الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

هل للصهاينة رب غير الله؟

 

 

 

مبارك المتوكل/المغرب

 

 

نحن كيسار مغربي نختلف في كثير من المواقف مع الحركات المسماة إسلامية كما نتبرأ من مواقف كثير من السلوكات الانتهازية التي تسابقنا إلى رفع شعار التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ولكنها لا تجد حرجا في التوقيع على وثيقة التطبيع مع الكيان الصهيوني مع أخبث ممثل أختير لهذه المهمة ليصافح من نصب للتوقيع بإسمنا من غير أن يستشيرنا ولا أن يعير رأينا أي تقدير أو اعتبار، ثم يأتي وبكل وقاحة يتصدر مسيرات احتجاجاتنا كشعب متمسك بقيم التضامن والنضال إلى جانب شعب أكد التاريخ أنه أبي صامد في وجه كل أنواع التدمير والاستئصال والرضوخ للعدو مهما كانت قوة ذلك العدو وجبروته .

 

إن من سماه أبو عمار شعب الجبارين سيضل جبارا وقويا عصيا غير قابل للرضوخ والاستسلام . لقد أزعجهم حقا أن معركة طوفان الأقصى فضحت كثيرا من النمور الورقية، ليس على مستوى الأراضي المحتلة فقط، بل أيضا على مستوى كل الذين يتطاولون علينا رافعين شعارات الديمقراطية والعدالة ودولة الحق والقانون، في حين أنهم يمدون أيديهم للتطبيع مع أخس أنواع البشر من الذين يجرؤون على اعتبار إخوة لنا حيوانات بشرية يستحقون كل أنواع الإذلال والتنكيل والإبادة .

 

لكن إذا كان الجيش الإسرائلي وتباهيه بخيلاء بصفته الجيش الذي لا يقهر، فقد مرغت سمعته في التراب على يد مقاومة استطاعت ولأول مرة أن تنقل المعركة إلى الأراضي التي كان العدو يعتبرها منيعة محصنة ومراقبة باستمرار ليلا ونهارا.

 

إن هزيمة العدو الصهيوني جعلته يمد يده مستنجدا بالآلة الحربية الأمريكية لمحاولة تغطية عجزه، ولكن عوض أن يدخل في حرب مع المقاومة مقاتل لمقاتل، لجأ إلي استعمال ما تقدمه له عدوة الشعوب من آلات التخريب والدمار .

 

وككل الجبناء عوض أن يواجه من أذله وانتصر عليه، فإنه اختار طريق المذلة والحقارة فسلط تلك الآلة الجهنمية على المدنيين من أهل غزة، فلم ينج من شره بيت ولا مسجد ولا كنيسة ولا مدرسة … ثم جاء دور المستشفيات ويأتي عراب الأمبريالية كشريك في الجرائم ومن غير حياء يدعي أن المقاومة هي المسؤولة عن اغتيال ما يقارب 500 مدني مرضى وأطباء وممرضين، نساء ورجالا وأطفالا في مستشفى المعمداني.

 

هذا السلوك من بايدن استمرار للطريقة اللاإنسانية التي تعامل ويتعامل بها الأمريكيون مع السكان الأصليين لأمريكا الشمالية حين اعتبروا، تماما كوزير الكوارث الصهيوني الذي وصف اعداءه بالحيوانات البشرية. وكأنما نسي ككل الوحوش الغير بشرية أن بايدن يتفق مع نتنياهو على حشر الفلسطينيين، كل الفلسطينيين في مخيمات تشبه تلك المحميات التي خصصها اليانكي لمن تبقى من السكان الأصليين بحيث لا يمكنهم الخروج منها إلا إلى القبر أو السجن، وهو ما حاولت إسرائيل تنفيذه في غزة دون أن توفق.

 

إنها دولة قامت على اصطياد البشر كما تصطاد الأرانب البرية، لا تعترف بحدود ولا بقيود، لا يمكن أن تعتبر إلا عصابة من المجرمين الذين قاموا بسرقة وطن ادعوا أن الله وعدهم به، فهل إله يهود الصهيونية يختلف عن رب إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد؟ فلا يدعو إلى الرأفة والرحمة وإغاثة المقهورين، بل يدعو إلى القهر والحرمان من المأكل والمشرب والدواء، وحتى من النور، ثم يسمح لهم بأن يمطروا المساكن والمشافي والمساجد والكنائس بالحديد والنار لتدمير الحرث والنسل ثم التشكي من إرهاب حماس، وهم الذين مارسوا الإرهاب على طريقة اليانكي فلم ينج من إرهابهم أي فلسطيني مسلما كان أو مسيحيا، ذكرا أو أنثى، طفلا أو شيخا، وكل تلك الجرائم تحت حماية من يدعون أنهم رعاة العدل وحماة القانون الدولي، مستغلين وضعهم في مجلس الأمن لتمرير المواقف التي ترضيهم ومعترضين على كل ما لا يلائم مصالحهم ومصالح من كلفوه بإخضاع المنطقة أو تدميرها.

 

لقد عبر بايدن بصراحة أنه لو لم توجد إسرائيل لعمل على خلقها لأنها مكلفة بمهمة تنفيذ قرارات الأمبريالية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. لقد حاولت خلق رديف لإسرائيل عن طريق ما سمته بالدولة الإسلامية فخاب مسعاها.

 

إن هذا الواقع يفرض على المغرب بصفته راعي القدس ورئيس لجنتها إغلاق سفارة إسرائيل وقطع كل العلاقات معها دفاعا عن الشعب الفلسطيني وصونا لكرامة الوطن واعتبارا لتضحيات أجيال من شهداء الشعب المغربي من عهد صلاح الدين إلى اليوم.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات