الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

القطرة التي قد تفيض الكأس

 

 

ثريا الطاهري – المغرب

 

يمر الإنسان بظروف غير متوقعة، وقد يملك احيانا من القوة والقدرة الهائلة ما يجعله قادرا على أن يتحمل كل اوزارها ، واحايين أخرى قد لا يتحملها. كما انه في الكثير من المرات يجد نفسه غير أبه بما يدور حوله فلا يأخد اي موقف من الكلمات التي تمطرقه ولايتعصب من التفاهات التي يجد نفسه في دائرتها – رغم أنفه – ،وعطفا عليه فانه لاينتبه لكل تلك التراكمات ، الامر الذي يجعله قاسيا رغم لين قلبه وحسن أصله وتربيته . وتتوالى تلكم التراكمات لتصير جبالا من الهموم تجبره – طواعية – على الانكسار . وقد تأتي – والحالة كذاك – أي مشكلة هينة منضافة الى مشاكله ، فتكون سببا في ركوبه دوامة الانهيار الطوعي ، وبذلك تكون هي القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقال .

 

 

ويبقى التغيير الذي يطال مشاعرنا ، سببه ولوج دوامة التراكمات المتتالية التي تتحرك وفق متوالية هندسية حدها مضاعف . ولعله المتحكم في دورة الحياة فهذه الكأس لا تمتلئ من نقطة ماء واحدة ، وتلكم الشجرة لا تسقط من ضربة فأس واحدة ، فالمسؤول الاول والاخير عن كل تلك التغيرات والهزات هي التراكمات وعدم المقدرة على تحمل الكثير من الأحداث ،وتوالي ضرباتها .

 

 

وتأسيسا على كل ماتقدم لامندوحة لنا من القول بضرورة احترام كل الفرص المتاحة لتجاوز كل التراكمات التي تكون بمثابة الضربات القاضية على ارصدة الغلاوة والمحبة والاهتمام الطوعي ، والتي تسهم في كسر أمتن العلاقات الإنسانية، وتجعل أمر تقدير المسؤوليات – بواجباتها وحقوقها – أمرا ملغيا ، ومعاملة الاخر وفق منظومة الكرامة – باعتبارها اسمى مظلة حقوقية – أمرا ملغيا من اساسياته .

 

 

وختامها اجدني- طواعية – مصنفة ضمن خانة دعاة الاحتكام الى قيم ومباديء المواطنةوحقوق الإنسان ، والمتابعين بها باعتبارها السبيل الوحيد لنعيش جميعا في امن وطمأنينة وسلام تام ، قادرين على تعلم العيش مع الاخر رغم اعباءالحياة وضغوتاتها اللامتناهية .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات