النضال الديمقراطي، إلى أين؟؟
د.شرف الرفاعي /فرنسا
هي تغريدات كثيرة، تدوينات، مقالات سياسية،اجتماعيه، اقتصادية و حقوقية…
هي كثيرة الاحتجاجات، التظاهرات، الندوات و المبادرات والنداءات التي يتم نشرها على الفايسبوك، الواتساب، و باقي مجموعة التواصل الاجتماعي الأخرى، من طرف مجموعة من الفعاليات الديمقراطية ومن خلال مواقعها الإلكترونية، تطرقت للعديد من القضايا : مسألة الاعتقال السياسي وحرية الرأي، احتجاجات عن غلاء الأسعار الصاروخية للمواد الغذائيه الأساسية، احتجاجات من أجل نصرة القضية الفلسطينية واسقاط كل مخططات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي انخرطت فيها الرجعيات العربية من المحيط الى الخليج سرا أو علانية، احتجاجات الأساتذة الذين فرض عليهم التقاعد، نضالات المرسبون في امتحان التأهيل لمزاولة مهنة المحاماة، صرخات الفئات الهشة من المجتمع المغربي و اللائحة طويلة جدا..
السؤال الذي يؤرقنا كثيرا، إذا كان هناك زخم من الإحتجاج و التنديد و زخم من المواقف الحقوقية و السياسية المترجمة في شكل بلاغات و بيانات و نداءات.. لماذا لا نلمس ترجمة هذا الزخم إلى فعل و مبادرات ملموسة من أجل خلق التراكم النضالي؟
لماذا ينتابنا الاحساس بأن النضال الديمقراطي تحول من المعانقة المباشرة لهموم الشعب و من قوة الفعل الملموس في الشارع و داخل المؤسسات المدنية و الاجتماعية، التمثيلية منها و غير التمثيلية، الى النضال المريح و الآمن من داخل الصالونات والإكتفاء بالإعلان عن المواقف في الفضاءات الرقمية؟
إذا كان غياب المشاركة الفعلية في المبادرات النضالية الجدية و الملتزمة و تدعيمها من طرف جموع الديمقراطيين و أخص منهم بشكل مباشر المناضلون اليساريون، و لا يتم التفاعل معها بشكل ايجابي، فلا يمكن أن ننتظر من الفئات الكادحة و الهشة التي تعاني الأمرين، أن تلتف حول أي خطاب سياسي،حقوقي أو اجتماعي كيفما كانت نوعيته و مصداقيته.
النصال الديمقراطي هو الفعل المباشر و التفاعل المستمر من أجل خلق التراكم.
