قلعة السراغنة :
عندما يحول الفساد المستشفى الاقليمي’’السلامة’’ إلى أطلال
البدالي صافي الدين/المغرب
لا يختلف إثنان على أن الوضع المأساوي الذي أصبح عليه مستشفى السلامة الإقليمي بقلعة السراغنة لم يعد يطاق. لقد تحول من مستشفى كانت له من قبل الريادة في الاستقبال و العلاج وتتبع حال المرضى، حتى أصبح قبلة مرضى من الأقاليم المجاورة، الى مؤسسة تتاجر في الأرواح و المرضى.
لقد تحولت بناياتها إلى أطلال بفعل الفساد الإداري و المالي و عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، و بفعل الموقف السلبي للسلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة، المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة والمجلس الإقليمي لإقليم قلعة السراغنة والمجلس الجهوي لجهة مراكش آسفي. إنه موقف يظل غير سليم أمام تزايد تردي الأوضاع لهذا المستشفى الذي تحول إلى محطة نقل لسيارات الإسعاف الخاصة والجماعية لنقل المرضى الوافدين عليه الى المصحات الخاصة بمراكش التي ربطت علاقات مشبوهة مع أصحاب هذه السيارات في غياب أية مراقبة أو محاسبة .
إن ما يقال عن حالة المستشفى الإقليمي لقلعة السراغنةفي السر والعلن، هي أقوال صحيحة، لأن أبطال هذا الوضع أبطال سلبيون الذين في الغالب لا يظهرون كثيرا، حتى لا تلتقطهم عيون الناس، لأن ضحاياهم عديدون من مرضى و من أطباء شرفاء و ممرضين و ممرضات أوفياء لشرف مهنتهم النبيلة تحتاجهم مهنة الصحة والاستشفاء.
لقد سبق للفرع الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام أن طالب في عدة بيانات له بالكشف عن تقارير لجان التفتيش التي زارت المستشفى وكذلك تقرير المجلس الأعلى للحسابات .كما ظل المواطنون والمواطنات يترقبون حلولاً جذرية لمشاكل هذه المؤسسة وإعادة تأهيلها لتكون في مستوى طموحات الساكنة. لكنه يبدو بأن هناك سياسة الغدر التي تسعى إلى تركه على حاله ليظل بمثابة مجال لكسب الثروة على حساب المرضى وتحويل ماليته إلى الجيوب، لأن آلية المراقبة والمحاسبة أصبحت في بلادنا منعدمة، و وزارة الصحة غائبة بل نائمة حتى أصبح يشكو من الغبار التراب في مداخلة وبين جدرانه. و هو مظهر يعكس مدى تلاعب الوزارة بارواح المواطنين و المواطنات.
إن أخطر ما يصيب البلاد هو إصابة مؤسساتها الصحية التي تضمن للناس العلاج و الوقاية من الأمراض الفتاكة.إن البلد الذي يترك صحة المواطنين و المواطنات في أيدي ابطال الفساد الإداري و المالي و الأخلاقي و في أيدي السماسرة في أرواحهم عليه ان ينتظر سخطهم، و عليه أن ينتظر تراكم عوامل التخلف و الاستسلام لضباع المال الحرام لتأكله ، ذلك بأن عقل الدولة السليم في جسمها السليم.