الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أعداء المقاومة الفلسطينية 

أو أعداء القضية الفلسطينية

عبد المولى المروري – كندا 

لا يجب أن نعتقد أن الكيان اليهودي/الصهيوني هو عدو المقاومة الوحيد.. فأعداؤها كثر .. منهم من يعبر عن ذلك صراحة، ومنهم من يخفي ذلك خوفا من الحرج وردود الفعل الشعبية.. فمن هم أعداء المقاومة؟ 

1/ أعداء يصرحون بذلك بوجه مكشوف: 

محمود عباس أبو مازن وأنصاره من أعضاء السلطة الفلسطينبة، وهم ثاني أخطر أعداء المقاومة، بسبب الدور الخبيث الذي يقومون به في الداخل الفلسطيني خدمة للكيان، وتحقيقا لمصالحهم الشخصية..

وإن كان ذلك العداء قديم ومتأصل لدى عباس وأعوانه، فإنه تضاعف وظهر بوضوح بعدما فازت حماس في انتخابات 2006، ومحاولة انقلاب السلطة على نتائج هذه الانتخابات.. 

الآن عباس وأنصاره من أعضاء السلطة يسعون إلى إضعاف حماس بأي طريقة في أفق القضاء عليها نهائيا عن طريق زرع الفتن الداخلية، وتعزيز الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين.. 

  • الإمارات العربية المتحدة: 

فحكام هذه الدولة الفتية الفاحشة الثراء يكنون عداء عجيبا للمقاومة، باعتبار هذه الأخيرة هي وجه من وجوه الحركة الإسلامية عامة، وأحد تنظيمات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بوجه خاص.. 

وكما هو معلوم، فإن حكام الإمارات كانوا وراء المساهمة في القضاء على نتائج الربيع العربي، وقادوا ما يسمى الردة الديمقراطية التي عرفتها الدول العربية، وعلى رأسها الانقلاب على حكم محمد مرسي، وما وقع في ليبيا واليمن من حروب أهلية للإجهاز على التجربة الديمقراطية الفتية، مرورا بتونس، و انتهاء بالمغرب.. 

الإمارات العربية تصرح بكل وضوح عن عداءها لحماس وكل تيار المقاومة، وفي الوقت نفسه دعمها العلني للكيان المحتل ماديا وسياسيا وإعلاميا.. ولا تدخر وسعا في سعيها للقضاء على المقاومة ولو بالمساهمة العسكرية.. 

  • الولايات المتحدة الأمريكية: 

وهي الدولة المحتضنة والراعية للكيان المحتمل، حتى إن بايدن قال لو لم تكن «إسرائيل» لخلقناها، ومن أجل تأمين وحماية وجودها، واستمرار القيام بأدوارها في قلب الوطن العربي، فقد التزمت بتوفير كل شروط وأسباب ذلك، ماليا وسياسيا وإعلاميا وعسكريا.. وبدون حساب.. وأي تهديد قد يتعرض له الكيان فإن أمريكا لن تتردد في الدفاع عنها، ولن تتوانى في دعمها ضد أي كان، وأي تهديد.. 

وبما أن حماس خاصة، ومحور المقاومة عامة يشكلون تهديدا وجوديا للكيان، فإنهم يندرجون ضرورة ضمن زمرة أعداءها.. وبذلك تكون أمريكا من أشرس أعداء المقاومة.. 

  • الدول الأوربية الامبريالية: 

وعلى رأسها بريطانيا التي كانت سببا في وجود الكيان المحتل، وفرنسا التي لها عداوة إيديولوجية إلى درجة الحقد لأي مظهر من مظاهر الإسلام، ولا سيما إذا كان يعبر عن المقاومة والالتزام الفعلي، ثم إيطاليا، وألمانيا ..

إن هذه الدول عبرت بكل وضوح عن عداءها للمقاومة، ودعمها اللامشروط للكيان، رغم ما يقترفه في حق المدنيين من جرائم ومجازر، وأسقط زعماؤها عن وجوههم أقنعة حقوق الإنسان والتعايش السلمي، تلك الشعارات البراقة التي استعملها الغرب لابتزاز الدول العربية الخانعة.. 

  • المطبعون: 

وهم بعض شخصيات وهيئات المجتمع المدني، المسخرين من طرف الصهيونية العالمية والأنظمة المطبعة، فهؤلاء لا يجدون حرجا في الجهر علانية بعدائهم للمقاومة نيابة عن أنظمتهم السياسية، وهم يتمادون ويبالغون في التعبير عن عدائهم ذلك بكل شجاعة تصل إلى درجة الحقد المركز والوقاحة السمجة.. وهم لا يألون جهدهم في تشويه المقاومة والتشكيك في أهدافها والتقليل من أدوارها ومكانتها لبث اليأس والشك في نفوس وعقول الشعوب.. 

2/ أعداء لا قدرة لهم على الجهر بعدائهم للمقاومة:

  • الأنظمة العربية المطبعة. 

هي أيضا بلا مواربة أحد أعداء المقاومة، بعد أن أوغلوا في تطبيعهم مع الكيان، هذا التطبيع الذي أخذ أبعادا كثيرة، وهمت مجالات متعددة، حتى أصبح الكيان المحتل عبارة عن دولة طبيعية في المشهد العربي، ولأن أعمال المقاومة تشكل حرجا عظيما لهذه الأنظمة أمام شعوبها، هذا الحرج الذي يتطور في مناسبات عديدة إلى أعمال احتجاجية وأنشطة مناهضة لكل أشكال التطبيع، كما أنها تربك لك كل حساباتها ومخططاتها.. فكان من الضروري أن تكن لها العداء المستتر، وتبني لها الدسائس والمكائد..

إن وجود المقاومة، واستمرار نشاطاتها السياسية والعسكرية، وارتفاع منسوب شعبيتها .. وتعاظم التعاطف الشعبي معها يجعل الأنظمة المطبعةموضوعيافي صف الكيان المحتل، تتقاسم معه الأهداف والمصالح، وتختلف معه في الوسائل، وعلى رأس ذلك، القضاء عليها عامة، وعلى حماس على وجه الخصوص، وقد اعترف بنيامين نتنياهو صراحة عندما قال إن بعض الأنظمة العربية تطلب منه القضاء على حماس، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشكل أن كل الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان هم أعداء موضوعيون صامتون للمقاومة، ومن مصلحتهم القضاء عليها، ولو على حساب شعب غزة الأعزل.. 


وكما
هو ملاحظ، إن المقاومة ليست في مواجهة العدو الصهيوني وحده، بل هي في مواجهة الدول الغربية العظمى بما تمثله من قوة اقتصادية وعسكرية، ونفوذ سياسي وهيمنة إعلامية. وهي في مواجهة إخوانها من فلسطيني الداخل الذين يسعون إلى تكريس الانقسام الداخلي للإجهاز عليها.. وفي مواجهة الأنظمة العربية المطبعة وأبواقها والمطبلين لها.. وما يمثل ذلك من طعنات تصيب ظهر المقاومة، وخيانات بالسر والعلن، وخذلان مستمر ومتواصل لزرع اليأس والإحباط في صف المقاومة وإضعاف صمود شعب غزة الصامد.. وباختصار كل هذا الحلف المتعدد الأطراف لا يسعى فقط إلى القضاء على المقاومة وعلى حماس، بل يسعى إلى القضاء على القضية الفلسطينية وإلغاءها من الوجود بصفة نهائية .. هم ليسوا أعداء المقاومة الفلسطينية فحسب، بل هم أعداء القضية الفلسطينية ذاتها.. 

فانظروا كم تواجه المقاومة من أعداء، لهم من القوة العسكرية، والثروة المالية، والنفوذ السياسي، والسطوة الإعلامية ما لا يعد ولا يحصى.. دول عظمى، وأنظمة عربية خائنة، وإخوة الداخل المتصهينين.. ومع ذلك ما تزال تقاوم دون يأس أو تردد، صامدة محتسبة، إنها معجزة في زمن لم يعد للمعجزات فيه وجود.. وأمر خارق يتجاوز قدرة العقل البشري على فهمه وتقبله.. بسبب ما تحققه المقاومة من انتصارات ميدانية عظيمة، وما تسببه للكيان المحتل من هزائم مذلة وإصابات عميقة، مع إذلاله إعلاميا وعسكريا أمام العالم المتكبر، والأنظمة العميلة.. وهي بذلك منتصرة متفوقة خالدة مهما كانت نتيجة هذه الحرب الظالمة..

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات