الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الذكاء الاصطناعي و حماية المعطيات.

 

 

بقلم : محمد أمين صالح

خبير الشؤون الإدارية والقانونية

 

ذكاء و حماية، خليط يبدو للوهلة الأولى انه سلس و انسيابي و طبيعي، لولا عنصر “الاصطناعي” و عنصر “المعطيات”، اما هذا الخليط فهو معقد و غير طبيعي ما دام سيكون رهينا بالخوارزميات و التحكم الآلي و الدرويدي droide robotisé, الذي سيكون أول الأمر متحكَّما فيه، ثم بحكم امتياز التطور و التفوق التكنولوجي، سيصبح مركبا و مؤهلا لدرجة تسمح له في ان يتحكم باستقلالية تامة بكل قراراته و تحاليله المضبوطة و الدقيقة تمام الدقة و التميز.

 

سبق لنا تقديم عنصر بسيط من هذا السجال الحديث بحداثة عناصره، بمقالتنا السابقة حول شبح تقنيات المعلوميات shadow it المنشورة الكترونيا بعدة منصات.

 

إن تميز البشر بعقله و ضميره كضامن للسر و المضمون و الكيان منذ الأزل، يواجه حاليا خرقا و تعسفا و تسلطا لا مثيل له وفق تحليل دقيق و مفصل للتصرف البشري المحتمل و للعناصر التكوينية لهذا التصرف، لا سيما المعطيات الخارجة و المُنتَجة من خلال هذا التصرف و التي نُجملها في كلمة واحدة تسمى شخصية بمفهوم قانوني و اكاديمي شامل.

 

 

تبسيطا لما سبق، نعتقد أن المستقبل سوف يحمل في طياته ما يلي،

– امام تقبلنا الحالي لعرض معطياتنا الشخصية دون تردد على مختلف المنصات الالكترونية، و نشر تفاصيل كثيرة عن حياتنا اليومية كمفهوم شامل مهني و شخصي و بالتالي مجتمعي، نعتقد ان المعطيات الشخصية بمنظورها المعاصر لن يعود لها قدسية و لا قيمة مستقبلا.

– سيصبح الذكاء الالكتروني مهما في حياتنا اليومية لدرجة ان المعطيات الشخصية لن تعود سوى عنصر بسيط و جانبي ضمن شمولية العلم و العمل كمجالين يضمنان استقرار المواطن في تمدرسه و شغله و صحته داخل المجتمع.

– اما التشريع و القانون فسيكونان لا محالة مواكبان لهذا التطور و سيكون عليك لزاما الادلاء بكافة معطياتك الشخصية الخاصة دون تردد لمختلف المراكز داخل و خارج مجتمعك من أجل تقاطعها مع المعطيات الشخصية العامة و تمكين الذكاء الاصطناعي من تحليل و تركيب و تنقيط و تعليل و التكهن بدقة بحالتك الصحية و العلمية و العملية، لغاية الكمالية و السيطرة التي لطالما حلم البشر بها منذ افلاطون و الفرابي و توماس مور و غيرهم، فيعود مصطلح يوتوبيا للواجهة مرة اخرى، أو المجتمع الذي يعيش أفراده حياةً مثالية.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات