الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

” يجب أن نتعلم الإبحار في محيط اللايقين”

ادغار موران

 

 

ترجمة: محمد امباركي/المغرب 

 

 

 

احتفاءا ب Edgar Morin و هو على مشارف سن 102 سنة، عرفانا له و لعطاءاته كمفكر كبير، و تعميما للفائدة و نبل القراءة،  ننشر هذا الحوار القيم  الذي ترجمه الصديق محمد المباركي، باحث في سلك الدكتوراه، تخصص علم الاجتماع، جامعة ابن طفيل القنيطرة. المغرب 

 

 

إن الربط بين المعارف من أجل التفكير في التعقيد البشري: هو البرنامج الذي استرعى اهتمام “ادغار موران”. في سن المئة سنة يروي لمجلة ” العلوم الإنسانية “، مساره، معاركه، قلقه وآماله اتجاه المستقبل.

 

لقد أثار بلوغ ” “ادغار موران” المئة سنة من عمره في شهر شتنبر 2021، زوبعة إعلامية . طاف المفكر حول طاولات البرامج التلفزية والإذاعية، أجاب على أسئلة زملائنا بدون انقطاع. لقد استقبلنا في ندوات متلفزة من داخل منزله الكائن بالبادية حيث يأخذ قسطا من الراحة منذ عدة أسابيع. خلال بداية هذه السنة صدر كتابه الأخير ” دروس قرن من الحياة ” (2021). تلقى “ادغار موران” موجة من الدعوات التي تزامنت مع مئوية هذا المفكر. حاليا يتفادى كل طلب لقاء باستثناء دعوة ” العلوم الإنسانية”، وذلك لأن بينه وبيننا في مجلة “العلوم الإنسانية ” علاقات وثيقة جدا. فقد كان حاضرا في العدد الأول من المجلة سنة 1990. ثم أصبح ” جون فرونسوا دورتيي” صديقه ليرافقنا ” ادغار موران ” طيلة الثلاثين سنة.

 

” لابد أن يكون مفهوما أني لا أعطي دروسا لأي أحد”. هكذا يفتتح ” ادغار موران ” كتاب ” دروس قرن من الحياة”. هنا لا مجال أبدا لما هو قطعي. إنه ينسج الخطوط الكبرى لمغامرته الفكرية، يطلعنا على ما استخلصه خلال قرن من الوجود وما رسمه للآفاق الإنسانية.

 

احتفلتم منذ فترة قصيرة بعيد ميلادكم المئة، لقد نشرتم عدد مهم من الكتب. ماذا تودون أن نستلهم منكم؟

 

خلال وجودي، اتخذت العديد من التصنيفات. أولا عالم انتروبولوجيا. نعم أنا انتروبولوجي لكن ليس بالمعنى الذي اكتسته العبارة مؤخرا. لقد أصبحت العبارة واسعة النطاق: خلال القرن 20 كانت محصورة في دراسة الشعوب التي لم تعرف الكتابة، التي اصطلح عيلها بالسكان الأصليين. مع ذلك، كانت الأنثروبولوجيا خلال القرن 19 وخاصة في ألمانيا، تحيل على تخصص يجمع مختلف المعارف حول الكائن البشري. أنا أجد نفسي في هذا الصنف من الانتروبولوجيين. فضلا عن ذلك، فإن مسألة إنتاج المعرفة توجد في قلب مؤلفي. يتجلى هدفي باختصار في التشابك بين الأبستمولوجيا (دراسة المعرفة) والأنثروبولوجيا أي معرفة الكائنات البشرية. كنت دائما أرغب في الجواب على سؤال ” إيمانويل كانط”: ما هو الإنسان؟ من أجل هذا الغرض لا بد أن أجيب على سؤال آخر: ماذا يمكننا معرفته؟ إن إصلاح المعرفة والفكر هو بالنسبة لي رهانا ضروريا. النقد الذاتي هو عبارة عن صحة نفسية أساسية. فبدلا من المذهب الذي يجيب على كل الأشياء، أفضل الطابع المركب الذي يطرح الأسئلة حول جميع الأشياء. إن هذه الفكرة التي أرغب في أن تظل لصيقة بي، هي مصاغة في كتاب “المنهج” وخاصة في الجزء الثالث، ” معرفة المعرفة”(1986) والجزء الرابع “الأفكار. موطنها، حياتها، أخلاقها، تنظيمها “(1991).

خلال الفترة الأخيرة، هناك استعادة لعلامتي السوسيولوجية. وهذا الأمر يثير استغرابي من حيث الانتباه الى هذه الميزة في أعمالي بينما ظلت سوسيولوجيتي مهمشة ومنتقدة في زمنها. بالنسبة لي ليست نواة مغامرتي الفكرية هي التي أدت الى كتابة “المنهج ” (1977-2004)كما أني لست أبدا فيلسوفا بالمعنى المتداول حاليا. أنا نوعا ما فيلسوف متوحش: الفلسفة بالنسبة لي هي الانعكاسية، إنها الرؤية الثانية التي نجدها لدى كبار الفلاسفة. أعتبر نفسي موجودا داخل هذه المقاربة التي تبحث عن الارتقاء بمستوى المعرفة المنتجة من طرف أشخاص مثلي. فلسفتي ليست أكاديمية.

كما أصف نفسي أيضا بكوني ذي نزعة إنسية. فكل تصوراتي هي تصورات أنثروبولوجية، بيولوجية، اقتصادية، سياسية. إنها نابعة من الفكر المركب، لكن أيضا نابعة من ما أسميته بالنزعة الإنسية التي يعاد إنتاجها والتي استعرضتها في كتاب ” لنغير الطريق ” (2020). أن تكون إنسانويا لا يعني فقط أن تعرف أننا متشابهون ومختلفون، لا يعني فقط إرادة تجنب الكوارث والتطلع الى عالم أفضل. أن تكون إنسانويا يعني أيضا الشعور الذاتي العميق بأننا جزء من جماعة بشرية وأننا باستطاعتنا أن نكون فاعلين.

 

منذ مدة طويلة وأنتم تدعون الى تضافر المعرفة حول الإنسان. بالنسبة لكم، هل تطورت العلوم في هذا الاتجاه؟

 

في سنة 1951 أصدرت كتابي الأول والمهم ” الإنسان والموت ” حيث دشنت معرفتي المتعددة التخصصات، ولم يثر الكتاب أي نقد من طرف المتخصصين لأنه الى حدود ذلك الوقت لا أحد منهم عالج المواقف الإنسانية إزاء الموت من خلال الربط بين علم النفس والسوسيولوجيا. لما اشتغلت على هذا الكتاب، أقمت ارتباطات بين الدين، التحليل النفسي، البيولوجيا بطريقة عفوية…لقد ساعدني كثيرا خلال تلك الفترة إرث الفلسفة الديالكتيكية لأنه أتاح لي إمكانية مواجهة التناقضات الجلية لمختلف ميادين المعرفة. وهذا ما أصطلح عليه بالفكر المركب. ثم وعلاوة على ذلك لما اشتغلت على كتاب ” المنهج ” ، طالما كنت محاطا بنظرة غير إيجابية من طرف بعض المالكين لميادين المعرفة. لقد أدانوني باعتباري غير كفؤ أو أمارس فقط التعميم، بينما عملت على إعادة تفسير وربط المعارف المشتتة وصياغة منهج لمعالجة الطابع المركب للفكر. وهذا الأمر يبين في أي اتجاه تطور فيه إنتاج المعرفة. للأسف، في نفس الوقت الذي سعينا فيه الى تطوير تعدد وتداخل التخصصات، نما الاتجاه نحو التخصص الضيق والمبالغ فيه. كل تخصص عمل على توليد تخصص فرعي وتحولت ميادين البحث الى ميادين محصورة للغاية. ويبقى تداخل التخصصات حاليا تداخلا سطحيا. التخصصات تنغلق على ذاتها. لكن من وجهة نظري، لا يمكن الجواب على مشكلة هامة إلا من خلال الربط بين المعارف المجزأة. فالظاهرة هي مترابطة فيما بينها من خلال عدد لا يحصى من التفاعلات وردود الأفعال. فتجزيئ المعارف يحول دون رؤية هذه الروابط : إن التعرف على الكل يقود الى التعرف على العناصر التي تشكله. مع ذلك لا يمكن أن يكون الكائن الحي مفصولا عن سياقه لأنه رهين وسطه. التعرف على الكائن البشري بشكل أفضل يستوجب الربط بين العلوم الاجتماعية والبيولوجيا، وكذلك الكسمولوجيا – طالما أننا مصنوعون من المادة الفيزيائية-. بالنسبة لي، الكائن البشري محدد من خلال ثلاث أبعاد غير قابلة للفصل : النوع، المجتمع والفرد. من الواجب إدراكها جميعا!. إن إخفاء الطابع المركب للفكر يقود الى الخطأ.

 

إن الفكر المركب يعني أيضا خاصية اللايقين التي تميز المعرفة العلمية. وقد عملت جائحة كوفيد 19 على وضع اللايقين في قلب المجتمع، كيف تنظرون الى هذه الأزمة؟

 

لقد تسببت جائحة كوفيد في أزمة كوكبية متعددة الأبعاد. أنها تشكل عاملا آخرا للهشاشة، للايقين والقلق. أصبحنا نحصي عدد الموتى يوميا. إن الأفكار المهيمنة في وقتنا الراهن تتجه نحو تأطير مستقبل البشرية في حدود واضحة بالموازاة مع إزاحة جميع أشكال اللايقين. لكن أزمة الكوفيد ساعدت على انبثاق تقلبات الحياة بشكل جلي. وهذا ما يجعلنا نعيش في حالة غير مستقرة.

 

كيف يمكن العيش مع توقعات تحدث في مدة أسبوعين الى ثلاث أسابيع؟. كيف يمكن العيش في وضعية الخوف من حجر صحي مفاجئ؟ هل من الواجب تصور تحسن نحو الأفضل أم العكس تقهر على المدى القصير؟

 

لقد خصصت خمسين سنة من حياتي لصياغة مسار معين في الأجزاء الستة من كتاب ” المنهج”. لكن الحاجة الى التغير ليست مستوعبة من طرف السياسيين، رجالات الاقتصاد، التكنوقراط، المقاولين. ماذا يمكن أن نجد في مواجهة رأسمالية مستبدة ازدادت قوتها خلال الجائحة؟. نجد الوعي المشتت، انتفاضات مقموعة، جمعيات التضامن، قليل من الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لكن لا وجود لقوة سياسية تمتلك فكرا توجيهيا.
إن الفكر المركب يصطدم على الدوام مع اللايقين. لما سألوني عن الجائحة، حاولت الجواب عن القلق. أكدت أن مستقبل البشرية سواء فرديا أو جماعيا، هو مستقبل اللايقين والمخاطر. فالطابع العالمي لهذه الأزمة منح في الحقيقة ، القوة لفكرة المصير المشترك الذي ليس لنا غالبا وعي به لكنه واقع فعلا. كما أنه نشعر بحاجة قصوى الى الأمل، فهذه الحاجة عنصر بشري ثابت خاصة في المراحل غير المستقرة. لما كنت في المقاومة، اعتقدنا أن عالما جديدا سوف يولد من داخل جميع المخاوف التي تهدده. قد تكون أوهاما، لكن هذه الأوهام هي التي تولد لدى الكائنات البشرية وبالموازاة معها، تطلعنا الى مستقبل أفضل.

 

مقاوم، شيوعي، مناهض للستالينية، مدافع عن القضية الفلسطينية، مناضل إيكولوجي…لقد ارتبطتم بشكل متتالي بالعديد من القضايا السياسية. في لحظة استرجاعكم لهذا الزخم، كيف تنظرون الى مساركم السياسي؟

 

لقد نشأت السياسة في ذهني وأنا في عمري 13 سنة بعد مظاهرة 6 فبراير 1934 المعارضة للبرلمان. رأيت خلال تلك المظاهرة كيف يمارس رفاقي في القسم المعارضة بطريقة عنيفة. ومن حيث أنه لم تكن لي أية قناعة سابقة حول الموضوع، اتخذت موقف الشك من خلال رصد الانقسامات الحاصلة. وبعد ذلك صنعت لنفسي ثقافتي الخاصة. وهي ثقافة كانت تجمع بين التقليد الإنسي الفرنسي من “مونتاين” الى “رومان رولاند”، ومن جهة ثانية النزعة الإنسية الروسية ل ” ليون تولستوي ” وبشكل خاص “فيودو دوستويفسكي”. لقد ظلت حياتي مطبوعة بنوع من الاستمرارية. فالفترة التي كنت فيها شيوعيا هي قوس زمني امتد على مدى ست سنوات بعد مراهقة منفتحة للغاية ونقدية. انخرطت في أيدولوجية المقاومة، وهي نوع من الإيمان، دين الخلاص الأرضي. وبمدينة “تولوز “، لما وقع غزو الاتحاد السوفياتي من طرف الجيش الألماني سنة 1941، انتقلت من كوني معارض للستالينية الى شيوعي. من مناضل سلمي الى مقاوم. يمكنني القول بأن المقاومة كما تم عبورها في الوقت ذاته من خلال العقيدة الشيوعية والحركة الديغولية، شكلت فرصة أخرى للعيش بصورة مكثفة. إذا كنت أتأسف على رؤيتي العمياء إزاء الشيوعية السوفياتية، لا يمكنني القول أن مرحلتي الشيوعية كانت حظا سيئا لأنها منحتني الفرص كي أفهم في وقت لاحق وبشكل جيد النزعة الشمولية. ثم ورفقة أصدقائي الفلاسفة “لود لوفور” و”كورنيليوس كاستوريديس “، رسمنا لأنفسنا طريقا آخر أبعد من الماركسية. لقد استوعبت مسألة أننا كنا سعداء بكوننا مسلحين بيقينيات وبرامج، يجب أن نتعلم أن كل حياة هي إبحار في محيط اللايقين عبر بعض جزر وأرخبيلات اليقين حيث نتزود. أريد أن أسجل هنا أن إحدى أكبر النصوص التي تعلمتها في حياتي هي الكف عن الاعتقاد في دوام الحاضر، في استمرارية الآتي، في مستقبل قابل للتنبؤ.
منذ مغادرتي لصفوف الحزب الشيوعي، أصبحت متحررا من كل منطق حزبي في السياسة. أنا طالب بشكل مستمر، ألج معارف جديدة من داخل فكر مركب أكثر فأكثر، لكنه فكر منسجم.

إن الفكر المركب هو فكر تكاملي حيث يضيف أفكار جديدة. بين سنتي 1969 و1970، لما كنت أسبح سعيدا داخل العالم الوجودي ل “الهبي” Hippie) ( في كاليفورنيا، اكتشفت المشكلة الإيكولوجية. ولم أجد أية صعوبة في إدماج هذا البعد في تصوري للكائن البشري. كنت أتصور فعلا أن النوع البشري مرتبط بمحيطه بطريقة معقدة. ويقع موضوع الإيكولوجيا الآن في قلب الانشغالات. إن مستقبل الإنسانية هو الرهان السياسي الرئيسي في عصرنا. أعتقد أن هنالك مسار آخر ممكن من أجل إدماج أفضل للإيكولوجيا، مسار يتخطى النيو ليبرالية. الأفاق المستقبلية على شاكلة العلم التكنولوجي أو اندماج الإنسان والآلة (Transhumanisme)، لا تكفي في حد ذاتها للجواب على الأسئلة المطروحة. سوف تكون للكائن البشري الأخذ في التزايد حاجيات علائقية، الحاجة الى الود، الى الأخوة.

 

هل أنتم متشائمون إزاء مستقبل البشرية؟

 

إني أصف نفسي باعتباري إنسان حذر، أيضا قلق، لكن لست متشائما. إن الفكر المركب يتجاوز التعارض بين التشاؤم والتفاؤل. أعتقد أن التيارات المهيمنة التي نسمع عنها في وسائل الإعلام أو نقرأ عنها في الكتب حديثة العهد، هي تيارات ستميل نحو التشاؤم. لقد لاحظت اختفاء الود الذي عشته في فترة مراهقتي خلال سنوات ما بعد الحرب حيث تقلصت الى حدود قصوى العلاقات الودية بين الجيران، المحادثات فوق زنك البيسترو، داخل الميترو، بين جموع المتسكعين . إن تقهقر جودة الحياة ناتج عن إعطاء الأولوية للجانب الكمي في تنظيم وتوجيه مجتمعنا حيث يخضع كل ما هو إنساني للحساب والقياس.

إننا وخدمة للتدبير الحكومي، نعلي من شأن الناتج الداخلي الخام، ومن قيمة الإحصائيات والاستطلاعات. وهذا يحولنا الى أشخاص عميان غير قادرين على رؤية كل ما هو فردي، ذاتي وعاطفي. إن عقلا خالصا وباردا هو في ذات الوقت غير إنساني وغير عقلاني. العيش هو فن صعب حيث كل ما هو عاطفي ينبغي أن يخضع للمراقبة من طرف العقل – قصد عدم الوقوع تحت سيطرة الانحراف – لكن في أي مكان ينبغي لكل عقل أن يكون محركه هو العاطفة. إن عالمنا التكنوقراطي يتجه نحو نسيان العاطفة. لكن رغم كل شيء، هناك إمكانية لتغيير الوجهة. جميل أن احتجاجات راهنة مثل حركة السترات الصفراء تعكس حاجة المنتمين لها الى الاعتراف بهويتهم الإنسانية التامة. أعتقد على غرار “إيفان إليتش”، أن الود هو عنصر ثمين من عناصر جودة الحياة، وكذلك طريق خصبة بالنسبة للبشرية. فالود يتيح إمكانية الاستجابة اليومية لحاجاتنا الى الاعتراف.

 

كيف تتصورون مستقبلكم الخاص؟

 

لقد عثرت على طريقي منذ أن كنت في سن 18 سنة ولم أتوقف عن متابعة الأسئلة الكبرى لكانط. ماذا يمكنني معرفته؟ ما لذي ينبغي علي القيام به؟ ما هو المسموح به لي كي أتطلع إليه؟ . لقد تتبعت هذا المسار الى حدود الآن وفي عمر 100 سنة، مستقبلي هو العيش على الأمد القصير !. حينما تتم دعوتي الى ندوة أو مقابلة، أرفض الالتزام بالموعد المحدد قبل أسبوعين أو ثلاث أسابيع. ليست لدي مشاريع كبرى. وهذا يعني أني أواصل التفكير، أواصل محاولة الإجابة عن أسئلتي الكبرى. أسجل نقاط، أكتب بعض الكلام الذي أنشره أحيانا على منصة التويتر، أظن أيضا أني لازلت أدون أفكار قصيرة…أنا مثلا في هذه اللحظة، مهووس بفكرة الأمة. فأنشطتي الفكرية تسير بشكل طبيعي، لكني لا أفكر أبدا في تأليف كتاب. يبقى كتاب ” دروس قرن من الحياة ” هو من آخر أعمالي الكبرى. أما ما يتعلق بالآتي، فإني لا أعتقد بوجود آخر بعد الموت. بالنسبة لي الجانب الروحي يتمثل في تطوير ميزات الروح الإنسانية- ما اصطلحت عليه بشعر الحياة.

 

احتفلت مؤخرا مجلة العلوم الإنسانية بعيد ميلادها الثلاثين . لقد رافقتمونا منذ العدد الأول حيث كنتم الأبرز حضورا. كيف تنظرون الى هذه المغامرة الفكرية؟

 

ما زلت أتغذى فكريا من مجلة العلوم الإنسانية التي أجدها ثرية للغاية. إني أتبنى الكثير مما أقرأه. هذا ناهيك عن أني أجد نفسي في مفهوم علم الإنسان Humanologie الذي طوره مؤخرا “فرونسوا دورتيي ” ( مؤسس المجلة ) : أعتبر نفسي صانعا للمعارف التي تبحث عن فهم الطابع المركب للكائنات البشرية.

 

في الأصل الحوار نشر بالفرنسية تحت عنوان Edgar Morin «Nous devons apprendre à naviguer dans un océan d’incertitudes». Propos recueillis par Hugo Albandea, Sciences Humaines N° 3425. (Décembre 2021)،

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات