الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

رجال الشرطة هم كذلك ضحايا للاعتداءات الوحشية

 

 

صافي الدين البدالي/المغرب

 

 

تعرض مقدم الشرطة، الذي كان يزاول مهامه بمنطقة الرحمة بولاية أمن الدار البيضاء الأربعاء الماضي إلى عملية اغتيال بشعة، حيث تم العثور على جثته متفحمة في الصرف الصحي بمنطقة حد السوالم ضواحي الدار البيضاء. فما هو ذنب هذا الشاب الذي تعرض لجريمة اختطاف و قتل بشعة بكل المقاييس ؟

 

هل لأنه اختار أن يكون شرطيا متسلحا بالإيمان و الوطنية، حاملا على كتفيه هم المجتمع وفي قلبه صور أبناءه و زوجته و أهله و أحبائه ؟

أم لأنه أراد أن ينخرط في تأمين سلامة المرور والجولان للمواطنين والمواطنات؟

 

إنها جريمة لا يجب أن تحجبنا عنها بعض أبواق القنوات التي تبحث عن الشهرة في مثل هذه المناسبات أو البلاغات التي لا تسمن ولا تغني من جوع . إنها جريمة تجعلنا نتألم، لأننا نرى في ذلك الشاب وجه كل شرطي وشرطية بالبدلة الوطنية رمز الأمة وهم وباشاراتهم المعهودة يضمنون لنا سلامة المرور في الزحمة و يقدمون التحية حينما نمر من أمامهم.

 

إنها جريمة اصابتنا في أعماق وجداننا و في نفوسنا و في جسم أمننا الوطني الذي يسهر على أمن المجتمع و على حياتنا، فهو لا ينام و نحن ننام بالليل أو بالنهار ونحن مسافرون أو قائمون.  فلا بد من أن نضع هذه الجريمة في السياق العام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لبلادنا حتى لا تبقى هذه الجريمة النكراء في معزل عن الاختيارات السياسية للدولة.

 

إن الشرطي الشاب كان ضحية نهج السياسة الليبرالية المتوحشة التي تسلكها الدولة المغربية رغم خطورتها على المجتمعات لأنها تولد العنف و الجريمة المنظمة و تولد الخارجين عن القانون و تحمي الاستغلال و الاستعلاء و تخلق طبقة في منأى عن المحاسبة و المساءلة ،تستغل ثروات البلاد و تستغل الفقراء و و المستضعفين و تساهم في تعميق هوة الفوارق الاجتماعية، إنها الليبرالية المتوحشة كاختيار للدولة المغربية التي حولت التعليم الى حقل التخلف و الأمية الثقافية و الجمود الفكري و التطرف و السقوط في شراك الجريمة المنظمة و في شراك المخدرات وعقوق المجتمع. إنها الليبرالية المتوحشة التي تتاجر في المريض وفي الأموات و الأحياء و في الدين، و لا تهمها الإنسانية أو حقوق الإنسان بقدر ما يهمها دم الإنسان.

 

في بلادنا لم يعد رجل الأمن يسلم من صناع الجريمة بقراراتهم التي تفقر الفقير و تغني الغني، كما لا يسلم الاستاذ من بطش الدولة التي جعلت منه الجدار القصير لتجريده من نبل الرسالة التربوية. و لم يسلم الطبيب من الاقصاء ليقبل بسياستها الاستغلالية.  سياسة النهج الليبرالي تتجلى في تفويت كل القطاعات للشركات و للخواص .و يبقى الشعب بين استغلال لوبيات الفساد و نهب المال العام و بين تنامي الجريمة المنظمة التي تزهق أرواح الأبرياء.

 

عزاؤنا واحد في الشرطي الشاب والصبر والسلوان لأسرته الكبيرة و الصغيرة و إلى كل عناصر الشرطة المغربية و إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات