على هامش المؤتمر 39 للحزب الشيوعي الفرنسي
د.شرف الرفاعي/فرنسا
أسدل الستار عن فعاليات المؤتمر 39 للحزب الشيوعي الفرنسي الذي عقد بقصر المؤتمرات بمرسيليا جنوب فرنسا أيام 7- 10 ابريل 2023، حضرته فعاليات يسارية فرنسية وأجنبية نظراً لعلاقات الحزب الشيوعي بالقوى الديمقراطية واليسارية في كل بقاع العالم، وهذا ما يؤكده حضور هذه الفعاليات المتعددة كل سنة في حفل الإنسانية الذي ينظمه الحزب في قرية العالم في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
لقد تم إعادة انتخاب السيد Fabien ROUSSEL ككاتب وطني لعهدة ثانية، وكذا انتخاب مجلسا وطنيا غابت عنه أسماء وشخصيات وازنة كالكاتب الوطني الأسبق Pierre LAURENT على سبيل المثال، وللإشارة فقد تم إعادة انتخابه أيضا كبرلماني عن الدائرة الانتخابية 20 لشمال فرنسا وهو الذي خلف عمدة مدينة Saint Amand les eaux, Alain BOCQUET الذي كان رئيسا لفريق الحزب بالبرلمان.
عقد هذا المؤتمر في ظروف دقيقة تعيشها فرنسا، تميزت بالخصوص في رفض غالبية الشعب الفرنسي لتعديل قانون التقاعد الذي لازال الحراك من ظأجله مستمرا من خلال الإضرابات ، الاعتصامات ، الاحتجاجات والتظاهرات حتى يستجيب رئيس الدولة إلى مطلبهم القاضي بإلغاء وسحب هذا القانون.
هذا المطلب تسانده كافة الأحزاب السياسية اليسارية والديمقراطية، النقابات المهنية عبر تنسيقيتها التى تضم أكبر النقابات تمثيلية، وكذلك المنظمات الشبابية والمجتمع المدني، ولحدوظ كتابة هاته السطور لازال رء=ئيس الدولة متشبتا بقراره.
عقد هذا المؤتمر أيضا بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى حصل عليها مرشح الحزبعلى 2,28 بالمائة بعد غياب طويل منذ ترشح السيدة Marie Georges BUFFET للانتخابات الرئاسية، وحصل الحزب على 12 مقعدا برلمانيا خلال الانتخابات التشريعية بحيث استطاع تكوين فريقا برلمانيا بمساعدة برلماني الأراضي خارج البحار.
بمناسبة هذه الانتخابات التشريعية تم تأسيس NUPES ، هذا التحالف الذي يضم إلى جانب الحزب الشيوعي الفرنسي، كل من الحزب الإشتراكي الفرنسي، حزب الخضر و فرنسا الأبية، هذا التحالف سيخوض معارك ضارية داخل البرلمان لإسقاط قانون التقاعد الذي فرض دون اللجوء للتصويت عبر المادة 49-3، هذا الى جانب محاولة الإطاحة بالحكومة عبر ملتمس الرقابة.
قبل انعقاد المؤتمر طرحت على المناضلين الشيوعيين الملتزمين بأداء واجب الانخراط، أرضيتين للتداول والنقاش والحسم، وقد فازت الأرضية المقدمة من طرف القيادة الحزبية بالأغلبية المطلقة 82 بالمائة وهي التي اعتمدت كأرضية مشتركة خلال المؤتمر للتعديلات والاضافات، وحصلت على 80 بالمائة لتصبح بذلك الأرضية التوجيهية للحزب.
للتذكير، يعتبر الحزب الشيوعي الفرنسي من أعتد الأحزاب السياسيه الفرنسية وقد تم تأسيس نواته الأولى بعد انشقاقه في مؤتمر TOURS سنة 1920 عن SFIO الفرع الفرنسي للأممية العالمية، ثم الفرع الفرنسي للأممية الشيوعية، ثم بعد ذلك حمل إسم الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1943, و من أبرز زعماءه Jean JAURÈS et Georges MARCHAIS.
