الفينيق ميديا

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

رباعيات الوحداني / الفراق .

 

 

قصيدة بقلم الشاعر

د محمد الوحداني/ المغرب

 

 

( 1 )

 

لَا تُعْطِي عَهْدًا أَنْتَ نَاكِثُهُ !
إنَّ الْعَهْدَ مِيثَاقٌ أَنْتَ مُدْرِكُهُ .
كَيْف تَنْسَاهُ ؟
أَو بِالوَاهيَّاتِ تُبَرِّرُهُ ؟ !!
فَالوَعْدُ سَيْفٌ أَنْ أَنْتَ قَطَعْتَهُ
لَسْتَ بِه تَفْصِلُ وَصْلًا
بَلْ حَبْلَ الْوُدِّ تَقْطَعُهُ !

و إذَا أَنْتَ قَطَعْتَ رَأْسًا
فَقَد اِرْتَاح صَاحِبُهُ ،
و تَمَّ مَا أَرَادَ قَاطِعه !
و إنْ أَنْتَ قطعت وَعْدًا
فَإِذ بِك تُخْلفُهُ !
فَلَا ارتَحْتَ و لَا مُصَدِّقُه
فَالوُعُودُ أَوْصَالٌ تَصِلُ …
مُعَلَّقَةٌ عَلَى عَرْشِ الْقُلُوبِ
إذَا مَا تَحَلَّلَ مِنْهَا رَبُّهَا ،
لَا وَصْلَ و لَا حَيَاةَ تَجِبُ …..

و من قطع وعدا قيده ،
و من أخلف عهدا الأيام تقطعه !

و الآن و ان أَقبِلْت نُفَارِقْ !
و إن هجرْت نُوَافِقْ !

فَنَحْنُ أَبْنَاءُ طَارِقْ . . .
مَرَاكِبُنَا مَحَارِقْ . . .
فِي مَغَارِبِكِ و الْمَشَارِقْ !
و لنَتْرُكَنِّكِ و لَوْ كُنْتِ أَنْدَلُسَ الْقَلْبِ
فَرَادِيسَ و حَدَائِقْ . . .
و أِمَارَاتِ وَرَدٍ و نَسَائِمِ طِيبٍ و عُطُورْ …
و هَدَايَا مِن ياسَمِين و زَنَابِقْ ؛

و لنَدْكَّ جُسُورٌ الْهَوَى و الْحُبِّ
و نُشُقَّ وِدْيَانَكِ الَّتِي مِنْ شُطٱنٍ
تَرَفُلُ عَلَى جَوَانِبِهَا دماء الصب
و حُورُ عَيْنٍ و إسْتَبْرَقُ بُحُورْ
و عُيُونَ مَهَا و تِيهَ غِزْلانِ
و نَمَارِقْ

 

( 2 )

 

افْتَرِقْ ؛
اِنْعَتِقْ ؛
انْطَلِقْ ؛

لَا تَقِفُ تَحْتَهَا عِنْدَ الْقَدَمِ !
سَيَحْرِقُكَ يا هذا طُولُ النَّدَمِ . . .

فَالرِّحِيلُ عَنِ الْخَلِيلِ ،
خَيْرٌ مِنْ الْعَيْشِ كَالذِّلِيلِ….

لَا خَيْرَ فِي عِشْقٍ لَزِمَتَهُ و تَظَلُّ كَالعَلِيلِ !
فَالْحْبُّ إمَّا مَجْدٌ تَسْمُو بِه الرُّتَبُ ؛
أَو سُمٌ يَسْرِي فِيكَ وَ تَتَعَذَّبُ !

 

( 3 )

 

فَحَيْثُ لَا أَمَلٌ فَلَا أَمَلَ !
و لَوْ جَعَلْتَ لَهَا مِنْ فُؤَادِكَ وَثَنًا أَوْ طَلَلَ !
و أَلْبَسْتَهَا مِنْ رَوْحِ نَبْضِكَ حُلَلَ !
و أُجْرَيَتَ مِنْ أَجْلِهَا جَنَّاتٍ و أَنْهَارَا !
و أُنْزَلْتَ دَمْعٌ قَلْبِكَ زُلَالَا !

و كَشَفَتَ لَهَا الْمَقَامَاتِ و الْأَحْوَالَ ؛
وَ وَلَّيْتَهَا سُلْطَانًا و أَهْدَيْتَهَا قُدْسَكَ و الْأَسْرَارَ !

فَإِنَّهَا فِي الْأَخِيرِ ،
لَا تُعْرَفُ لَا تُتْقِنُ :
إلا أَنْ تكذب و تخون !
و تَجْعَلَكَ في هواها كالمجنون !
و تَعِيشُ فِي جَنَّةِ حَبِّهَا النَّارَ !

و لِأَنَّهَا تَعَلَّمْت أَنَّهَا كَي تَكُونَ سَيِّدَةً عَلَيْكَ :
يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فرَحُكَ اَسْفَلَكَ !

و أَنْ لَا تْسْعِدَكَ ، فَذَاك ضَعْفٌ يُحِلُّ بها الْبَوَارَ !
لِأَنَّهَا تُؤْمِن أنَّك ذَكَرٌ خَطَرٌ و عَلَيْك إلَّا تَخْتَارَ :
إلَّا بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عِنْدَهَا عَبْدًا محتار !
و تقبل كل مرة الأعذار
كَيْ تَغْفِرَ لَك !

أَو تَعِيشَ بَيْنَ يَدَيْهَا الْعَارَ !
و تقبل أن تجعل من خطاياها
سبحة كل مرة تعيدها
كشقي توبة طقوسا و أذكارا !

خَطِيئَةٌ فِي عَقِيدَتِهَا أَنْ تَكُونَ مِنَ الْأَحْرَارِ مُخْتَارَا !

 

( 4 )

 

بِغَيْرِهَا مِنْهَا أهْرُبْ وَ لَا تَعُدْ .
و غَيِّرِ الْمَنَازِلَ نَارُكَ تَبْرُدْ !
لَا تَتَرَدَّدْ :
فَالقُلُوبُ فِي الْهَوَى تَتَجَدَّدْ !

لَا تَجْعَلْ حَنِينَكَ فِيهَا
عَلَيْكَ يَسُدْ ، لَا تَتَعَلَّلْ !
لَنْ تَسْلَمَ مِنْ غَيِّهَا الَّذِي فِيهَا
مُنْذ الْقَدِيمِ اسْتَوَى وَ غَوَى !

و كَانَ عَلَيْكَ مُنْذ الْأَوَّلِ أَنَّ تَرْحَلْ ! .

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on pinterest
Pinterest
Share on pocket
Pocket
Share on whatsapp
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات