في هذا الكون الذي ما فتئ يتوسع ” وإنا لموسعوه” كما قال ربنا  لأنهم لم يقرؤوا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إلا سطحيا ودون تعمق في سوره المحكمة ولا تمعن في آياته المبينة أو استوعبوا معانيه النبيلة  ومقاصده الصحيحة لإسعاد انفسهم وكل عباد الرحمان .
ولو تعمق الناس في دراسة القرآن وسنة نبيه عليه السلام ، وشهر  رمضان  أفضل شهر  لهذا ، لكانت حياتهم مختلفة تماما عن الواقع المعاش البعيد عن السعادة القريب إلى الشقاء الميال إلى الأسى والأسف المتسم بالتنازع والتدافع والمعروف بالأنانية و والتسابق على الماديات التي أعمت القلوب بعد الأبصار ، إلى حد التطاحن بينهم هنا وهناك وفي كل زمان ومكان ، ما أبعدهم  عن كل ما هو روحي وعن  من الخير ألاكيد على الإنسان في بدنه وفي نفسه ونفع عميم عليه وعلى كل المجتمع الإنساني …
لان أكثرهم آثر هوى نفسه وساير شهواته وغرائزه وانساق وراء وعود الشيطان له بالغنى عن طريق الفحشاء والمنكر والفساد في الأرض ” الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم “سورة البقرة الآية 267.
ومن ذلك الكثير ؛ مما لاحظناه جميعا  وهو  كثير إلى حد يصدم  وما شاهدته وشاهده غيري ايضا  وما زلنا نلاحظه وأشاهده إلى ما شاء الله في مجتمعنا داخل كل  مرفق اداري أو مؤسسة عامة  أو داخل  بعض  الجماعات من مشاهد تحزن ومن سلوكات تستفز المواطنين ، صادرة عن موظفين “ومنتخبين بوسائل ما” و مستخدمين يدعون الانتساب إلى  ألاسلام بهتانا و الإسلام أبعد ما يكون عنهم لأن الإسلام حق وعدل وصراط مستقيم وليس يافطة تحمل على الصدور أو جلبابا يلبس في المناسبات الدينية أو ادعاء لا سند له  مثلما يدعون عن الوطنية وماهم بوطنيين حقا انما هم جماعة من المرتزقة والوصوليين يستغلون الإسلام والوطنية من اجل تحقيق مزيد من المصالح الخاصة الدنيئة إلى حد الحقارة  ولو على حساب الاخرين وعلى حساب المسؤولية التي تحملوها في تلك الإدارة وداخل تلك المؤسسة وهم يعرفون ذلك دون أن يستحيوا من الله ! .
لقد أصبحت تلك السلوكات  الفاسدة مالوفة تصدر عن أناس أفسدوا في كثير من  الإدارات  بل عمل بعضهم على إفساد  العدالة والقضاء كما صرح بهذا وعلانية وزير سابق ، ومن ذلك البعض ايضا بعض أصحاب المهن الحرة وبعض المحلفين ياحسرتاه ! الذين يفترض فيهم الدفاع عن  الحق والوقوف إلى جانب اهله  وليس عن الظلم ولا عن الظالمين  كما يفترض فيهم تقديم خدماتهم المسؤولين عنها وخبراتهم المؤدى عنها ولمن يطلبها بكل نزاهة وأمانة بعيدا عن أي تأثير من أية جهة أو اصطفاف مع اي كان ضد أي كان لان في ذلك خيانة لا تغتفر وظلما كبيرا، وبمناى عن أي طمع لأنه محرم وغير مشروع  ، ولا بغاية الإثراء الغير مشروع  بأسرع وقت على حساب الغير، كما يجب ان تتم بناء على دراسة عميقة معتمدة على الوسائل الضرورية وعلى العتاد اللازم العلمي والتقني الضروري  لانجازها لان ذلك من صميم واجباتهم المهنية .
   ذلك النموذج وتلك النماذج  من السلوكيات  التي  تستوجب التنديد بها علانية والتشهير باصحابها علانية  وجهرا لان ” من رأى منكم فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان” حسبما ورد عن الرسول محمد (ص).
وغيرها من  النماذج الأخرى التي طغت وعمت في البلاد  لكائنات إدارية يجمع الفساد بينها في السلوك وفي الآثار السيئة  على مصالح المواطنين وعلى سلامة كل  مرفق و إدارة او جماعة الا من رحم ربك من النزهاء والصادقين لما عاهدوا الله عليه؛  إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ” سورة فصلت الآية 29.
وما دام حال  مجتمعنا اصبح ظاهرة  معروف بها رغم كل النداءات الصادرة من هنا وهناك والكتابات التي لا تتوقف عن عدد من الأقلام ومن مختلف المشارب  إلى هذه الكائنات والى المسؤولين عنها من أجل تغيير ما بانفسهم ومن سلوكياتهم المرفوضة، ورغم الوقائع والمظالم  المنشورة تفضح منكرهم اضطرتهم غالبا إلى خلط الأشياء والأوراق هروبا إلى الأمام !
لكنها لم تجد نفعا أو تضع حدا للفساد الذي استشرى وأضحى سببا لتدمر الناس وسخط المواطنين وغضب الشباب ، ما جعل تلك الكائنات تتحمل  المسؤولة الحقيقة عن كل الأوبئة التي اصابت البلاد والعباد بل وستصيب اولائك المفسدين في أنفسهم وأبنائه وارزاقهم  عاجلا او اجلا بلا شك وبامر من الله الذي يمهل ولا يهمل ، ناهيك عن التخلف العام الذي اصاب البلاد وعن مؤشرات التنمية التي ما فتئت تتراجع إلى حد صارت مثار خوف و تدمر الناس في الداخل واستهزاء اخرين في الخارج حيث دول تحترم نفسها وشعوبها فحققت الرفاهية والازدهار لها.
 لهذا وأمام عدم جدوى النصح بالكتابة  في وضع حد للظواهر المتخلفة تلك ، وحيث  ان تلك الوسائل لم تحقق المراد بعد أن عميت قلوب المسؤولين المفسدين  ، اعتقد انه من واجب المؤمن  وكل  امرء  أن  يتضرع  إلى الله بالدعاء له على اولائك  الذين خانوا الأمانة وعلى المفسدين في المجتمع  وبسؤال الفرج وذلك من صميم عبادة الرب الذي جاء في قوله سبحانه : ” وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ” وأكده رسوله الكريم في حديثه الوارد في مقدمة هذا الموضوع ،  فهو أقرب إليكم من حبل الوريد . ويبقى أمام كل مظلوم أن يذكر دائما قول الله عز وجل : ” إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون ” سورة يوسف الآية 86
فهو القادر الجبار المنتقم الذي يمهل الفاسد والمفسد ولا يهملهما وخاصة في هذا الشهر الفضيل عند الله  ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) صدق الله رب العظيم،
لهذا ورد وفي  هذا الموضوع عن  رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء يدفع القضاء ولو كان مبرما ) .
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات