الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

من ايحاءات 8 مارس اليوم العالمي للمرأة

 

 

البدالي صافي الدين/المغرب

 

 

في صباح هذا اليوم رزق ابني الأصغر بمولودة واستحضرت المرأة والطفلة في هذا العالم و هو يحتفل باليوم العالمي للمرأة.

 

إنه من المعلوم أن اليوم العالمي أو الأممي للمرأة هو ثمرة نضالات و معارك متعددة و متنوعة خاضتها المرأة منذ القرن 19 عشر وأوائل القرن العشرين في الإمبراطورية البريطانية و في امريكا و غيرهما من الدول الانكلوساكسونية، هي حركات تميزت بالمطالبة بحق المرأة في الانتخابات و في التعليم ومراعاة لظروف عمل المرأة لتكون أفضل، وإلغاء المعايير المزدوجة للمساواة بين الجنسين. كانت تلك موجة أولى للحركة النسوية .و كان عصر التنوير، الذي تميز بالتفكير العقلي العلماني وازدهار الكتابة الفلسفية ، قد دافع عن المرأة و عن حقوقها بما في ذلك جيريمي بنثام (1781)، ماركيز دي كوندورسيه (1790)،و ماري ولستونكرافت (1792).

 

يتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بطرق متنوعة عبر العالم ؛ إذ أن هناك من يجعله يوم عطلة رسمية في العديد من البلدان، مثل الصين وروسيا وكوبا . و كل ذلك تقديرا للمرأة اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا ؛ لأنها كانت الرافعة الأساسية في الاقتصاد الأوروبي، بعد كوارث الحرب العالمية الأولى و الثانية. و لا يزال اليوم العالمي للمرأة في بعض الدول يتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري ؛ خاصة في المناطق التي لا زالت المرأة لم تنل أدنى حق من حقوقها التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة .

 

في بلدنا الحبيب يأت هذا اليوم والمرأة المغربية العاملة لا زالت تتعرض لأبشع الاستغلال في الحقول والضيعات الزراعية و في المعامل و المصانع و في المؤسسات العمومية وشبه العمومية ، نذكر منهن ضحايا الإنعاش الوطني، و ضحايا التحرش في العمل و في الشارع. يأتي هذا اليوم و المرأة المغربية لا زالت خادمة في البيوت بدون حقوق و بدون حماية اجتماعية و لا إنسانية، كما أن الفقر لا زال ينخر جسم أسرتها و جسدها، فتقبل بالعمل في البيوت مقابل أجر لا يكفيها حتى في التنقل .

 

يأتي يوم 8 مارس و المرأة المغربية لا زالت ضحية الكوطا السياسية و ضحية تأثيث المشهد السياسي في الجماعات و في البرلمان بل حتى في الأحزاب و النقابات و الجمعيات، لأنها لم تنعم بالديمقراطية الحقة حتى تكون لها لائحتها الانتخابية مثل لائحة الذكور و حتى تكون لها أغلبية نسائية تمنحها حق رئاسة جماعة ترابية أو رئاسة البرلمان. لأنها أبانت عن جدارتها عبر التاريخ المغربي رغم القمع و الإقصاء الممنهج و التهميش و الاستغلال .

 

تحية وتقدير وإجلال للمرأة المغربية، الأم والمربية و المكافحة و العاملة و المقاومة و الأستاذة و الكاتبة و المحامية والصحفية و الطبيبة والممرضة والمهندسة و الجندية و الدركية و الشرطية بمناسبة هذا اليوم الأممي .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات