الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

النخبة المغربية و الحرب على غزة

بين تطبيع الدولة و مجازر الصهاينة


عبد
المولى المروري – كندا

يكاد يصبح كل شيء في المغرب غير طبيعي، إلا التطبيع مع الكيان اليهودي/الصهيوني، هو الذي أصبح مع توالي الأيام، مع استمرار صمت النخبة، مع قوة التوغل الصهيوني طبيعيا، وعاديا، ومقبولا..

هذا شعور خبيث أصبح يسيطر علي أمام حالة الصمت الرهيب الذي احتمت به كل النخب، ولن أقول بعضها أو جزء منها، بل كل النخب المغربية، سواء كانت سياسية أو فكرية أو علمية .. لا أدري هل هو صمت بسبب هول ما يرونه من مجازر مروعة في قطاع غزة، أو هو صمت مسكون بحالة فظيعة من الجبن الذي أصبح يسيطر على كل العقول والنفوس.. 

الأمر محير فعلا.. الكيان ماضٍ في جرائمه ومجازره، والدولة ماضية في تطبيعها وتعاونها، والمطبعون ماضون في دعم التطبيع والترويج له.. والنخبة ماضية في صمتها واختبائها .. والثابت في كل هذا هو استمرار مشاهد القتل وتقطيع الأوصال لأهلنا في غزة.. 

هل وصل العجز بالنخبة المغربية إلى هذا الحد؟ هل هي عاجزة على أن تجتمع على عريضة وطنية واحدة توجه مباشرةً إلى الديوان الملكي لمطالبة الملك صراحة وبكل وضوح بإلغاء كل اتفاقيات التطبيع مع الكيان الغاصب؟ هل هذه النخبة المكونة من علماء الأمة وسياسيين ومثقفين ومفكرين وأكاديميين الذين تضج بهم الجامعات والجمعيات والمقرات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية عاجزة كل هذه العجز عن كتابة رسالة بسيطة من عدة أسطر تطالب الملك بموقف مشرف ووطني أمام ما نعيشه ونراه كل لحظة من مجازر وجرائم، لا شيء يوقفها أو يردعها أمام الدعم الغربي والتواطؤ العربي الرسمي؟ 

بماذا نفسر هذا الصمت الذي احتمت به هذه النخبة؟ بماذا نسمي هذا الانسحاب الكبير الذي استمرأته هذه النخبة؟ أين قادة الأحزاب السياسية الوطنيون وغير الوطنيين؟ أين قادة ورموز الحركة الإسلامية والحركة اليسارية؟ إن الصمت في هذه الآونة جبن، وإن الجبن أمام هذه المجازر يقود حتما إلى الخيانة.. فصمتكم والحالة هاته هو شكل من أشكال الخيانة، سواء رضيتم بهذا الوصف أو رفضتموه! هكذا أراه .. جبن وخيانة.. بل هو أقبح أنواع الخيانات التي يمكن أن يتصف بها عالم أو زعيم سياسي أو مثقف أو إعلامي أو أكاديمي.. 

كيف لِمُطبِّعٍ نذل حقير يملأ الساحة نباحا ونعيقا كل يوم، وكل ساعة، دعما للتطبيع وتبريرا للكيان الغاصب لكل جرائمه ومجازره في حق أهلنا في غزة، وعلماء الأمة ونخبتها وزعماءها في سبات عميق وصمت رهيب؟ 

كيف لجوقة المطبعين الخونة يملؤون كل وسائل التواصل الاجتماعي بكذبهم وتضليلهم وانتشائهم بكل الجرائم، ونخبة المغرب في بيوتهم أمام شاشات التلفاز يشاهدون هول المجازر والإبادة الجماعية بدم بارد؟ فليعلموا أن ما يشاهدونه يوميا هو شهادة عليهم وحجة تدينهم بسبب صمتهم وجبنهم وخنوعهم .. هذا حالهم وهذه حقيقتهم.. هم عاجزون عجز المرأة العجوز التي لا تقوى على الحركة أو الكلام.. لا أراهم إلا قلوبا مرعوبة وأياد مرتعشة ونفوسا مضطربة .. فالأيادي المرتعشة لا تقوى لا على البناء، ولا على رفع راية، ولا على الخط بالقلم.. والألسن المنخرسة لا تجرأ على قول الحق والصدع به.. {قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، هذا ما تنتظرون، أو هذا حالكم الآن.. 

يا علماء الأمة، يا زعماء وقادة الأحزاب السياسة والحركات الإسلامية، أيها المفكرون، أيها المثقفون.. يا نخبة الوطن .. أنتم الآن عار على الوطن، ثقل على الأمة، هامش في التاريخ، نكبة على أهل غزة، ولن يمسح ذلك عنكم إلا رسالة وطنية قوية تجتمعون عليها، وتوجهونها إلى ملك البلاد تطالبونه فيها صراحة بقطع كل العلاقات مع الكيان.. والخيار لكم .. هل تصنعون التاريخ أو تصنعون الهوان؟ 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات