الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

المغرب رئيس مجلس حقوق الإنسان .

 

مبارك المتوكل/المغرب 

 

 

أنتخب المغرب رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة. من حقنا كمغاربة أن نعتبر هذا تشريفا ولكنه يفرض علينا مسؤوليات يجب أن نؤديها على الوجه الأكمل لنكون أولى من غيرنا كأمة ودولة بهذا الموقع ولكن أن نحس نحن أيضا كشعب بذلك الفخر لما ستساهم دولتنا في إنجازه من خلال رئاسة المغرب للمجلس بفضل ما سيسجله مواطنو العالم وضمنهم المواطنون المغاربة من قضايا وملفات طرحت لتجد حلولها بفضل المهارة العالية التي يجب أن يتمتع بها دبلوماسيونا. ونستطيع من الآن أن نتكهن بما قد يشير به هذا المجلس بالنسبة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية وأي مقترح حل يستطيع أن يجده لعلاقة الصين مع طايوان وللحرب الأهلية في السودان. قد تكون هذه القضايا أقل استعجالا من تلك التي تعنينا أكثر كعرب وكمسلمين ولكن أساسا كبشر. صحيح أن مقر المجلس بعيد عن الولايات المتحدة الأمريكية ولكن لهذه الدولة أدرعها الأخطبوطية التي تصل إلى كل بقاع العالم فمن طايوان إلى أوكرانيا إلى اليمن إلى لبنان إلى غزة وهي تتصرف كشرطي الديمقراطية وحقوق الإنسان على المستوي العالمي تنتصر لأوكرانيا ضد روسيا ما دامت روسيا تمتلك القوة التي بها تستطيع أن تضمن مكانتها في هذا العالم الذي لا مكان فيه للضعاف .

 

غير أن هذا الدركي المدافع عن المظلومين ينسى دوره الإنساني ومسؤوليته في الدفاع عن الديمقراطية والحرية والعدالة عندما يغزو الصومال أو أفغانستان أو العراق أو عندما تتجاوز ربيبته إسرائيل الحدود فينتصر لها وكأن فلسطين هي الأقوى أو كأنها هي التي ظلمت إسرائيل واحتلت أرضها منذ قرابة ثمانيةعقود . دولة لم تستفد من هزائمها التاريخية عل يد شعوب لا تملك ما تملكه الولايات المتحدة من ثروات ولامن طاقات مادية أو علمية لأن حكامها لا زالوا يتصرفون بعقلية رعاة البقر من سالفيهم قبل قرنين من الزمن، فلم تستفد دولتهم من هزائمها على يد شعوب لا تملك ثرواتها ولا قدراتها المالية أو العلمية. دولة لم تستفد من دروس التاريخ ومصير متكبرين طغاة قبلها هزمهم من هم أقل منهم عددا وأضعف قوة ومددا .

 

صحيح أن الشعب الفلسطيني هو الأقوى بالصمود البطولي لشبابه وشيوخه بل وحتى لأطفاله ونسائه .
ماذا لو أن دولتنا ولو لمرة واحدة استمعت لأصواتنا واحترمت حقوقنا فلم تقمع صحفيا و لم تعتقل مدونا أو محتجا ولم توقف مضربا عن كسب خبزه ولم تسكت على التزوير الذي يطال مختلف مظاهر حياتنا حتى أصبحنا نشك في كل الروايات ونياس من تنفيذ كل الوعود. وكثيرا مانتمنى في كل مرة أن نكون خاطئين إذ ما معنى أن يصل اللصوص وتجار الممنوعات والمتاجرون في كل محرم حتى في البشر إلى ما لا يستحقونه من مواقع؟ ما معنى أن تصل كل هذه الحثالة إلى مراتب عليا في إدارة المؤسسات ومراكز اتخاذ القرار وعبر كثير من المراوغات يصلون إلى المؤسسات المنتخبة من برلمان وجماعات وجهات بل وإلى مواقع علمية لا يعرفون من العلم إلا ما يعرف البقر من علم الهيئة. هذا إذا لم يصلوا إلى الحكومة .

 

إن رآسلة دولتنا لمجلس حقوق الإنسان يفرض عليها أن تبدأ بتنظيف باب البيت قبل الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا وأن تساهم ومن هذا المستوى في فضح كل الخروقات التي تطال الحق في التعلم وفي الصحة والسكن والشغل وأن لا ننسى قبل كل ذلك الحق في الحياة . ومن هنا ضرورة الحسم مع كل العلاقات التي تربط بلدنا مع من لا يحترم هذه الحقوق . إن المقصود هنا هو ضرورة التكفير عن العار الذي لحق بلادنا ليس من التطبيع مع عدو الشعب الفلسطيني فقط بل وبالخصوص من اتفاقيات العار التي عقدت معه والتي طالت أشرف ما نعتز به كمغاربة انتهكت حرمة قدسهم ودمرت أوقافهم في القدس التي امتزجت فيها دماؤهم بدماء أهل الأرض سواء إبان صلاح الدين الأيوبي أو حتى في عصرنا حيث تسطيع بعض مدننا أن تفخر بشهدائها الذين رووا بدمائهم تلك الأرض التي قدم عدد من مناضلينا الأحياء منهم والأموات تضحيات إلى جانب إخوانهم شرفاء هذا العالم من مختلف الأقطار من فنزويلا إلى اليابان جمعهم شعار واحد هو كرامة الإنسان وحب الخير للبشرية جمعاء .

 

هل يعقل أن أرضا استشهد من أجلها رجال كالحسين الطنجاوي والركراكي النمري وضحى من أجلها رجال كأحمد.بنجلون ونساء كالأختين البرادلي ثم ياتي من يدعون الدفاع عن فلسطين ويوقعون على اتفاقية العار للتطبيع مع العدو الصهيوني ؟ أوينسى جيشنا بسالة رجاله وتضحياتهم في سيناء والجولان ليقرر إجراء مناورات حول طريقة محاربة الإرهاب وبمشاركة كتيبة الجولاني الصهيونية وجيش أمريكا ؟ وذلك مع العلم أن الطرفين يتفقان على أن المقاومة الفلسطينية إرهاب وعلى جيشنا الذي اكتسب خبرة في محاربة الإرهاب أن يساعد جيش الصهاينة بخبرته تلك في طرق محاربة الإرهاب وكأن الأمريكان أو الصهاينة قد نسوا أن ما اعتبره الكثيرون خبرة في محاربة الإرهاب لم تكن عند الجيش المغربي بل أثقنتها عناصر من الشرطة المغربية من خلال ما كانت تقوم به من زيارات ليلية لمختلف مكونات اليسار وما كانت تقوم به في مخافرها ومعتقلاتها السرية من حوارات ونقاشات مع ضيوفها الذين كانت تحولهم إلى ببغوات أو طائرات وكانت تختبر قدراتهم على التحمل إلى أقصى الحدود وبذلك كانت تعبيء ملفات ترسل بها ألأحياء من زبنائها إلى السجون أما من مات تحت التعذيب أو رميا بالرصاص أو في الشارع العام فلا يحق لأهله أن يسألوا عن مصيره أو عن قبره إن كان له قبر .

 

إن رئاسة مجلس حقوق الإنسان تفرض على دولتنا أن تحسم كذلك مع تلك الممارسات الي لا تكتفي بتدمير إنسانية الإنسان ضحية كان أو جلادا .ونعتقد إن أول خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تكون هي إفراغ السجون من كل معتقلي الرأي والمطالبين بالحقوق لتكون الخطوة الثانية هي حسم علاقة التطبيع مع دولة الإرهاب التي ما ابتلي أحدا بربط العلاقة بها إلا وتلطخت صورته وذكراه حتى بين ذويه . ولعل أصدق الأمثلة بين الأموات حالة أنور السادات الذي تحول من بطل حرب رمضان والرئيس المومن إلى دمية يتدرب فيها المبتدئون على الرماية . ويمكن أن نعتبر أن ما يتعرض له بايدن أو ماكرون اليوم من سخرية واستهجان لا سبب له إلا تلك العلاقة المشينة التي ربطاها بدولة استغلت الدين اليهودي لتقوم بحرب جديدة اتخذت لها نجمة داود شعارا كما اتخذ حكام أوربا من قبل صليب المسيح شعارا لحربهم على فلسطين وقدسها . ومع علمنا مسبقا بأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى بمجلس حقوق الإنسان أو بدونه فما ضاع حق وراءه طالب .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات