الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

يوميات بائع السمك

 

 عبد الله العوفي/المغرب

 

نحن معنيون بالتفاصيل ونعيش لأجلها، نكتب عن الدمعة التي لمعت في عين طفل تائه عن أمه، وعن تجاعيد بائع الخضر وأظافره المتسخة وحلمه الوحيد بأن ينجح ابنه البكر في شهادة البكالوريا، نكتب عن فرحة الفلاحين والكسابين عند نزول المطر بغزارة ،نكتب عن هستيريا مشجعي كرة القدم حين يحرز مهاجم فريقهم المفضل هدفا….

 

نكتب عن البنائين والعمال الكادحين دون أدنى حق أو تعويض ،عن الفوضى التي عمت ثم نقول إدا عمت هانت، عن المتسولة الكفيفة التي لا تمد يدها، تجلس فقط طوال النهار وفي نهايته تجمع ما تساقط على المنديل من دراهم نكتب عن الخوف الصامت في قلب أم جديدة تضم رضيعها لأول مرة، نكتب عن سحر غروب الشمس ،عن أول رشفة قهوة في الصباح وعن بائع السردين الذي يقاطع نوم سكان المدن بصياحه “هاالحوت ها السرين”هو وبائع النعناع ومشتري الخضروات ….

 

نكتب عن حاجتنا للكتابة، للوقت والحرية نكتب عن غربتنا في أوطاننا، عن أوهامنا وأمراضنا وأوجاعنا ونرميها كرسائل في بحر الفيسبوك، يتلقاها شخص من المتسببين في معاناتنا فيتأفف ويبصق، ويتلقاها شخص كل ما يحدث من فوضى في صالحه ويسب ويشتم ،لما لا ومصائب قوم عند قوم فوائد ،يقرأها شخص متحفظ فلا يعلق، تصل لعدو حاسد متكبر يمررها فيقول من أين له بكل هذا!؟ ويتلقاها شخص يشبهنا فيعانقنا بتعليق أو يفاجئنا برسالة قد تكون بداية لحكاية جديدة، هل تذكر كيف بدأت حكاية صداقتنا؟ لقد بدأت بإعحاب او بتعليق.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات