الفينيق ميديا

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

قَصِيدَة  “مَا عَدَا اللَّهِ و هَجر حبها “

 

 

بِقَلَم مُحَمَّد الوحداني  :

 

 

قُولُوا لَهَا :
إِنِّي عَلَى الْفِرَاقِ مُصِرٌ وَاثِقُ .
قُولُوا لَهَا
إنِّي فِي هَجْرِهَا
لِي سَوَابِقُ !
قُولُوا لَهَا :
إنَّ اللَّه
خَلَق إِبْرَاهِيمَ من أجل سَارَة
و حطمت هاجر بسرها
غارة
أصنام وده
و أنه من أجلها
و أجله ،
أشرقت الْأَقْمَارَ و الشُّمُوسَ و الْأَكْوَانَ
و أتلفت سُعَادُ الَّتِي بَانَت ببينها
و جردت نار قلبها
على جوانبه
من حيث تدري و لا تدري
قطعان مها
تجري
من تحت الرصافة و الجسر
عيون ظن و تيه غزْلَان

 

كَي يخلق رب الْخَلْق الْأَدْيَانَ
و كَي يُحِبُّهَا و أَحِبَّهَا !

و إنَّنِي مُعَذَّبٌ مُغْتَرِبُ
إنْ بَقِيَتْ أَنَا عَلَى هَوَاهَا ،
قُولُوا لَهَا حُبِّي بِالْيَقِينِ فِي غَيْرِهَا و سِوَاهَا .

لَنْ أَسْتَطيعَ قُرْبَهَا فَقَد أرهقني الصَّبْرُ ،
هِي طِينَة فِي النَّاسِ ديدانهم الْغَدْرُ !

تَرَكْتُنَا مِنْ قَبْلُ و الْأَسْبَابُ و إنْ تَعَدَّدَتْ وَاحِدَةٌ
مَا نَقَّى الْمَاء نَسِيمٌ و الأعْمَاقُ فِي الْأَصْلِ رَاكِدَةٌ .

اخبروها إنِّي رَحَلْت أَخِيرًا !
فالشعراء يَتَّبِعُهُم فِي هَوَاهُمُ مَنْ كَانَ حُبُّه كَبِيرًا . . . .

اخبروها أَنَّ الْحُبَّ وَحْدَهُ لَا يَفِي
و لَا يَكْفِي .
و أَنَّهُ لَيْسَتْ كُلُّ النِّسَاءِ غَلِيلَ الشُّعَرَاءِ تَشْفِي !

فَقَد تَعِبْتُ أَعَلِّمُهَا :
إنَّ اللَّهَ فِي سَفَرٍ التَّكْوينِ
فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنْ الْخَلْقِ :
أَبْدَعُ مِنْ صَلْصَالِهِ
فِي مَا مَرَجَ مِنْ الطِّينِ
مَا فَرَّقَ بِهِ بَيْنَ ظُلْمَة بِاله
و سَمَاوَات حَالِه !
و زَيَّنَهَا بِمَقَامَات حنيني ؛
و إِنَّ الرَّبَّ فِي الْيَوْمِ التَّالِي :
بِقُدْرَه الْفَتْق ،
فَصَلَ مَا بَيْنَ مَاء نُور حِبِّي
و مَا أَسْكَنَ فِي صُلْبِ الشُّعَرَاء
مِنْ دُونِ الْأَنْبِيَاءِ
مِنْ نُورٍ الشَّوْقِ ،
و مِنْ أَجْلِي خَلَق سِرًّا حَوَّاء
أُخْرَى غَيْرِ الَّتِي . . .
و أَنَّهُ مِنْ أَجْلِهَا عَلَّمَ النِّسَاءَ
كُلُّهُنّ الْأَسْمَاءَ ،
و عَرَض فَيْضًا السَّمَاءَ ،
كُلُّهَا مِنْ الْغَرْب حَتَّى الشَّرْقِ ،
عَلَى مُدَن قَلْبِي ؛
حَتَّى نَصَّبَ مِنَ أَجْلِ حِبِّي
عَلَى رِيشِ الْعَرْشِ ،
مَكْتُوبًا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
أَنَّهُ مِنْ الْمَفْرُوضِ ،
عَلَى مَنْ تُخْتَارُ عِشْقِي :
أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ فِي الْأَوَّلِ
و تَكْفُر فِي الْحَالِ
بِكُلّ الرِّجَالِ !

و فِي الثَّالِثِ مِنْ يَوْمِهِ :
خَلَق بِأَمْرِهِ ،
مِنْ حُضُورِ حبيبتي فِي أَرْضِهِ
مَا اسْتَوَى عَلَيْهِ بِعِلْمِهِ فِي بَحْرِهِ !

و فِي غُضُونِ الرَّابِعِ مِنْ خَلْقِهِ :
أَنْبَت عَلَى الأخْضَرِ مِنْ يَابِس عُشْبِه
فُصُول رَبِيع و جبالا أَيْنَعَت عَلَى مَدِّه !

و أَنَّهُ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسُ :
طَار الْحَمَامْ
و الطَّيْر بِكُلِّهِ ،
و حبيبتي فِي ظِلِّهِ ،
حَتَّى مِنْهَا اِسْتَحْيَا التَّحْت و الْغَمَامْ ،
إذ عَنْهَا أَسْفَر سِتّارُ الْحُسْنِ و الْكَلَامْ ،
و تَبَدَّى فِيهَا مَا تحجبا . . .
و عَلَى بَاقِي الْخَلْق تَأْمَّرَ و تَغَلَّبَا . . .

قُولُوا لَهَا أَنْ الْأُنْثَى الَّتِي . . .
فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ :
اللَّهَ خَلَقَ عَلَى صُورَتِهِ
أَدَام و حَوَّاء و حَبِيبَتِي بِفَضْلِهِ ،
و الْبَاقِي مِنْ كُلِّهِ ،
هِيَ مِنْ تَسْتَحِقّ أَنْ أَكُونَ عَلَى حَبُّهَا وَ حُبِّه!

أَخْبِرُوهَا إنَّنِي لَمْ اِسْتَرِح فِي سَابِعه :
عَلَى طُولِهِ .
قُولُوا لَهَا إنَّنِي تَوَسَّلْتُ اللَّهَ :
أَن أُخَلَّدَ فِي الْأَرْضِ كَيْ اُكْتُبَ فِيهَا
مِنْ شَعْرِهِ ،
حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ و لَا يَبْقَى عَلَيْهَا
إلَّا كَرِيمٌ وَجْهِهِ ،
و أَكُون أَخِير قَبْضِهِ
عَلَى مُرِّةٍ و حُلْوِةٌ !

فَرُبَّمَا يَكْفِينِي الْخُلْدُ عَلَيْهَا
كَي اُكْتُبْ كَمَا يَجِبُ شِعْرًا و أُحِبَّهَا ،
و صَلُّوا مِنْ أَجْلِي وَ أَجْلِهَا :
كَي نَدْخُلَ الْجَنَّة و أُتَمِّمَ شِعْرِي فِيهَا . . .
إذَا لَمْ يَكْفِ خُلْدِي هُنَا
فَالخُلْدُ لَدَى اللَّهِ :
كَافٍ كَي اُكْتُبَ وَ أُحِبَّهَا !

قُولُوا لَهَا إنَّنِي أُرِيد الْجَنَّة
كَي أَرَى خَالِدًا اللَّهُ فِيهَا
و أَظَل دَوْمًا أُحِبَّهَا !

اخبروها و قُولُوا لَهَا :
إنِّي مُتَنَازِلٌ هُنَا وَ فِي السَّمَاءِ
عَنْ كُلِّ النِّسَاءِ ،
و عَن الْحُورِ الْعِينِ . . .
و الْقُصُورِ . . .
و الْأَنْهَارِ . . . .
و الْأَثْمَارِ . . .
و مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ و لَا إذْنَ سَمِعَتْ !

و عَنْ كُلِّ مَا فِيهَا
مَا عَدَا وَجْه… اللَّهِ
و حُبِّهَا !

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات