الفينيق ميديا

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

الطب و أخلاق الواجب.

 

 

بقلم خالد بوخش – المغرب

 

عندما نرى ما يفعله بعض الأشخاص بالمغرب و هم يظهرون فعلهم للخير لمآرب شخصية انتهازية يتبادر إلى ذهننا الفيلسوف كانط الذي أسس لأخلاق الواجب العقلانية العظيمة و هو يجرد و ينقذ فعل الخير من كل الشوائب المصلحية و الشخصية و الإنتهازية.

 

الخير بالنسبة لكانط يتم فعله لأنه واجب و فقط؛ و ليس من أجل اكتساب مال أو حظوة اجتماعية أو سلطة أو حتى ما ينجم عنه من إحساس بالفرح أو بالفخر.
فلسفته هذه الأخلاقية تجد أسسها في اعتباره للإنسان كغاية و ليس كأداة؛ بما معناه أن فعل الخير باستغلال ضعف الآخر أو عدم حيلته ؛ هو شر محض و هو استغلال الآخر كأداة و مطية من أجل مصالح شخصية و يضرب في كينونة ذاك الشخص كغاية.

 

هناك من يقول أن فلسفة الأخلاق هذه مثالية و شكلية و لا يمكن أن تنطبق على مستوى السلوكات الإنسانية الواقعية التي تطبعها المنفعة و المصلحة عموما؛ صحيح قول كهذا؛ و لكن على الأقل؛ عندما يتم التشبع بأخلاق الواجب لكانط سيجعل الإنسان يقلص من فردانيته الإنتهازية و ذلك من أجل الصالح العام و الذي سينعكس إيجابا على تطور المجتمع ككل.

 

عندما تقرأ لفلسفة الأخلاق عند كانط و ترى جشع أغلب شركات الأدوية بالمغرب و سلوكات بعض الأطباء الذين ينهشون لحوم البسطاء بدون رحمة و لا شفقة ثم يستغلون واجب العمل ( التطبيب و العلاج ) من أجل مآربهم الشخصية تتساءل : من أين جاء هؤلاء الناس؟ ما التربة المجتمعية التي أنجبتهم ؟ هل درس هؤلاء الأطباء و أرباب شركات الأدوية فلسفة كانط في برامجهم التكوينية أم فقط يكتفون بدراسة الجسد الإنساني تقنيا بعيدا عن شمولية الفعل الطبي مجتمعيا ؟ حيث أن ؛

 

مجتمع دون طبيب متخلق له تكوين عميق بحقوق الإنسان؛ مجتمع مريض، و المجتمع المريض لن يفكر؛ لن يبدع؛ لن ينتج.

 

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات