الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

على هامش 8 مارس اليوم العالمي للمرأة

 

مبارك المتوكل/المغرب

 

 

في يوم الثامن من مارس من كل سنة يحل اليوم العالمي للمرأة الذي يؤرخ لحادث مؤلم عرفتها أرض يدعي حكامها أنهم يحمون الحقوق بما فيها حقوق النوع. وقد ركز إعلامنا الرسمي على تزامن هذا اليوم في هذه السنة مع موعد آخر قد لا يقل أهمية وإن كنا نخشى أن يلد الجبل فأرا . وقد بدأت بعض الألسنة تمهد قبل الأوان لكي تبقى دار لقمان على حالها، إذ يلجأ أعداء التطور كالعادة إلى أسطوانة مشروخة تستغل تمسك المواطن المغربي بدينه وقيمه الإسلامية وكأن الإسلام قضى بأن تبقى المرأة المسلمة وخاصة المغربية فى مرتبة دنيا الى يوم الدين .

 

المجتهدون من فقهائنا وجدوا سبيلا وجوابا لفوائد الأبناك وميزوا بينها وبين الربا ما دام في ذلك مصلحة لأطراف تملك المال وتملك معه  السلطة، وطاعتها مستحقة إن لم تكن واجبة فلماذا لم تتحرك الغيرة على الشرع الذي حدد وبالنص القرآني الورثة ونصيب كل منهم، فجاء أن للذكر مثل حظ الأنثيين ولم يأت شرعا أي نصيب للأحفاد إذا كان أبوهم سبق موروث إلى دار البقاء ومن هنا جاء الحكم الشعبي “اللي مات بوه قبل جدو بقا الهم قدو” واستفاد الأحفاد من إرث جدهم وكان ذلك اجتهادا . وكأن باب الاجتهاد قد أقفل من جديد وبقي التمسك بنص له قدسيته ولكنه لم يعد يتلاءم والوضع الجديد للمرأة في مجتمعنا .

 

كان أجدادنا يعتبرون أن الزوجة أو الزوجات لا يشتغلن وإن كان شغل البيت والاهتمام بالصغار والكبار أيضا أكثر من مجرد شغل . ولكن انتقال البشرية من مرحلة الإنتاج الاستهلاكي إلى الإنتاج البضاعي وظهور المركنتيلية ثم الرأسمالية …. الخ كل ذلك التطور والتحول في نمط الإنتاج اقتضى البحث عن قوة عاملة إضافية تدخل سوق الشغل فبدأ تشغيل النساء في الإنتاج الفلاحي ثم في المصانع وتبين أن المرأة ليست قليلة عقل أو دين وأن شهادتها قد تكون أدق من شهادات الرجال . واقع جديد أصبحت المرأة فيه موظفة وأستاذة وطبيبة وقاضية فهل يبقي من المعقول وصف عاملة وعالمة ومؤطرة بالدونيةإلا إذا كانت الغاية هي الاستمرار في هضم حق من أصبحت أكثر من شريك في الإنتاج وعلى مختلف المستويات

 

المرأة المغربية دخلت عالم الشغل ولكنها لم تغب عن عالم المعرفة والعلم . كما أن لها قدما راسخة في النضال بل من المغربيات من ضحت بشبابها بله بعمرها دفاعا عن الحرية والعدل . من لم يسمع بالأم فإما أو المرحومة فاطمة أعزير التي كانت أما لأبناء الشهداء والمعتقلين طيلة أيام الرصاص ومن لم يسمع بالشهيدة سعيدة المنبهي التي ضحت بحياته دفاعا عن كرامة الأنسان وحقه في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية . إن تلك الشهامة الزائفة التي يتظاهر بها البعض مدعاة للسخرية لأنها في الحقيقة تخفي رغبة استمرار التمييز ضد من شاءت الصدفة أن تجعله أنثى ولكنه قد يكون أفضل من كثير من الذكور . بل قيل أن وراء كل رجل عظيم امرأة . يظهر أن نقط الخلاف لن تقتصر على النصيب في الإرث إذ بدأت تظهر نقط خلافية أخرى لعل أهمها تزويج القاصرات وتعدد الزوجات . بدعوى أن في ذلك خروجا عن الشرع وعن السنة . الواقع يؤكد أن الغيرة ليست على شرع أو سنة بل هي محاولة إرضاء نزعة ذكورية ترفض أن ترى كائنا تعود استصغاره يتبث أنه مثيل له بل ربما أفضل منه علما وعزة نفس وشهامة .

 

إن الرجل الذي تعود أن ينظر إلى المرأة كمتاع لا يستطيع التحرر من ميراث قرون من التقاليد التي تبث تهافتها كما تهافتت قبلها كثير من التقاليد والعادات .من لا يستطيع أن يعيل نفسه إذا لم تساعده الزوجة لا يحق له أن يدافع عن تعددالزوجات . وإن شيخا لا يحق له ادعاء الزواج من قاصرة بادعاء صونها من السفاح لأن مكان القاصر هو المدرسة وليس فراش الزوجية . وأيا كانت نتائج النقاش حول مدونة الأسرة فإن المجتمع المغربي وإن كان تطوره بطيئا فإنه ملزم بمسايرة الركب الإنساني ولن تضيع صيحة قاسم أمين في وجه دعاة المقاربة التمييزية للنوع . ومزيدا من التقدم والتألق للمرأة المغربية أما وأختا وزوجة…وفي كل أوضاعها وحالاتها

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات