الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

القناة الثانية المغربية و برامج التفاهة، إلى متى ؟؟؟

 

البدالي صافي الدين/المغرب

 

كلما فتحت التلفاز و اخترت القناة الثانية 2M عساني أجدها قد غيرت من نهجها الإعلامي الذي ظل يزداد ضعفا إلا و اخدتني الحسرة من جديد ،لأني أجد نفسي أمام قناة لا تغدي العقل ولا الروح و لا تغني الفكر ،بل تجدها تقتل كل ما بقي في المجتمع المغربي من روح فنية و ثقافية هادفة و من أخلاق اجتماعية و من قيم إنسانية ،بدءا من السهرات التي هي عبارة عن لغط و” دردكة” و عن تدني مستوى الأداء و التنشيط فتكون بذلك مضيعة للوقت و هدر للمال العام ، إلى المسلسلات و النشرات الإخبارية التي لا طعم لها و لا تؤدي و ظيفتها الإعلامية كما هو متعارف عليه إعلاميا عالميا.

 

إن ما تقدمه هذه القناة، التي تتغذى ميزانيتها من مال الشعب، إلا المرارة في التلقي و التفاهة في المشاهدة حتى صارت تغدي البؤس الثقافي و الفني. لقد أصبحت برامجها الإعلامية و الفنية تفوح منها رائحة الرتابة و الروتين، فعلى مستوى تقديم النشرات الإخبارية فهي لم تعد تسمن ولا تغني المتتبع بأخبار العالم و ما يعرفه من تطورات ومستجدات على مدار الساعة، بل تحولت نشرات الأخبار إلى حوارات جافة و متكررة و لا تضيف للمشاهد أي شيء يذكر، بل يتبين بأن المذيعين و المذيعات و كأنهم في قفص حديدي لا يمتلكون القدرة على الحركة أو إعطاء القوة الإخبارية و التواصلية للنشرة.

 

هذا ما جعل الكثير يحولون الموجة في اتجاه قنوات أخرى تتميز بالمهنية و بالسبق و تستقطب المشاهد و تشده اليها حتى يرتوي أخبارا و برامجا ثقافية ذات مستوى رفيع من حيث المضمون و المستجدات العلمية.  أما مسلسلات الخردة التركية التي تقدمها هذه القناة فهي عبارة عن استعراض لمشاهد متكررة و لوجوه تتصنع التمثيل، مما يكشف عن ضعفها و ضعف السيناريو و الرداءة في الإخراج و عن مستوى التصنع في محاولة لاستمالة المشاهدين.

 

إن ما تعرضه قناتنا الثانية 2M من مسلسلات تركية هو ترويج لثقافة الميوعة و ردم ما تبقى من قواعد أخلاق الأسر المغربية . إنها تقوم بخدمة خطيرة الأهداف و المرامي من شأنها زرع الميوعة الإعلامية و الثقافية ،بدل أن تساهم في التوعية الحقيقية و التربية على الذوق الفني السليم بتقديم أشرطة و مسلسلات ذات قيمة أخلاقية و إنسانية و اجتماعية و علمية ، لأن مجتمعنا أصبحت تتقادفه تقاليد عمياء و سلوكات غريبة عن حضارتنا المغربية العريقة المتميزة و عن هويتنا الوطنية .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات