الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الدولة والهوية !

 

 يوسف بوستة/المغرب

 

تطورت الدولة في المجتمعات العربية وتشكلت في خضم النزعات الإمبراطورية التوسعية التي عرفها المشرق والمغرب على حد سواء، ورغم التطور الذي احرزته الحضارة العربية الإسلامية في الفكر والفلسفة والطب العلوم والرياضيات والعمران في جميع مناحي الحياة العامة، وتلاقحها بالحضارات الانسانية حتى شكلت منارة للحضارات اللاحقة، الا إن ما عرفته في مرحلة تغييب العقل وتبخيس للفكر نتج عنه تقهقر وفشل دريع في جعل كل أنماط الإنتاج السائدة والملل والنحل وغيرها، تنصهر جميعها لتؤسس الدولة القومية الحديثة، مما جعلها تعيش عصر الانحطاط وسقوط البلدان والشعوب العربية في كنف الاستعمار بمختلف أشكاله، وتعمقت معه وبه آليات الاستبداد والتخلف.

 

وبالرغم من المد الثوري الذي جسدته الحركات التحررية طيلة قرن ونيف، وظهور تجارب دول قومية في عدة بلدان مختلفة، فإنها هي الأخرى قد فشلت في إنجاز مهامها التاريخية، الشيء الذي سهل وما يزال استمرار الاستعمار الجديد في فرض سيطرته وهيمنة في الوطن العربي، بل ويتم تكريسها اليوم مع تصاعد حدة النزعات الطائفية والقبلية والعرقية واللغوية بشكل غير مسبوق، ويتم تغديتها بفكر متحجر وثقافة سياسية نكوصية تتقمص شعارات الهوياتية الضيقة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مدعومة من أنظمة استبدادية مسايرة أحيانا ومعارضة أحيانا أخرى من اجل ديمومة التسلط والقهر الأبدي.

 

هذا ما  يعقد مهمة التحرير والبناء الديمقراطي للشعوب والأوطان على قاعدة المساواة بين الأعراق والاجناس والثقافات بغض النظر عن الجنس أو الدين أو النسب، وهذه هي مقومات الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة المواطنة والحداثة، لأنها وحدها وفي ظلها يمكن أن تتصارع التصورات والايديولوجيات بشكل ديمقراطي بناء.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات