الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

قصيدة : قارئةُ السَّماء

 

بقلم عبدالحق بن رحمون – المغرب

 

 

بِدائِـــرةِ الوُجـــودِ سَـــماؤُنا
قَريبَةٌ مِنَّا تُحادي جِبالَنا.
على مَــهْــــلٍ أسْــتَــيْــقِــظُ ،
على مَــهْــــلٍ أَنْـــظُـــــــرُ ،
على مَــهْــــلٍ أُقَـــبِّـــلُـــكِ ،
وعلى مَــهْــــلٍ أُعانِــقُـــكِ ،
على مَــهْــــلٍ الْحَـــياةُ جَــمِــيلَــةٌ
نَــسْـتَــنْــشِقُــها مِـــنْ قُــلُوبِ
مَـــنْ نُحِــــبُّهُـمْ
****

مَــطَـــرٌ أنا عَـــلى
قَــلْبِ مَحَـــبَّـــتــِــكْ
أَنْـــهَــــمِــرُ
أُغْــنِــيَـةً تَـــتَـــفَـتَّــحُ
على انْــشِــراحِــكِ
وأَلْـــمَــسُ دِفْء وَرْدَتِـــكْ
****

نَــمْــشــي خَــفِــــيــفَـــيْـــنِ
على زُرْقَة بَــحْــــرٍ .
بَــحْـــرُكِ يَــسْــكُـــنُ في عَـــــيْــنَــيْـــكِ
فتَـــنْــشَــرِحان في أَبْـــدان كَـــوْنِـــكِ
أقــــولُ:
الأرضُ لِـــمَــنْ بَنــاهــا
وغَــــرَسَ فيها وَرْدَتَـكْ
تــكْـــفِـــي نَــــظْـــرَةٌ
لِأَدْخُــــلَ بُـــسْـــتانَـــكِ
يَــكْــــفِــــي الْــمَــشْــيُ
على بِـــساطٍ أَخْــضَــرَ
لتَـــبْــتَـهِـجَ وَجْــنَــتَــاكِ
لِأَدُقَّ بـــابَ قَــلْبِـــكِ
ويُــفْــتَــحَ الــشَّــوْقُ إِلَــــيْـكِ
****

قالَتْ اِبْـــتَــسِمْ
لِأَراكَ
واقِـــــفــــــاً
على بابِ الْحَــضْــرَةِ
****

أنا طَــوْعُ بَنانِــكْ
عَـــلِّمــيــني
كيف أَسْرِقُ مِــنْ آلِــهَــتِـــكِ
قَـــرَنْـــفُــــلاً
يَـــــفُــــــوحُ
بما لا يُـنْــــسَى
****

واقِـــــفٌ أُحَــدِّثُ بَحْــرَكِ
واقِـــــفٌ في صُورَةِ قَـــلْبِـــــكِ
صُورَتُـــــكِ لا تُــــشْبِهُ صُـــوَرَةَ
جَـــبَـــلٍ وَراءَنا
واقِــــفٍ في صَلاةٍ
و لا يَــنْـــفَــكُّ عن التَّــسْبِـــيحِ
وذِكْــــرِ الأَسْماءِ
****

عُــيــونُها
أَقْـــــرَبُ إِلَــــيَّ
مِـــنْ عُـــيُـــونِ
الأرْضِ
و مِنْ بَـــــيــــــاضِ الــــرُّوحِ .
هي أسْـــــرارٌ نَــتَــــلــــذَّذُ
بمَعانِـــيــها والْــعُـــيونُ مُــغْـمَــضَةٌ
تَــقْــــرَأ ما هَــمَــسَ بِـــه الـــــــنُّــــــورُ
***

وَجْـهُـــكِ قِـــبْـلَـةُ صُوفِـــيٍّ
رَآى الــنُّورَ
في فَـــلَــقِ صُــبْـحِــكِ
وأَشْــــرَقَ إلى أَنِ انْــــمَحـــــى
فَـــنَـــمَـــــتْ شَـــمْــــــــسٌ
كَأنَّـــها الشَّـــــوْقُ مَــــبْـثُــوثاً
على خاصِـــــرَةِ الأزلِ .
****

 

هَـلْ أَوْفَــيْــتَ بِما وَعَـــدْتَ
وطِـــرْتَ إلى غُــصْنٍ يَــسَّـــرَ
الأَمْـــــرَ ،
وصِـــرْتَ وَرْدَةً مُـتَــــفَــتِّـحَــةً
في شَـــمْــــسِ الأصِــــيـــــلِ
تَــــبْـــــرُقُ الإشــــــارَةُ
وتَــتَــبَـدَّى الْعِــبــارَةُ
وتَـــــسَــــعُ خُـــيــوطَ الــنُّـــورِ
زَوْرَقــــــاً عـــــابِـــــــراً
****

مِــنْ لَـــحَــظاتِ عُـــمْــــرِي
أَمْـــشـــي إلى غابَـــةٍ بَــعــيــدَةٍ
وأُنــــادِي على النَّـــهْــــــرِ
ونَـــتَـــــهامَـــــسُ
كَأنَّــــهُ سَــــطْــــرٌ
مَكْــتُــوبٌ على جَــبــينِ الأرضِ
كأنّهُ آيــــــةٌ
في سُـــورةِ الشُّــــعـــــراءِ
****

تَــتـــوالَـــدُ لَـــوْعَـــةُ الْــــفِــكْـــرَةِ
وأراكِ في الْمَــــدى
قَــــطْــــرَةً
تَــــنْـــسَكِـــبُ ثابِـــتَــــــةً
في بَـــــياضِ الـــتَّـــجَـــــلِّـــي
وأنـــتِ..عَـــيْــــنٌ واحِـــــدَةٌ
لا تَــكْــفــــي
لِرُؤْيـــــاكِ
****

كَالنَّائِـــــمِ
أَيْــــقَـــظَــــتْــــنِــــــي
وهــــَـاجَ قَـــلْـــبُــــها في الــــفَـــلَــقْ ،
هـــاجَ بَـــحْـــرُنا ونَــــما غُـــصْــــنُ
أَفْــــــنـــانِ مَــــوْجٍ يُـــسَارِعُـــنـــي الخُــطَــى.
أنا الْحائِــــرُ في صُـــورَةِ الْـــقَــــيْــدِ ،
الْهائِــــمُ الْمائِــلُ إلى بِــــساطِ عُــــزلَــتِـــكْ
أَغْـــمَـــضْــتُ عَـــيْــــنِـــــي
عابِـــراً إلى الضّـــفَـــــتَـــــيْــــــنِ..
وما نَــــأيْــــتُ عن أَمْــــــرٍ لِأفْـــــتَـــحَ
مغالِــيــقَ الــــقَـــلَــمِ
وأَسْــلُـكَ سَــبِـــيلَـكِ .
****

أقــرأُ وأتَــهَــجَّــــى النَّـغَـــــمَ..
وأصْــعَـدُ سُــــلَّـمَ
السَّـــــــــــــــماءِ..
سُــلَّــمَ الْمَوْجَــــةِ ..
وأنامُ على بِــساطِكِ الثَّابِــتِ ،
أنا الْحائِـــرُ
الْواصِـــــــــلُ
السَّاكِــــــــــنُ
في دُنْــــــيَـا
الْمـــــــــــــــــاءِ
****

أَيْــقَـظَـتْـــني نَائِــــماً
فَأبْصَرَتْـــنِــــي
أتَـــوَضَّــــأُ مِنْ نَــبْعِــها
وأَتَــــيْــتُــها حافِـــــياً
ودَخَلْــتُها مُــرْتَــدِياً الإِشــــارَةَ
وقالَـتْ: اَلأسْـماءُ الَّتِـي تَعلَّـمْــتَـها
لا تَــــبُـحْ بِــــها

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات