الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

دع عنك بشاعة الاشاعة ’’أيها المهرج’’ اذا تكلمت في الصورة البلاغة :

ما أرخص دم الفقير          

 في هذا العالم الشرير.

 

 

 

 

عبد العزيز المنتصر/اسبانيا 

 

 

 

 

من حضيض بغيض لليأس إبتغى المعذبون في الأرض رفع الرأس: إجتياز الباب المرصود كان المقصود؛ منذ عام في صمود زحف الحشد المنبوذ إلى الحدود، و كان المراد بلوغ الملاذ، كانت الأمنية على عتبات الناضور بلوغ مليلية المسبية؛ و منذ عام عم الوجوم على التخوم، منذ عام عم المكفهر من الغمام، حتى حل نهارا  قاتم الظلام؛ عام مر على فظاعة ذاك  الوضيع من الإجرام؛  منذ إبتغوا قبل عام الطيران على الحواجز أعدموا الحمام؛ منذ عام من حطام بعض أولائك الفقراء، من لحمهم الحي ما تبقى إلا جيفات ركام.

 

و قد تظافرت في المؤامرة زمرة القمع في المستعمرة بقوات الجورة المأجورة المسخرة، و لكل منهما دور في المجزرة. الحد الأذنى للمساكين المسفوكة  دماؤهم بلغ الأربعين، في عالم العجائب فليبلغ الحاضر منكم الغائب، يا من أمام الإجحاف تحنون إلى الإنصاف، و إلى قسطاس فاضل و فاصل ذو حدين، يقتص من المتسلطين، و يرجع حق المقتول حقين؛ و من غير المقتولين الأربعين مائة من مجهولي مصير يندى له الجبين؛ و ما يقارب الخمسة مائة من اللاجئين، الموصوفين ب: “الأجانب” مطرودين من مستعمرة  “الأرانب”؛  بشماتة و عدوان، في ذل و هوان، سحلوا إلى الجهة المقابلة من الحدود بأسا، كأنهم ما كانوا جرحى باكين يأسا، على عتبة الإنعدام؛ و يقال أنهم جرروا حتى الجثث ذون إستحياء، كي لا يتحملوا أبسط نفقة لدفن أي من“الغرباء”، في قبر جماع للأرقام.

 

 

و ما زال الآمرون بالقتل و السحل، بالنفي و التعذيب و التغييب، من الجهتين من الحدود، من القابضين على الأعناق هنا و هناك، ما زالوا يربعون الخاصرة على الأثيرة من الكراسي الغادرة، بينما جثت الضحايا الهامدة ما زالت قابعة بعد عام في ثلاجات الممات الباردة.

 

 

و أضحت من قسوة التنكيل مجهولة الهوية جثة كم قتيل، و ما أصبح المحيا المهشم إلا بقايا، ممحية المزايا، من شر الركلات، و الضرب بالدروع و الهراوات، و المغالاة الفائقة في إستعمال القنابل الخانقة؛ قساوة الفتك الوحشي دون إحترام إنسانية أعراف، أو مراسيم، أزالت من بعض الوجوه المكسورة كل التقاسيم؛ ضراوة خبط الرؤوس إقتلع الحياة من النفوس، فهل ولدتم من أمهات أو بهائم، أيها الوحوش؛ و من اليقين أن الكثيرين من الفلول، من فصيلة جنوس البوليس للحاكمين عميلة، لن يروعهم فعلهم المهول، و حضيض النزول، بل ستيهمون، و يجرمون من يتجرأ  في وجوهوم على أن يتهمم بما يقول؛ عندما يشير إلى القمر أصبع الحكيم ينظر إلى الأصبع الأبله العقيم؛  فلن تستحي أبدا هذه العصابات الرسمية المسعورة من أفعالها المأمورة، و المأجورة.

 

 

يالها من بشاعة، شناعة الفعل قي السحل و القتل، تارة بمعونة مجنونة من خسيس المستعمرين، و طورا نيابة عنهم، وتقاضي مقابل ثمين، فكيف بعد ما سميناه إسقلالا نعود لهم خبيث خفر حدود دركيين، أي درك أسفل هذا يا مجرمين، و كأن دماء مقاومينا أضحت ماءا هباءا، كيف هم و أنتم تقتلون الإنسان جريحا داميا، ساقطا مرميا،  على الأرض يلتقط أنفاسه الأخيرة باكيا. أي وقاحة لعينة هذه الأفعال المشينة، و السلوكات الهجينة، و إذا ما همكم قرابة عروبة أو إسلام من كان،، إذا ما همكم منهم أن يكون هذا المباد من التشاد، و هذا المدان بالإعدام من السودان، فكيف يهمكم البعد؛، و العطف على أي كان لمجرد أنه إنسان، و هو الواجب في كل مكان.

 

 

تظافر الأنذال في الجنوب و الشمال، و في عالم العذاب هذا أحرار ما زال القتلة الكلاب، يسرحون و يمرحون، دون أذنى عقاب، فأين العدالة في دنيا النذالة، أيها المهرج، كيف تتجرأ على تسمية ذلك العالم المر ب: ”العام الحر”، و الحرية منه براء؛ دع  عنك المزايدة الرخيصة إلى أبد الآبدين، و إلى دهر الداهرين، أيها المهرج اللعين؛ أترك عنك الهراء، إخرس مادامت كل التخوم من هنا و هناك مضمخة بالدماء.

 

 

هل أرسم لك الخرائط، أيها المهرج المنغمس في الغائط، هل أظهر لك الشرائط، كي ترى بأم عينيك كيف كانت بعض كلاب السلطة بالغة في الوحشية، يتنقلون بين الأجساد المرمية، في إفلاس أخلاقي يتحسسون الأنفاس، في كل ضحية، و إذا رأوا أنه ما زال حيا يوجهون له الضربة القاضية.

 

 

و لحد الآن، بعد عام مسخرة هي التحقيقات في وليمة الإجرام؛ لا من حسيب، لا من رقيب على قاتل الغريب؛ إبعد عني أيها المهرج الخنزير في المواهاة خنجرك الحقير.

 

 

ما أرخص دم الفقير في هذا العالم الشرير.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات