قراءة أولية للإنتخابات المحلية بكتالونيا

رضوان الأحمدي/اسبانيا

أسفرت الإنتخابات المحلية عن نتائج متوقعة،فقدان حزب اليسار الجمهوري الكتلاني لمقاعد في بلديات كثيرة نظرا لتذبذب رؤيته و لانزلاقاته التصورية، لم يعط جوابا لعدة اسئلة طرحت و بالحاح. الصورة الثانية التي استنبطناها هي اعادة الحزب الإشتراكي لسطوة حضوره التمثيلي بتصدره قائمة الأكثر انتخابا ب 710.000 بينما الحزب اليساري الجمهوري لم يحصل الا على 520.000 صوت، رغم ان هذا الأخير بمقارنة مع الحزب الاشتراكي الكتلاني (PSC) غطى اكثر من 800بلديات بمرشحيه من أصل 947 بلدية تشملها كتالونيا ، بينما الحزب الإشتراكي الكتلانيPSC لم تشمل تغطيته الا ل 592 بلدية. وهذا ظفر ممتاز.

الجديد الذي افرزه واقع الإنتخابات المحلية هو حضور و بقوة لحزب فوكس الذي انتقل من حيث التمثيلية ، من ثلاث مستشارين الى 124 مستشار ا. حزب فوكس تغلغل في مدن التي تعرف غلايان من حيث تعثر سياسة التعايش و وجود كثلة غير مستهانة بها من تجمعات غير جنيسة ذات أصل أجنبي ،و نخص بالذكر التكثل المغاربي أو بما يسمى هنا بالمورو.

استعمل الحزب اليميني المتطرف قضية الوافدون الجدد لزراعة الخوف و لتمرير خطابه السطحي عملا بالمثل الذي الشخص الخائف من السهل ان تسرق منه محفظته النقدية بدون مقاومة تسجل ، لان بث الخوف في نفوس المواطنين لا يكلف مجهودا و كلفته اللوجستية بخسة ، فقط ان يكون للشخص الجرأة الإستهتارية و النية القصدية في ان يبرز الافتراء كبديهة ،متوسلا الإيحاء التنويمي )( la astucia sugestiva ) مخاطبا الجانب الوجداني للناخب لتحصل على ما يريد . حزب فوكس عرف كيف يحكم استراتيجيته السياسية، نسج خطابا لهموم المواطنين مفتريا الصدق و الشرعية .

فوكس حزب انتهازي، يتلون، و يلغي صفة الجدية في كل توجهاته ، مصوبا عينه تجاه اهداف توسعية احتيالية و جوارحه تنادي بالسلطة و الهيمنة تقويضا للعبة السياسة القائمة على مباديء التدبير الديمقراطي الحاضن للتنوع و الاختلاف الإيديولوحي ضمن توافق تشاركي الذي يعطي للمواطنة الحق الأوفر .لنحترز مليا ولنتأهب لما هو أسوأ….