الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مشروع الكيان الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني

 

 

البدالي صافي الدين/المغرب

 

 

يشهد العالم كله على حرب الإبادة الجماعية التي وسعت كل شيء في فلسطين، الأطفال و النساء و الأطر الطبية و رجال الإغاثة و رجال الإنقاذ و إبادة الأرض و التراب و البنيات التحتية و المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس ،وهي إبادة تذكرنا بإبادة شعوب الهنود الحمر في القارة الأمريكية التي كان أبطالها الذين جاؤوا من أوروبا بحثا عن الكنوز بعد اكتشاف هذه القارة من طرف كريستوف كولومبوس. لقد كان هم هؤلاء” الوافدون “من القارة الأوروبية هو البحث عن كنوز الذهب والنحاس والفضة تحت الأجسام المتلاشية بفعل الرصاص و القنابل لرجال و نساء و أطفال الهنود الحمر . لقد تجبر الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين بأمريكا التي ظلت تعيش على سفك الدماء و زرع العداء بين الشعوب وإشعال الفتن كي تكون المسيطرة على الثروات في العالم.

 

إن مشروع إبادة الشعب الفلسطيني بدأت حلقاته الأولى انطلاقا من النكبة الفلسطينية سنة 1948 وما بعدها إلى استسلام بعض الأنظمة العربية والإسلامية للمخطط الأمريكي/ الإسرائيلي الرامي إلى عملية مسح الشعب الفلسطيني من على أرضه من أجل تأسيس الدولة العبرية على كل الأراضي الفلسطينية، ذلك هو القصد الحقيقي للكيان الاسرائيلي / الصهيوني.

 

وكان مدخل لهذه المؤامرة هو بوابة الأنظمة العربية الرجعية التي أصبحت بعد النكبة لا تستطيع الوقوف على رجليها، لأنها حاولت أن تجعل من إسرائيل صديقا حميما في غفلة من شعوبها،رغم الشعارات و الجامعات العربية و المؤتمرات الإسلامية ، كل ذلك كان عبارة عن مسرحيات من إخراج الموالين للصهيونية التي وفرت لهم الحماية ضد شعوبهم ، ومن لم ينضبط كان مصيره الاغتيال أو الانقلاب، و البداية باغتبال الملك عبد الله ملك الأردن سنة 1951 ، لأنه شارك في حرب ضد الاستعمار الصهيوني 1948 ،ثم تم اغتيال الملك فيصل لما كان له من دور مؤثر خلال حرب أكتوبر 1973، من خلال استخدامه سلاح النفط لأول مرة في تاريخ الصراع «العربي- الإسرائيلي»، بقطع الإمدادات عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل. و من بعده جمال عبد الناصر الذي كانت وفاته عليها علامة استفهام و صدام حسين الذي أعدمته الصهيونية أمام الرأي العام حتى يكون عبرة للرؤساء المعارضين لمشروع الصهيونية العالمية و قتل القذافي بطعم غربي/ فرنسي.

 

إنها اغتيالات كانت كلها من تدبير المخابرات الإسرائيلية و الأمريكية حتى تفرغ الساحة من كل زعيم عربي يشوش على المشروع الاستيطاني الموسع الذي يضم دولا من الخليج وشمال إفريقيا وهي الخريطة – المشروع الصهيوني الصهيوني- الذي يسعى الكيان الإسرائيلي تحقيقه.

 

و ما طوفان الأقصى إلا من أجل التصدي القوي لهذا المشروع الذي من شأنه إبادة الشعب الفلسطيني أمام أعين العالم والمنظمات الدولية ومجلس الأمن و أمام صمت الأنظمة العربية المتخادلة التي أصبحت تركض وراء التطبيع مع هذا الكيان دون إدراك خطورته على الشعوب العربية قاطبة.و يتأكد سعي الصهيونية العالمية بزعامة أمريكا وإسرائيل إلى إبادة الشعب الفلسطيني من خلال رد فعل الكيان الإسرائيلي المحتل على المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى ، ذلك بأن الجرائم المرتكبة هي جرائم إبادة لم يسبق أن عرفتها المنطقة منذ التاريخ ، حيث قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير المستشفيات و المدارس و المساجد و الكنائس وكل البنى التحتية و قتل الصحفيين و المراسلين لطمس معالم الجريمة. هي جرائم تدل على إقدام الكيان الإسرائيلي الصهيوني على إبادة الشعب الفلسطيني الذي يتصدى لمؤامرة بكل شجاعة و بكل التضحيات مما أربك حسابات الكيان المحتل و من معه و جعل الجيش الإسرائيلي يفقد صوابه و يتجه للمدنيين والأطفال،بل حتى الأطفال الخدج و تلاميذ المدارس و الطلبة . إنها حرب إبادة حقيقية تقودها الحركة الصهيونية الإسرائيلية على فلسطين لم ينفع معها صوت العالم الحر و لا المسيرات الشعبية عبر العالم ، و تبقى القوة الرادعة لهذا الإجرام هي المقاومة الفلسطينية من قلب فلسطين الصامدة برجالها ونسائها وشبابها الذين غيروا معالم العلاقات الدولية و كشفوا عن الغدر السياسي و عن أكذوبة حقوق الإنسان التي أصبحت تستعمل كمسكن لإبادة الشعب الفلسطيني و إقامة كيان صنيع الامبريالية و الصهيونية العالمية

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات