الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لماذا يستمر العالم في غض الطرف عن الإرهاب الإسرائيلي ؟

 

 

 

البدالي صافي الدين/المغرب

 

 

بات من المؤكد أن الكيان الصهيوني كيان إرهابي بكل المقاييس و فرض تصرفه الإرهابي على المنتظم الدولي، الذي ظل يصف تصرفات الكيان الصهيوني/ الإسرائيلي من تقتيل وذبح وتهجير للفلسطينيين بالدفاع عن النفس، و ذهب في نفس التوجه حكام العرب و بعض حكام المسلمين.

 

السؤال المطروح هو : هل ما زال لمجلس الأمن من وجود ؟ وهل ما زالت منظمة الأمم المتحدة قائمة من أجل إنصاف المظلومين و حمايتهم ؟

 

إن الإجابة على هذه الأسئلة نجدها في واقع الحال الذي يعيشه الفلسطينيون و الفلسطينيات في نار الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و في الأراضي المحتلة ضد الشعب الفلسطيني على إثر طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، الذي كان من تدبير وإنجاز فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال و الحصار و الإهانة و ضد تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لإقامة مستوطنات يهودية.

 

لقد كان الرد على المقاومة رد الجبناء باستعمال كل الأسلحة الممنوعة دوليا و بارتكاب مجازر شنيعة في حق المدنيين و في حق الأطفال و الرضع و النساء و قصف المستشفيات و المساجد و تسميم الآبار وقطع الكهرباء و كل وسائل الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي. هل هناك صورة للإرهاب  و للجرائم الحربية أبشع من هذه التي مسرحها الأراضي الفلسطينية المغتصبة و بطلها الكيان الإسرائيلي /الصهيوني ؟. هل بقي لمجلس الأمن من وجود أمام ما تقوم إسرائيل بتغطية أمريكية وأوروبية ؟ لقد أصبح وجوده كعدمه لما أصبح لا يحمي المقاوم ضد الاحتلال و يصفه بالإرهابي و يصف المعتدي المحتل بالمدافع عن نفسه.

 

لقد أصبحت هذه القناعة من تصريف الأنظمة العربية المتخاذلة و بعض الأنظمة الإسلامية، ذلك لأنهم اختزلوا مقاومة الشعب الفلسطيني في منظمة حماس في إطار تصفية حسابات سياسوية لتمهيد الطريق أمام التطبيع المحفوف بالمخاطر على الشعوب العربية و الإسلامية وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني. والدليل على ذلك هو ما تنطق به اسرائيل وأمريكا من تحميل حماس مسؤولية الدمار الذي تقوم به الآلة الحربية الصهيونية. في حين حماس هي تنظيم سياسي وعسكري له بعد تحرري كسائر فصائل المقاومة الفلسطينية التي لم تقبل السلام بطعم السم مقابل الاستسلام للإرادة الصهيونية العالمية.

 

إن صمت منظمة الأمم المتحدة أمام المجازر التي تقوم بها إسرائيل يعتبر تزكية إرهابها، رغم إدانة شعوب العالم لهذا الإرهاب و تعاطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته بكل أشكالها و ألوانها. و جاء في نفس السياق بيان القمة الطارئة المشتركة بين دول جامعة الدول العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي، يوم السبت 11 نوفمبر 2023 بمدينة الرياض، مخيبا لآمال الشعوب العربية و العالمية، لأنه يزكي بين سطوره الإرهاب الإسرائيلي /الصهيوني و لأنه حاول ألا يغضب إسرائيل وأمريكا من خلال مضامينه، الشيء الذي لا تزيد الكيان الغاشم إلا تشجيعا على ما يقوم به من مجازر في حق شعب ظل ضحية التناطح العربي/ العربي والعربي/ الإسلامي منذ اتفاقية سايكس بيكو في 1916 وهي معاهدة سرية بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، إلى وعد بلفور (1917) إلى اتفاقية أو معاهدة أوسلو، أو أوسلو 1، (1993) و التي كان بطلها محمود عباس. وهي المعاهدة التي أفضت إلى حكم ذاتي مشروط بالتخلي عن المقاومة و القبول بما تريده إسرائيل من توسع في الأراضي الفلسطينية وما تسعى إليه من تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم لفائدة لمن ليس له الحق في هذا الوطن الغالي.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات