الدكتورة جميلة كزير تنشر كتابا قيما عن ابن عربي
بقلم د. عبد الخالق النجمي – غرناطة
صدر مؤخرا عن دار أبي رقراق بالرباط ضمن برنامج مسارات في البحث مؤلفا جديدا عن حياة وأعمال ابن عربي المرسي بعنوان “الخطاب المقدماتي عند الشيخ الأكبر. مواقع النجوم ومطالعة أهلة الأسرار والعلوم نموذجا (الاشتغال والدلالة والوظيفة)”، ويقع الكتاب في 194 صفحة منقحة ومبوبة بهوامش، وقد ألفته الدكتورة جميلة كزير، خريجة جامعة محمد الخامس بالرباط.
وترتبط إشكالية هذا العمل القيم بقواعد صناعة التأليف وطقوس الكتابة عند ابن عربي ورهاناتها المنفتحة على عوالم معرفية متباينة وقضايا وإشكاليات مركبة ومعقدة، وشكلت فضاء خصبا لمناقشة مقولة العقل في الفكر الإسلامي وبنيانه ومرجعياته النظرية والفلسفية والاديولوجية.
وتقول الكاتبة جميلة كزير في مقدمة كتابها: “إن الاهتمام المتزايد بالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي الحاتمي في الأوساط الأكاديمية وغيرها من الدراسات الباحثة في القضايا الأكبرية، يرجع بالأساس الى علو كعبه في التأليف”.
وينقسم الكتاب إلى ثلاث أجزاء، حيث يتطرق الباب الأول للمفاهيم، كمفهوم الخطاب والمفاهيم المؤسسة لخطاب المقدمة، علاوة على مواقع النجوم ومطالعة أهلة الأسرار والعلوم، بينما يتحدث الباب الثاني عن طريقة تشكل الخطاب المقدماتي عند ابن عربي، وكذلك المتلقي ومعيارية التقبل عند الشيخ الأكبر ومصوغات التأليف بين الإلهي والإنسي، ومنهج تبويب الكتاب، بينما الباب الأخير فقد خصصته الباحثة للخطاب وطقوس الكتابة، حيث تتطرق لموضوع معراج الذات الكاتبة وزمن الكتابة وكتابة الزمن.
وختمت الدكتورة كتابها هذا بقائمة من المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في كتابة هذا العمل القيم والفريد من نوعه في العالم العربي، وقد حضي الكتاب الجديد باهتمام القراء عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويقول الناقد المغربي الأستاذ المعانيد الشرقي ناجي: ” ولعل القراءة التي سأقوم بها ستنصب على البعد النقدي في فلسفة ابن عربي وكيفية تشكيل خطابه النابع من البعد الصوفي العقلاني بعيدا عن الخطابات الأسطورية الملفوفة بالجهل المقدس قريبة من عقلانية التصورات والأفكار التنويرية …كما هو خط تحرير الكتاب من لدن الدكتورة جميلة كزير التي عودتنا بعمقها الفكري والأدبي، حيث تنهل من أصول أمهات الكتب لوضعنا أمام أصالة المنتوج الكتابي الرصين”.
محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، أحد أشهر المتصوفين السنة وأحد علماءها، لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفية “بالشيخ الأكبر” ولذا ينسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان الكريم عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون