“بدون خجل أو حياء”
عبد المولى المروري – كندا
لقد عودت متابعي وقرائي على الإتيان بالجديد في العديد من القضايا الوطنية والدولية وغيرها في مختلف المواضيع.. ولكن اليوم وفي هذه المرحلة الأخيرة عجزت عن إثارة أي قضية ذات بال، أو موضوع ذي أهمية ..
لابد أن أخرج إلى قرائي ومتابعي بشيء جديد، حتى لا تصبح هذه الصفحة مملة وتبعث على السأم .. هكذا خاطبت نفسي البائسة .. فكرت .. وقدرت .. وخمنت .. ولكن دون جدوى .. لا أجد في رأسي إلا كلاما سبق أن قلته وكررته، ولا قضية إلا استنفدت الحديث فيها .. وشاركني فيها مئات المدونين .. ولا حدثا إلا غصت به الصفحات والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.. وناقشها الخاصة والعامة.. النخبة والدهماء .. حتى أصبحت مبتذلة وسمجة في عيون الجميع ..
تأملت تاريخ إنجازاتي الكبيرة وانتصاراتي العظيمة التي حققتها في الآونة الأخيرة، والتي ليس لي فيها أي دور ولو دورا بسبط .. ولا مساهمة.. ولو كانت صغيرة .. ولكنني نسبتها إلى نفسها .. نعم .. هكذا دون خجل أو حياء.. وفكرت أن أشاركها قراء الصفحة وأذكرهم بها ..
نعم .. وأخيرا وجدت الموضوع الذي سأقدمه إلى قرائي ومتابعي صفحتي .. موضوع ربما أملأ به فراغ هذه الصفحة، وأشغلهم به لفترة من الزمن .. وينقسمون بين مؤيد ومعارض.. ومحايد .. وأترك المجال لهم من أجل التحليل والتوسع في أبعاد هذا الموضوع والتعمق في أغواره وشرح مفاهيمه وأهميته وتداعياته وتجلياته ..
الموضوع الذي اخترت لقرائي هو الحياء والخجل .. نعم الحياء والخجل .. ذكرني بهذا الموضوع سطوي على إنجازات غيري، التي ليست لي، ونسبتها إلى نفسي دون خجل أو حياء ..
فجميع المجالات والميادين تعاني من فقدان الخجل والحياء .. لذلك سأتحدث عن غياب الخجل والحياء في مجال التربية والتعليم، في قطاع الصحة والعدل .. وسأتناول أثر غياب الخجل والحياء في الاقتصاد والتجارة .. وخطورة اغتياله في القضاء والأمن .. ودور الخجل والحياء في حل القضية الفلسطينية وتأكيد مغربية الصحراء ..
ولابد أن نتحدث عن الخجل والحياء فيما يحدث في العالم من أزمات وحروب وخراب .. وكيف أشعل غيابُه حرب روسيا أوكرانيا، وتفاقم الهجرة السرية واللاجئين غير النظاميين خاصة المغاربة .. والتحول المناخي .. وانتشار رقعة الجفاف وارتفاع درجة الحرارة ..
لابد أن تكون هناك علاقة بين غياب الخجل والحياء والتضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار العالمية والوطنية وانخفاض وتيرة النمو .. وتوسع رقعة الفقر ..
لذلك لابد أن نتحدث عن الخجل والحياء .. ونعيد لهما الاعتبار في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. والعلاقات الدولية وسياسة حسن الجوار .. ونعيد لهذه القيمة مكانتها الوطنية والدولية .. لأن هذه القيمة متى اعتصمنا بها وتشبثنا بأهدابها كفيلة بحل كل الأزمات والمشاكل الوطنية والدولية ..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن ابن مسعود، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت».