الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مطبعون بلا أفق مع غاصب بلا أخلاق

عبد المولى المروري – كندا 

إذا كان الفلسطينيون يخوضون حربا بأفق واضح وهدف محدد ودقيق، هو التحرير الكامل لأرض فلسطين، وحق عودة اللاجئين من فلسطينيي الشتات.. وهذا هدما يفسر حجم التضحيات ومستوى الصبر والثبات الذي أبداه المجاهدون والفلسطينيون .. 

وإذا كان الكيان الغاصب يخوض حربا بأفق واضح وهدف دقيق وهو الاحتلال الكامل لفلسطين، وإبادة كل سكانها.. وهذا ما يفسر منسوب الوحشية وخطورة الجرائم التي يقترفها الاحتلال ضد الأطفال والنساء والمدنيين.. 

الأمر الذي يفسر أن الحرب الدائرة رحاها اليوم، والتي كانت في الماضي، والتي ستكون في المستقبل هي حرب وجود وليست حرب حدود .. هي حرب نحن أو هم .. حرب حياة أو موت.. لا سبيل فيها للتعايش المشترك.. ولا مكان فيها لاقتسام الأرض.. فهذا واضح بالواقع ومعلوم بالضرورة.. 

 

وإذا كان المساندون والمؤيدون لحركة التحرر الفلسطينية اتخذوا قرارهم ذاك بأفق واضح وهدف دقيق، وهو دعم الفلسطينيين حتى تحرير الأرض وطرد الاحتلال.. واسترجاع كل حقوقهم التي يكفلها لهم القانون الدولي والحق التاريخي والديني.. من منطلقات دينية وقومية وإنسانية.. وهذا ما يفسر صبرهم على حملات التشهير الإعلامي  والمضايقات الأمنية.. واستمرارهم على خط المساندة والتأييد حتى النصر وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق .. 

فما هو يا ترى هدف المطبعين مع الكيان الغاصب؟ وما هو أفقهم الذي حددوه عند عقد اتفاقيات التحالف معه؟ وما هو هدف وأفق أولئك الأقزام المطبلين للتطبيع، الذين يقتاتون على فضلات موائد الكبار ويتعطرون ببراز الكيان الغاصب ويدهنونه على أجسامهم ويملؤون به بطونهم وعقولهم؟ وهنا لا أتحدث عن العائد المادي والربح المالي.. فالمرتزقة من صعاليك الصحافة ومتطفلي النضال الحقوقي والسياسي لا يشبع جشعهم مال، ولا يروي ضمأهم ذهب، ولا يشبع نهمهم وجوعهم فضلات الأسياد، وإنما أتحدث عن الأفق السياسي والهدف الاستراتيجي لاصطفافهم الأهوج إلى جانب المحتل الغاصب.. وعلى ما يبدو كلام مثل هذا هو أكبر من عقولهم الصغيرة وأضخم من أجسامهم الخانعة.. 

وإذا كانت مقاومة المجاهدين تتزايد، وصبرهم يتقوى، وعزمهم يشتد، وتضحياتهم ترتفع كلما شاهدوا حجم العدوان على الأرض والإنسان.. وكلما ارتفع عدد الشهداء والمصابين.. وكلما تم تدمير المنازل على السكان والمدارس على الطلاب والمستشفيات على المرضى والأطباء.. 

وإذا كانت همجية الكيان تتزايد، ووحشيته تتضاعف، وجرائمه تتعدد كلما مني جنوده بهزائم نكراء وفضائح شنعاء، وكلما استولى الرعب على مستوطنيه، والكساد على اقتصاده.. وهيمن الخلاف على ساسته.. 

فما يا ترى سبب تزايد انبطاح المطبعين، وتهجمهم على حركة التحرر الفلسطينية، ومغازلة المجرمين قتلة النساء والأطفال؟ 

حال المطبعين يبعث على الشفقة من جهة أنهم تائهون في أتون حرب يخوضها أصحابها من الجهتين بأفق وأهداف واضحة.. فلا هم انسجموا مع انتمائهم العربي والديني والإنساني، ولا هم مرحب بهم في البيت الصهيوني الذي يعتبر معتمروه  كل العرب والمسلمين من بني كنعان عبارة عن حيوانات، ويجب قتلهم تماشيا مع خلفياتهم الدينية والعقدية التي لا يخفونها، بل يفتخرون بها ويروجون لها بوجه مكشوف.. عجبي على قوم «يتلصَّقون» بمن ينبذونهم ويحتقرونهم ويضعونهم تحت نعالهم، ويطعمونهم زبالتهم وفضلاتهم، ومع ذلك يواصلون دعمهم وتأييدهم للكيان المحتل! فهل رأيتم ذلا أفظع من هذا، وخزيا أعظم من هذا؟ فعلا إنهم يستحقون الشفقة .. 

وحالهم يبعث على السخرية من جهة أنهم يرون كل هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الغاصب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، أطفالًا وخدجا  ونساء وشيوخا ومرضى وعجزة.. ومع ذلك لم يشعروا ولو للحظة واحدة بوخزة ضمير.. أو بهمسة تأنيب .. يبدو أن جرعات التطبيع التي يتعاطاها المطبعون بلَّدت أحاسيسهم، وأماتت ضمائرهم، وأعمت بصائرهم..

وحالهم يبعث على التقزز والاشمئزاز من جهة الوقاحة التي وصلت بهم إلى ترديد روايات الكيان الغاصب المليئة بالكذب المفضوح والبهتان المكشوف، وتبرير الجرائم الوحشية، وكذا التعاطف الأحول مع جيش الاحتلال وعصابة المستوطنين المجندين، تعاطف يتسبب لكل ذي عقل ناضج أو ضمير حي بالغثيان والرغبة في التقيء على وجوههم القذرة .. رقت قلوبهم إلى القتلة الغاصبين والمستوطنين المحتلين، وقست على الفلسطينيين المشردين والمقهورين أصحاب الأرض والحق .. ألا يبعث ذلك على التقزز والاشمئزاز ؟

أجد صعوبة حقيقية في فهم منطق هؤلاء المطبعين، كيف اختلت موازينهم إلى هذا الحد؟ وكيف اعوجت أفكارهم؟ وكيف اعتلت عقولهم؟ وكيف انحرفت عقيدتهم؟ يوالون العدو البعيد، إلى درجة أنهم يتمنون انتصاره، ويشجعونه على المزيد من القتل والتنكيل بأصحاب الأرض، ويعادون الأخ القريب.. إلى درجة أنهم يتمنون هزيمته ويسكتون عما يصيب أهله من قتل وتشريد وتنكيل وتجويع وتهجير .. قست قلوبهم، وضل سعيهم وخاب مسعاهم .. ويكفي قول الله تعالى فيهم :

﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات