الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

كوني عطرا ينعش القلب والذاكرة سيدتي

 

ذة /ثريا الطاهري – المغرب.

 

أعدي لنفسك فنجان قهوة، أو كوب شاي منعنع ينعشك، واستمتعي بكليهما حتى الرشفة الأخيرة بدون أن يكسرك أي غياب ، فالمكسور لا بد أن يتناثر قطعا ،تخدش الارض ،لكنك تبقين دائما قطعة واحدة موحدة ، وإياك أن تصدقي قولهم بأنك كبرت وتحبسين روحك في إطار جسدك ،فما العمر إلا سنين متعاقبة تتوالى معها الهزات والضربات ، بينما القلب والروح لا يشيخان ولا تشيب معالمهما ، وانفضي عنك رداء الخمول، وانتفضي محلقة ،سابحة في ملكوت التفاؤل ،يحدوك الأمل والرغبة في الانبعات والحياة من جديد وكأنك طائر الفينق الذي يولد من جديد ،واختاري بكل دقة وعناية من ستزرعينهم في قلبك ، تاركة لهن/لهم فرص استدامة النمو والتفتح فيعم اريجهم كل المساحات التي تواجدين فيها ومن خلالها.

 

كوني – سيدتي – كل الحقيقة والصفاء والمصداقية بعيدا عن أي رياء اجتماعي وعبري عما يسكنك من مشاعر وأحاسيس واحتكمي الى عقلك الباطني ، دون ان تخشين لومة لاءم ، ولا تكترتي بماسيقال ،لان الاخر / الاخرين هم جهنم فكوني كما أنت وكفى ، لا تعتذري ولا تبحثي عن إرضاء اي أحد فيكفيك رضى نفسك على قناعاتك ، وعندئد فان من يريدك لن يرى إلا أجمل مافيك ولا تجري – ابدا – وراء إقناع الآخر، واجهي، وتحلي بالعزيمة والمصداقية وإمضي في دربك صامدة، فمن يريدك سيتمسك بك لامحالة، وقولي مع عميد الاغنية المغربية الموسيقار”عبد الوهاب الدكالي”: ( هاذي يدي ممدودة ، مدي يدك ….. ) ،ومن ترك يدك الممدودة إليه فما ذاك الا من قباحة عقله وغباوته، فالسفينة التي أنت ربانها ستحمل ركابها الاصفياء وتنطلق في اتجاه الأمل التجميعي والغد المشرق الوضاء ، تمخر عباب الأحداث ، دون ان تبالي ضربات الزمن وتمضي لوجهتها يحدوها الامل في غد أكثر اشراقا وضياء .

 

وإياك أن تسمحي لأي كان أن يسرق منك ثقتك بنفسك اواعتزازك بهويتك ،فأنت الشموخ عينه ، والصمود كله ، وكيف لا سيدتي وانت الكائن الذي نهل من علو الاطالس وصفاء المتوسط ، وثراء المحيط ، واناقة الزي المغربي الاصيل، و طيبة وطعم الأكل الشهي ، وتأسيسا على كل ذلك ، وعطفا عليه فأنت الخير كله.

ارفعي لواء الالق واعلني عن كينونتك بابتسامة حقيقية ،حتى وإن اختنقت دواخلك بالأسى او الالم والبكاء ، وارفعي لواءات التحدي والصمود في وجه كل الاعاصير والخيبات ، وكوني قادرة على لملمة حطامك المتناثر جيئة وذهابا بين زوايا العتاب وتجاعيد الغياب، وسطور العتاب، كوني سيدتي امرأة ترمم ذاكرتها لتنتعش، وتحفحف اشجارها لتثمر ويكثر عطاؤها ، وارتدي آلامها وكأنك ترتدين الكعب العالي ،فرغم أنه مؤلم فهو يزيدك اناقة وجمالا، لتنبعثي من رمادك كالعنقاء، وتتجدد دورة حياتك ووجودك ،رغم انوف الاخرين .

 

ابتسمي وكوني امراة كالربيع يعطي للحياة مذاقا مختلفا عن طعم أيام الشتاء البارد ، كوني كالشمس تشرق بنزق يشبه الجنون وهي تستعرض أشعتها وتضفي على الأجساد ألقا وعربدة هي في حاجة ماسة إليه، اصمدي وحاربي ففي الحياة تقاطعات حبلى بالمسرات الكثيرة والمتنوعة، واعطي لنفسك حق التمتع بها ، بدءا من قهوة الصباح وانتهاء بلمة الأهل حول المائدة أو المسامرة الليلية ، فبين المتعة الاولى والأخيرة يحضر كفاحك المستمر من أجل العيش والصفاء والمحبة الصادقة، والدود عن القيم التي تشبعت بها في مسيرتك الحياتية ، حتى تعطي لحياتك معنى وبعدا يجعلانك اكثر فاعلية ومصداقية .

 

عيشي بطريقتك الخاصة ، واحرصي على ان لا تؤذي قلبك وإن لا تغيري طبعك بهدف ارضاء الاخرين، ولا تستسلمي أبدا، وارفعيه الشعار القائل : (قاوم ولا تستسلم ابدا ) ولا تتصنعي لتنالي الرضى، ولا تسمحي لهم/ لهن أن يسحبوك لعواصفهم ابدا ، وكوني دوما أنت اقوى من ان تنكسري، بل اعملي على جذبهم لهدوئك، وكوني كالبصمة لا تشبه أحدا، فمن يقدرك سيمنحك حق الإختلاف وشرعيته ،لأن هذا الحق وكما يقول الدكتور ” علي اومليل ” في كتابه المعنون ب”في شرعية الإختلاف ” (أن الحق في الاختلاف الذي يعنينا هو ذلك الذي يعتبر شرطا اساسيا لمطالب التعددية و الديمقراطية وحقوق الإنسان ) ويبقى هذا الحق بعيدا كل البعد عن اي إقصاء منهج، أو إلغاء مجاني.

 

ضعي ألمك جانبا وتحدي الاخر وخوضي غمار الحياة وكأنك غصن يانع مهما انحنى لعصف الرياح والعواصف لابد ان يعود لاستقامته وطراوته ، ويينع دون أن ينكسر. تعلمي من خدوشك وانكساراتك ومن كل ما بقي منك لتكوني أرضا معطاءة ، تثمر بعد كل انحناء أو سقوط ، كوني شامخة كالصنوبر، مورقة كأغصان الليمون، متفردة كأشجار الأركان، وحتى في غياب الشمس تعلمي أن تنضجي في جليد الأطلس. وإذا تعالى عليك أي كان ، فقابليه بالتناسي و الاهمال والتغافل قبل التخلي . وإذا ما حدث واستعصى عليك قلب ما فكفي عن وصاله، ،واذا جار عليك الولد إدعي له بالهداية، ولاتحزني أو تقنطي فربك يقول:(باسم الله الرحمان الرحيم فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) أما اذا تغير عليك أحد فامنحيه نسيانا كانه لم يكن وانتهى.

 

ابتسمي ولا تكترثي، إملئي دنياك وردا واسلكي طريق التفاؤل والرضا، وكوني نقطة ضوء في كل بركة سوداء، كوني سيدتي امرأة بقوام قصيدة لايقراها إلا الفصيح، واجعلي من حياتك قصيدة جميلة، وابتسمي ملىء فمك وحرري مبسمك نكاية فيمن غابوا وانتقدوا و….و….و….. وتتعدد هذه الواوات و اصنعي حياتك بنفسك، وحافظي ووثقيها كل الذكريات ولا تنسي أن تأخذي معك في رحلتك هذه قلب الطفلة التي تسكن دواخلك وأنت تكبرين، تعلمي التفكير بالألوان وسترين العالم بشكل مختلف، لن يوقفك اي شيء وتابعي تحليقك وسيرك بالدوس على كل الجراح و الآلام و اظهري للجميع أن شموخك و انت الطيبة و الأصلية و الانسانة الابية بحق والناهلة من احواض الديقراطية ،المؤمنة بقيم المواطنة في بعدها الشمولي، الدعاية الى مشروعية التعدد وارساء مبدأ الحق في الاختلاف وتقدير واحترام الاخر . كل ذلك حتى لا تنكسري وتختارين لقلبك مايليق بسمو مقامه وتطلعاته.

 

ثريا الطاهري .طنجة في 14 ماي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات