الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

سنتان و 222 يوماً من الاعتقال التعسفي

فتيحة شريبي والدة المعتقل عمر الراضي 

“سلام عليك يا ولدي في اليوم العالمي للمرأة.”

 

 

نعم أقول لك سلاماً في هذه المناسبة ولو أن السلام بمفهومه المطلق أصبح بعيد المنال.

 

كيف ذلك؟

 

نعرف أنه منذ وعينا على واقعنا الحقوقي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي و نحن نحاول أن نفهم تطور الأحداث وسيرورة التاريخ، عل الأقل تاريخنا الحديث.

وأهم ما نفهمه هو أنه لا يمكنك نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا..

 

سأحاول أن أتكلم عن هذا اليوم، الذي يعتقد الكثيرون والكثيرات أنه يوم احتفال و فرح و تبادل للورود والشوكولاتة .. .

 

هذا جميل، و لكن يجب أن نفهم أن هذا اليوم الذي تضاربت الآراء حول تحديد تاريخه منذ البداية، هو يوم مأساة و مجازر حصلت في صفوف النساء العاملات في معامل النسيج بنيويورك واللواتي طالبن بتحسين ظروف عملهن و زيادة أجورهن التي كانت متدنية جدا ، لأن الرأسمالية الجشعة كانت تفضل تشغيل النساء لأنهن يتقاضين راتباً أقل من الرجل.

 

قامت هؤلاء النسوة بالتظاهر والاحتجاج فتمت محاصرتهن برجال الأمن والقوات العمومية التي ارتكبت مجازر في حقهن بإحراقهن داخل المعمل الذي اعتصمن بداخله .

 

وهذا السيناريو يبدو أننا هنا في المغرب لازالت العاملات الفلاحيات وفي معامل التصبير والكابلاج وغيرها تعرف نفس المعانات التي عرفتها النساء في العالم المتقدم في القرن التاسع عشر.

 

و في نفس الفترة، دائماً في أمريكا سيتم غلق مصنع للملابس على العاملات المضربات عن العمل في نيوهامبشر ويتم إضرام النار في المعمل حيث استشهدت أغلب العاملات. و نماذج أخرى شبيهة عاشتها أوروبا أيضاً، وهذا يذكرنا شيئاً ما بما حصل بمصنع سري للملابس بطنجة، حيث استشهدت أغلب العاملات لأن المعمل كان مغلقاً ولم يستطعن الهروب من الموت.

 

ولم يتم الاعتراف بهذه التضحيات بشكل رسمي و اعتبار الثامن من مارس يوماً عالمياً للمرأة إلا في سنة 1975 من طرف الأمم المتحدة. و رغم كل هذا نجد أن الرأسمالية المتوحشة لا زالت تستغل النساء بشكل عام بتسويق منتجات لسنا بحاجة إليها بقدر حاجتنا للاعتراف بالمرأة كنصف المجتمع و ندّاً للرجل ، هما معاً يبنيان مجتمعاً سليماً و معافى تُصانُ فيه حقوق الجميع بدون أي استعلاء.

 

ولكن، “هناك دائماً من يُفسِد للود قضية “، الفساد هنا يأتي من المرأة نفسها عندما تُصبِح طيِّعةً و خانعة و غير قادرة على الحفاظ على المكتسبات التي ماتت من أجلها نساءٌ و نساء، ويضربن بعرض الحائط استقلاليتهن ويصبحن أداةً طيِّعةً في يد من يستعملهن و يستعبدهن من أجل القضاء على خصوم سياسيين أو معارضين. هنا أقول بأنهن قد خرقن عهد الكرامة والعزة و لبسن رداء المخزن.

 

ومازالت نار الاستغلال تحرق قلوبنا على أبنائنا البررة في سجون الاستغلال الطبقي.

 

متى تخمد نار الاستغلال؟

 

سلامتك أيها الحر من نار الحرمان من الحرية.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات