الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أهل غزة أعظم شعوب الأرض

 

 

 

عبد المولى المروري – كندا

 

 

لا ينكر هذا إلا حاقد، أو جاهل أو غبي ..

 

فقد جمع الله لهم ما لم يجتمع لغيرهم منذ تحرير المسجد الأقصى من يد الصليبيين في عهد الناصر صلاح الدين إلى يوم 7 أكتوبر المظفرة..

 

لقد اكتمل لهم عظمة الحدث، وشرف الجهاد، وعزة النفس، وشهادة العالمين..

وهم كذلك تحقيقا للقرآن وتأكيدًا لنبوة الرسول عليه الصلاة والسلام..

 

فتحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى: «فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا»، وهم عباد الله كما جاء في الآيات التي قبلها.. ونسب سبحانه وتعالى عبوديتهم له، ونسبهم إليه خاصة، ووصفهم بأولي بأس شديد.. وذلك من أعظم الأمور وأشرفها..

 

وتأكيدًا لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال، وهو الصادق المصدوق: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: “بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ”، وفي حديث آخر ؛ من حديث معاوية، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ”.

 

فأخبرنا الصادق الأمين عنهم بأنهم:

 

  •  هم طائفة من المسلمين: إشارة على القلة..
  • على الحق ظاهرين: متمسكين به وغالبين ومنصورين (إن شاء الله)..
  • لعدوهم قاهرين: وهو ما نعاينه ونشاهده اليوم في كل لحظة..
  • لا يضرهم ما خالفهم، وفي الرواية الأخرى إضافة «من خذلهم»: فهذا حالهم اليوم مع الصهاينة وحلفاءهم، ومع من هم من بني جلدهتم ودينهم من الخونة والمطبعين..
  • إلا ما أصابهم من لأواء: من شدة الحرب وضيق العيش، وهو تمام ما نلاحظه ونعيشه اليوم بأدق التفاصيل..
  • حتى يأتي أمر الله: فأمر الله آت لا محالة، دون شك أو ريب .. بل بيقين كامل وتام ومطلق.. لا يشك فيه إلا مضطرب الإيمان، ولا ينكره إلا مختل العقيدة..
  • وهم كذلك: ما أعظمها من شهادة نبوية، وعناية ربانية.. شهد لهم رسول الله بالثبات والصبر والصمود.. ظاهرين على الحق قائمين بأمر الله.. فهل هناك عظمة أكبر من هذه؟ وهل هناك شرف أعظم من هذا؟ وهل هناك عزة أعلى من هذه؟

 

وعد الله سبحانه وتعالى ونبوءة رسوله صلى الله عليه وسلم نراها رأي العين.. شاهدة أمامنا.. ناطقة بلسان الحق والواقع، لا تخطؤها إلا عين عمياء.. ولا تصم عنها إلا أذن صماء.. فماذا نعمل لمن أصيب بعمى البصر والبصيرة.. ؟!

 

بل إن رسول الله صلى الله عليه أخبرنا بما هو أدق من ذلك في التفصيل والتعريف بهم حيث قال: «أبشركم بالعروسين غزّة و عسقلان»، وعن عسقلان قال عليه الصلاة والسلام ( أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ )، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تأكدت صحتها وصدقيتها مع ما نشاهده من أحداث..

 

فغزة العزة أحد العروسين، وهذا تشريف وتعظيم.. وها هي تزف أبناءها ونساءها وشبابها عرسانا شهداء إلى جنات الخلد عند رب كريم حليم رحيم.. وهم في أفضل جهاد كما وصفه الرسول الكريم، وأفضل رباط .. في انتظار أن يلحق العريس عسقلان، ويكتمل الرباط إن شاء الله.. ذلك وعد الله ونبوءة رسوله .. فإذا كان الحكام يتصارعون ويتكادمون على الحكم والملك، فإن المرابطين في غزة فضلوا أفضل وأعظم الأعمال؛ الجهاد والرباط ..

 

والله إن أعجب وأغرب ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عَسْقَلَانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يُبْعَثُ مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَيُبْعَثُ مِنْهَا خَمْسُونَ أَلْفًا شُهَدَاءَ وُفُودًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِهَا صُفُوفُ الشُّهَدَاءِ رُءُوسُهُمْ مُقَطَّعَةٌ فِي أَيْدِيهِمْ تَثِجُّ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا يَقُولُونَ رَبَّنَا آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَيَقُولُ صَدَقَ عَبِيدِي اغْسِلُوهُمْ بِنَهَرِ الْبَيْضَةِ فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا نُقِيًّا بِيضًا فَيَسْرَحُونَ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا»، ألا نرى كل يوم أجسام ورؤوس وأطراف وأوصال أهل غزة مقطعة وممزقة ومنتشرة أشلاء أشلاء؟ ألا تثج أوداجهم وأجسامهم دما؟ إنها النبوءة الصادقة تتحقق بكل جزئياتها ودقائقها وتفاصيلها، بلا زيادة أو نقصان..

 

فهل هناك – الآن – شعب يقدم كل هذه التضحيات، ويتبرع على سفهاء العرب من المطبعين والخونة بكل هذه الدماء؟ وهل هناك شعب يظهر كل هذه البطولات العظيمة والمستحيلة في زمن البؤس والذل والخنوع؟

 

لذلك فهم أعظم شعب على وجه هذه الأرض، في هذا الزمان.. في مكان هو من أطهر بقع الأرض بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة.. في الصبر هم معجزة، في التضحية هم بحور بلا شاطئ، في المقاومة هم أولو بأس شديد ، في المواجهة هم قوم جبارون، وقبل ذلك هم عباد لله، نسبهم الله إليه «عبادا لنا»، خصهم بمعيته، فهل هناك أشرف وأعظم وأكرم من هذه منزلة ومكانة وحظوة.. قائمين على أمر الله في زمن تخاذل فيه الحكام والملوك والرؤساء والأمراء، لم يضعفوا، لم يستسلموا، لم يتراجعوا، لم ينبطحوا، لم يتخاذلوا، عين على النصر، وعين على الشهادة.. نصف الروح على الأرض، والنصف الآخر يحلق في الجنة..

 

أهل غزة هم أعظم شعب على وجه الأرض.. لا يماثلهم شعب، ولا يشبههم قوم ولا طائفة.. اختارهم الله له خاصة، وابتلاهم من أجل إقامة العدل في الأرض، وتحقيق الحرية والنصر.. أختارهم لإنقاذ البشرية من ذلها وفسادها وخنوع حكامها العرب، ويخلصها من طواغيت الأرض من الغرب والشرق.. واختصهم بكرامة الرباط، وعزة الصمود، وشرف الشهادة، وعظيم النصر والحرية..

 

ومهما قيل عنهم فلن يوفي عشر معشار حقهم من الثناء والفضل.. فهم أهل الله وأوليائه وخاصته.. لا يضرهم من خالفهم، ولا يفزعهم من طغى عليهم، ولا قيمة عندهم لمن خذلهم.. فادخلوا إلى جحوركم أيها الجردان فلن تضروهم شيئا ولو اجتمع إنسكم وجنكم على صعيد واحد بكل الأسلحة الفتاكة والمدمرة، واجتمعتم على قلب رجل واحد ملؤه الغل والحقد الأسود منذ بدء الخلق إلى اليوم، فلن تحركوا فيهم شعرة، ولن تململوهم قيد أنملة.. وستظلون أبد الدهر أدنى من قيمة حشرة أرضية تدوسها أقدام أصغر طفل في غزة ..

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات